خبير صهيوني يشكك في فعالية “عائق الأنفاق” على الحدود مع غزة

شكك خبير صهيوني في علم الجيولوجيا، في فعالية الجدار أو عائق الأنفاق الذي يبينه الجيش “الإسرائيلي” تحت الأرض عند الشريط الحدودي مع غزة، بهدف منع حفر أنفاق هجومية تمتد من القطاع باتجاه البلدات والمستوطنات “الإسرائيلية” المحيطة مرورا إلى الأراضي المحتلة عام 1948م.

جاء ذلك في تصريحات، لعالم الجيولوجيا “الإسرائيلي” ومستشار رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” لشؤون الأنفاق يوسي لنجوتسكي، لصحيفة “ذي ماركر” العبرية، اليوم الأحد.

وقال لنجوتسكي، إن “حواجز تحت الأرض من أجل منع التسلل عبر أنفاق ليست مجدية سوى لفترة زمنية محدودة وحسب.

وأضاف: “هذا كان رأيي الذي قدمته إلى جهاز الأمن منذ العام 2005م”.

ورأى لنجوتسكي، أنه “حتى لو كان التسلل عبر الحاجز الجديد إلى الأراضي “الإسرائيلية” ليس بسيطاً، إلا أن عدواً عنيداً وذكياً مثل حماس سيجد السبيل للقيام بذلك”.

وشدد على أن بناء حاجز بمئات ملايين الدولارات هو إثبات على فشل جهاز الأمن “الإسرائيلي”، الذي لم ينجح طوال 15 عاماً في التغلب على تهديد الأنفاق.

ووصف لنجوتسكي هذا الجدار بأنه عملية متسرعة لتهدئة الضمير فقط.

من جانبها كشفت الصحيفة ذاتها، والتي تعنى بالشؤون الاقتصادية عن عالم الجيولوجيا، عن أن الشركات الأجنبية تمتنع عن التقدم لمناقصات لتنفيذ مشروع الجدار.

ولفتت إلى أن تكلفة بناء هذا الجدار تقدر بثلاثة مليارات شيكل (900 مليون دولار)، مشيرة إلى أن وزارة الأمن “الإسرائيلية” نشرت حتى الآن مناقصات لتنفيذ أعمال فيه بمبلغ يتراوح ما بين 600 (180 مليون دولار) إلى 800 مليون شيكل (225 مليون دولار) .

وحسب الصحيفة من المقرر يصل طول الجدار إلى 65 كيلومترا، وأن تكلفة بناء كيلومتر واحد من الجدار بعمق 6 أمتار إلى عشرات الأمتار في مقاطع معينة تحت الأرض ستصل إلى 40 مليون شيكل (11 مليون دولار)، ويتوقع انتهاء العمل فيه بعد سنتين، وسيعمل فيه نحو ألف عامل في 40 موقعا.

وتوقعت الصحيفة، أن يكلف الجدار الحكومة “الإسرائيلية” مزيدا من الميزانيات غير تلك التي تم رصدها.

وأشارت إلى أنه يعد نشر أربع مناقصات لبناء مقاطع من هذا الجدار، الأسبوع الماضي، امتنعت شركات أجنبية تعمل في “إسرائيل” عن التقدم لهذه المناقصات، لأسباب سياسية وفق الصحيفة.

واعتبرت الصحيفة أن بناء الجدار في جزء منه هو حل شكلي، لتخفيف الضغط النفسي لسكان المستوطنات “الإسرائيلية” المحيطة بقطاع غزة، الذين يتخوفون من الأنفاق الهجومية، والذين صرحوا أكثر من مرة خلال السنوات الماضية إنهم يسمعون أصوات حفر أسفل منازلهم.

وكانت سلطات الاحتلال كشفت في حزيران / يونيو العام الماضي النقاب، عن أن وزارة الجيش “الإسرائيلي” قررت بناء جدار تحت الأرض يمتد إلى ما فوق سطح الأرض، على الحدود مع قطاع غزة، كـ”حل نهائي” و خط “دفاعي” وذلك لتقويض الأنفاق الهجومية الموجهة إلى داخل حدود الدولة العبرية، كجزء من استعدادات حماس العسكرية للمواجهة المقبلة مع إسرائيل.

ويعتبر هذا الجدار، الأول من نوعه في “إسرائيل”، وسيمتد على طول 60 كيلومترا تلف قطاع غزة، لتشكل عمليا جهازا أمنيا إسرائيليا ثالثا تنصبه إسرائيل على الحدود مع القطاع المحاصر، بعد منظومتى “هوبرس أ” و”هوبرس ب”، إذ شيدت الأولى في تسعينات القرن الماضي، بعد اتفاق أوسلو، أما الجهاز الثّاني، فتم نصبه بعيد الانفصال أحادي الجانب الذى نفذته إسرائيل مع قطاع غزة عام 2005م، ولم تستطع المنظومتان التغلب على الأنفاق الفلسطينية القادمة من القطاع.

وكانت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” فاجأ الجيش “الإسرائيلي” بعمليات نوعية خلف خطوط الجيش “الإسرائيلي”، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود، أشهرها عملية “ناحل عوز” شرق حي الشجاعية بتاريخ 28 تموز/يوليو 2014م أثناء حرب العصف المأكول والتي يطلق عليها الجيش “الإسرائيلي” اسم “الجرف الصامد”.

وتمكنت عناصر النخبة من “كتائب القسام”، في حينه، من الوصول عبر نفق إلى قوة متمركزة في منطقة ناحل عوز “الإسرائيلية” وتمكنت من قتل جنود و جرح آخرين و خطف سلاح أحد الجنود والعودة بسلام وقد تم تصوير فيديو للهجوم وكذلك السلاح الذي تم اغتنامه.

Exit mobile version