معارض سوري يحذّر من مساعي عربية وإقليمية لإعادة تأهيل نظام الأسد

حذّر مسؤول الملف القانوني في “الائتلاف السوري” المعارض هيثم المالح، من محاولات عربية وإقليمية ودولية لوأد الثورة السورية وإعادة تأهيل نظام بشار الأسد.

وكشف المالح في حديث مع “قدس برس” النقاب عن صعوبات وصفها بـ “الكبيرة” تواجه الثورة السورية وفصائل المعارضة، من خلال تراجع الدعم المادي والسياسي لقوى المعارضة، في مقابل إعادة فتح قنوات التواصل بين بعض الأنظمة العربية ونظام بشار الأسد.

وأشار المالح، إلى أن الائتلاف السوري المعارض، يعاني من نقص حاد في التمويل، وأن كثيرا من فروعه، بما في ذلك فرعه في بروكسيل، يستعد لإلاق أبوابه بسبب توقف الدعم المادي الممنوح للائتلالف من بعض الدول الإقليمية.

وأعرب المالح عن أسفه أن ذلك يجري بينما بعض الدول العربية مثل مصر والجزائر تدعم نظام بشار الأسد، بينما تسعى دول أخرى مثل تونس لإعادة فتح قنوات التواصل مع نظام أجرم في حق الشعب السوري وقتل وشرد الملايين من شعبه.

وأضاف: “بعض الدول العربية الآن تسعى لإتمام ما بدأته إيران وروسيا في دعم بشار الأسد ضد الشعب السوري، لكنه دعم في الوقت الضائع، لأنه لا أحد من السوريين فضلا عن المجتمع الدولي سيقبل بأن يضع يده بيد نظام ارتكب كل هذه الجرائم بحق شعبه”.

ويشأن اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات المرتقبة في الرياض، قال المالح: “هناك ضبابية كبرى الان تلف مواقف مختلف الدول العربية والاقليمية والدولية حيال الثورة السورية، وربما اجتماعات الرياض المرتقبة واحدة من تجليات هذا الغموض”، على حد تعبيره.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أعلنت قبل أيام بدء التحضيرات لعقد اجتماع موسّع للهيئة في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت الهيئة في بيان لها: إن الغرض من الاجتماع هو “توسيع قاعدة التمثيل والقرار، على قاعدة بيان الرياض كمرجعية أساسية في عملية الانتقال الديمقراطي” مضيفة أنها طلبت من المملكة استضافة الاجتماع وإنها أبدت موافقتها ودعمها.

ميدانيا أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر من 600 ألف سوري قد عادوا إلى ديارهم حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من عدد العائدين طوال عام 2016 بأكمله.

وقالت المنظمة، في بيان لها نهاية الاسبوع الماضي، إن أكثر من 80% من العائدين قد نزحوا داخل سوريا خلال الصراع الذي دام لأكثر من ست سنوات.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة أوليفيا هيدون، في مؤتمر صحفي بجنيف: “إن العائدين إلى سوريا من خارج البلاد جاءوا من تركيا ولبنان والأردن والعراق، وإن أكثر من نصفهم ذهبوا إلى محافظة حلب”.

وأضافت: “بالنظر إلى الأسباب التي قدمها الناس للعودة، نرى أن المزيد من الناس يشعرون بالقلق تجاه ممتلكاتهم، والمزيد منهم قالوا إن الوضع الاقتصادي في المكان الذي لجأوا إليه لم يكن جيدا، وبالتالي لن يستطيعوا توفير دخل لأسرهم، ولذلك اعتقدوا أن العودة إلى ديارهم قد تساعدهم. كما نرى أيضا أن الناس غير قادرين على الاندماج في الأماكن التي كانوا يبحثون فيها عن ملجأ، بسبب الروابط القبلية المختلفة وأشياء من هذا القبيل”، وفق تعبيرها.

ووصفت المنظمة الدولية للهجرة أنماط العودة بأنها “عفوية” بشكل رئيسي، ولكنها “ليست بالضرورة طوعية أو آمنة أو مستدامة”، مضيفة أن 10% من العائدين إلى ديارهم يميلون إلى النزوح مرة أخرى.

وحتى الآن، هناك ما يقرب من ستة ملايين شخص بلا مأوى داخل البلاد.

Exit mobile version