وزير المالية التونسي متراجعا عن تصريحاته: الاقتصاد يتعافى

تراجع وزير المالية التونسي محمد فاضل عبدالكافي عن تصريحاته السابقة التي وصف فيها اقتصاد بلاده بالإفلاس؛ الأمر الذي تلقفته وسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية، وروجت له بشكل مسيء وعلى نطاق واسع. وقال وزير المالية بالنيابة محمد الفاضل عبد الكافي :”إن وضعية المالية العمومية صعبة، لكن المؤشرات الاقتصادية عرفت نموا إيجابيا خلال هذه السنة”، مؤكدا على أن تونس في اتجاه تحقيق نسبة نمو في حدود 2.5 % خلال السنة الحالية.

ارتفاع حجم الميزانية

وأوضح في ندوة صحفية انعقدت بقصر الحكومة بالقصبة إثر جلسة لمجلس الوزراء، والعاصفة التي مثلتها تصريحاته السابقة في “مجلس نواب الشعب”: إن الإشكال الرئيسي في الاقتصاد التونسي مرتبط بارتفاع حجم ميزانية الدولة من 18 مليار دينار سنة 2010 إلى 34 مليار دينار خلال 6 سنوات”، علاوة على” ارتفاع حجم النفقات العمومية “الذي عمق عجز الميزانية.

مؤشرات إيجابية

ونوه عبد الكافي بعودة المحركات الأساسية للاقتصاد التونسي على غرار الفسفاط والسياحة والاستثمار الأجنبي قائلا إن التعهدات التي تلقتها تونس في قمة الاستثمار 20/20 تسير جلها بشكل ايجابي.
وأن قرار صندوق النقد الدولي القاضي بمنح تونس القسط الثاني لقرض في 12 يونيو الماضي، فتح الباب لتمويلات أخرى من البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار الذي بلغت تمويلاته لأول مرة في تاريخه 2 مليار دينار، مضيفا أن الأزمة الأخيرة التي عرفها الجنوب التونسي من خلال اعتصام “الكامور” أثرت سلبا في منظومة الإنتاج.

وطمأن وزير المالية بالنيابة التونسيين بخصوص الأجور قائلا: إن الدولة قادرة على تسديد الأجور خلال الأشهر القادمة في سنة 2017، وشدد على أنه “لا يوجد داع للمخاوف.

حملة انتخابية

التصريحات السابقة لوزير المالية بالإنابة محمد الفاضل عبد الكافي، أمام مجلس نواب الشعب أحدثت رجة داخل الساحة التونسية، وتلقفتها بعض المنصات الإعلامية بلهفة معروفة عنها، وحاولت من خلال الترويج لها، التشكيك في جدوى الثورات العربية، وفي الآمال المعلقة على الربيع العربي الذي تعرض للإجهاض القسري في عدد من دوله، ولا يزال الحبل على الغارب في تونس.

وقال الخبير الاقتصادي حسام الدين التعبوري للمجتمع: “تصريحات وزير المالية بالإنابة كانت متعجلة، وتعكس حملة انتخابية سابقة لأوانها”، ووجود نية لتشكيل حزب سياسي جديد، كما حصل مع رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة 2014/2015 الذي شكل حزبا سياسيا بعد انتهاء ولايته يضم أعضاء حكومته. وأشار التعبوري لتراجع وزير المالية عن تصريحاته، التي وصفها بـ”المبالغ في قيمتها السياسية والاقتصادية التي لا تعكس حقيقة الأوضاع”.

وكان زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، قد دعا في حوار على قناة “نسمة” التونسية الخاصة، رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى عدم تكرار ما وصفه بـ”خطأ مهدي جمعة” ودعاه إلى “عدم الترشح للانتخابات القادمة”. 

Exit mobile version