محلل سياسي: حادثة رفح دليل جدية حماس في ضبط الحدود مع مصر

قال المحلل السياسي، حسام الدجني، إن حادث التفجير على الحدود المصرية الفلسطينية فجر اليوم الخميس، والذي راح ضحيته أحد ضباط الأمن الفلسطيني، دليل جدية السلطات في غزة حفظ الحدود مع مصر.

واعتبر الدجني في حديث لـ “قدس برس”، أن “هذه العملية تعكس حالة التفاهمات بين القاهرة وغزة، وأن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل أكثر وبإرادة أكبر لإنجاحها (التفاهمات)، لذلك كتبت هذه التفاهمات اليوم بالدم”.

وقال إن المتوقع والمأمول “تطوير العلاقة بين مصر وغزة، لحماية الحدود وضبطها، وأن يكون هناك تعاون أمني وسياسي واقتصادي لوقف هذه الحالات التي يراعها البطالة والفقر والحصار واليأس بالإضافة إلى التضليل الفكري والأيدلوجي”.

ولفت النظر إلى أن هذا الحادث “ليس الأول الذي يتم فيه المنع من التسلل، ولكن ظهر للعيان بسبب سقوط ضحايا فيه، وهناك حالات تسلل أخرى ضبط بدون إراقة دماء”.

وتابع: “هناك ضبط شديد للحدود، وما تم إنجاز أمني كبير، ومحاولة هذا الشخص الدخول من فوق الأرض دليل على إغلاق كافة المنافذ من تحتها (الأنفاق)، وهو ما كان يطالب به الجانب المصري باستمرار”.

ونوه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إلى أن القاهرة “ستلاقي هذه الخطوة بارتياح كبير، رغم أن غزة لا تعمل من أجل مصر وإنما لأجل المصالح المشتركة بين الطرفين ومنها حماية الأمن القومي المصري والفلسطيني معًا”.

واستطرد: “هناك ترابط بين الأمن القومي المصري والفلسطيني، وإذا مس الأمن القومي المصري يمس نظيره الفلسطيني والعكس صحيح، وذلك بحكم الجغرافية السياسية والمصالح والعروبة والدين”.

وأفاد حسام الدجني، بأن “السلفية الجهادية والتطرف الفكري موجودة في غزة، ولكنها ضعيفة ولا ترتقي أن تكون ظاهرة، رغم أنها خطيرة ولكنها لا تقلق المواطن الفلسطيني”.

ورأى أن “وجود الاحتلال الإسرائيلي ووحدة هدف ورؤية المقاومة الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى أن المجتمع الفلسطيني بطبيعته مجتمع وسطي معتدل، عوامل ساهمت في طرد الفكر المتطرف”.

وأشار إلى أن حركة “حماس” تقوم بـ “معالجة فكرية أمنية”، مضيفًا: “ولربما تكون المعالجة الفكرية قد وصلت لطريق مسدود لذلك تزاد وتيرة المعالجة الأمنية والاعتقالات في صفوف الشباب المُضلل”.

واستشهد فجر اليوم الخميس، ضابط في الأمن الفلسطيني بقطاع غزة، وأصيب آخرون؛ عقب تفجير “انتحاري” نفسه قرب الحدود مع مصر (شرقي رفح) خلال محاولته التسلل لسيناء.

من جانبه، بيّن القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، أحمد المدلل، أن الفصائل الفلسطينية عقدت اليوم اجتماعًا في رفح (جنوبي قطاع غزة)، وركزت على التنديد بالحادث والتحذير من الفئة التي تحمل فكرًا منحرفًا.

وصرّح المدلل لـ “قدس برس”، بأن ما حدث قرب الحدود مع مصر فجر اليوم، “غريب على عادات الفلسطينيين وقيمهم”، داعيًا لـ “مقاومة أصحاب الفكر المنحرف والتصدي لهم، لأن أمامنا مشروع مقاومة الاحتلال”.

وطالب بأن تكون هناك “معالجة في كل الاتجاهات، وليس أمنية فقط، بحيث تكون فكرية وتوعوية وثقافية لإنقاذ هؤلاء الشباب من براثن هذا الفكر المنحرف”.

وثمّنت حركة “حماس” في تصريح لها، دور وزارة الداخلية بغزة والأجهزة الأمنية في الحفاظ على الحدود والنظام العام وفرض سيادة القانون “رغم كل المعيقات والتحديات والأوضاع الصعبة”.

وأكدت الحركة ضرورة استمرار وزارة الداخلية بالقيام بهذا الدور المسؤول، “والتعامل بحزم وقوة مع كل الخارجين عن القانون وعن قيم شعبنا الفلسطيني وأصالته”.

ووصفت جبهة “النضال الوطني” الفلسطينية الحادث بـ “العمل الإجرامي”، ومن نفذه بـ “الفئة الضالة”، مضيفة: “هذا العمل لا يخدم إلا الاحتلال، ويأتي في سياق الأعمال التخريبية التي تستهدف إثارة الفتنة والبلبلة لدى الشارع الفلسطيني”.

وجاء في بيانها أن تلك الأعمال “لا تعبر عن أي منطلق وطني ولا ديني، ولا تتوافق مع قيم شعبنا ونهجه المقاوم للاحتلال، وهذه الأعمال الإجرامية تتماهى مع أهدف الاحتلال”.

ودعت “الجبهة الشعبية” في بيان لها، لضرورة التوحد في محاربة واستئصال “الإرهاب والفكر التكفيري” من جذوره في قطاع غزة.

وذكرت أن “هذا الفكر أصبح خطرًا يهدد الاستقرار والسلم الأهلي في القطاع، ويشكّل خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني وللمتربصين بشعبنا”.

وطالبت بضرورة “صوغ خطة وطنية عاجلة تساهم فيها جميع القطاعات الوطنية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية لقطع الطريق أمام مروجي هذا الفكر”.

واتخذت الأجهزة الأمنية المزيد من الإجراءات على الحدود الفلسطينية المصرية وفي منطقتي رفح وخانيونس (جنوبي قطاع غزة)، لضبط الحدود وملاحقة من يقف وراء هذا التفجير.

Exit mobile version