«خيرات».. مزارع تنموية يُصرف من ريعها على الأيتام وطلبة العلم والفقراء

 

– الرحمة العالمية تعمل بمنهجية من خلال العمل التعليمي والطبي والتنموي والاجتماعي

– تقوم فكرته على شراء أراضٍ لزراعتها وتشغيل الأيدي الوطنية فيها وبيع المنتجات

– صدقة جارية ومورد دائم يساهم في تغطية مصروفات المشروعات الخيرية والإنسانية

 

أكد عبدالعزيز الكندري، رئيس مكتب شرق أفريقيا في الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي؛ أن الرحمة العالمية تتبنى بعض مشروعات التمكين الرائعة، التي تمثل مورداً دائماً يساهم في تغطية مصروفات المشروعات الخيرية والإنسانية؛ حيث يقومون من خلال هذه المشروعات النوعية بدعم ميزانيات مشروعاتهم الخاصة بالأيتام والفقراء، وتعليمهم بأسلوب يضمن لهم استمرار  تقديم الخدمة لهم ورعايتهم.

وفي هذا الحوار الذي أجرته معه «المجتمع»، يلقي الكندري الضوء على أحد هذه المشاريع؛ وهو مشروع «خيرات»، وهو عبارة عن شراء مزارع لزراعتها وتشغيل الأيدي الوطنية فيها وبيع المنتجات للصرف من ريعها على أوجه الخير والبر والإحسان من مجمعات خيرية وإنسانية، ورعاية للأيتام، والطلاب، ومشروعات أخرى كالصدقة والتنمية المستدامة.

وأضاف الكندري أن مشروع مزارع الرحمة العالمية هو أحد المشروعات التي انتهجتها الرحمة منذ أربع سنوات، وهو من المشروعات الموازية للتعليم والصحة والتنموي والاجتماعي.

– بداية حثَّ ديننا الحنيف على غرس الأشجار المثمرة عامة، وأمر بالعناية بالزراعة والعمل في الأرض، وبين أنه لا ينبغي أن ينقطع العمل في إعمار الأرض والاستفادة من خيراتها، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الغرس والزرع، وتثبت الأجر لفاعله ما انتفع بذلك منتفع من إنسان أو حيوان أو طير.

مشروع «خيرات» عبارة عن شراء أراض لزراعتها وتشغيل الأيدي الوطنية فيها وبيع المنتجات، ونستفيد في ذلك من خصوبة التربة في بعض الدول الأفريقية التي سنقوم بتنفيذ المشروع فيها، ثم نقوم بالصرف من ريع هذه المزارع على أوجه الخير والبر والإحسان من مجمعات خيرية وإنسانية، ورعاية للأيتام، وكفالة طلاب ومشروعات أخرى كصدقة وتنمية مستدامة.

– لهذه المزارع أهمية كبيرة للفقراء والأيتام؛ فهي عبارة عن صدقة جارية، ومورد دائم يساهم في تغطية مصروفات المشروعات الخيرية والإنسانية؛ فنقوم من خلال هذه المشروعات النوعية بدعم ميزانيات مشروعاتنا الخاصة بالأيتام والفقراء، وتعليمهم بأسلوب يضمن لهم استمرار تقديم الخدمة لهم ورعايتهم، وهذه هي مشروعات التمكين الرائعة.

كما أنها تساهم في تدريب بعض الطلاب والمزارعين على الزراعة الحديثة والمتطورة، وإعداد نموذج يُحتذى به في المزارع بالدول التي سيتم تنفيذ المشروع بها؛ وهي تنزانيا وغانا والسودان والصومال، والمساهمة في الحد من البطالة؛ حيث يعمل في هذه المزارع العديد من أبناء البلد، والمساهمة في تعميق مفهوم الصدقة الجارية والمشروعات التنموية لنشر التكافل بين أبناء الأمة، والاستفادة من طبيعة الأرض والمناخ التي تتيح فرصاً تنموية خيرية، بالإضافة إلى مد جسور التعاون بين شعوب تلك المناطق والشعب الكويتي.

وهذا يؤكد جدية المؤسسات الخيرية في استمرار بقاء ونماء مشروعاتها التنموية، حين تُقيم مراكز ربحية تعود إيراداتها في التشغيل والتطوير وتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أن الزراعة تغيّر ثقافات المجتمعات.

– كان المشروع في بادئ الأمر «عشرة على عشرة»؛ وهو عبارة عن عشرة مشروعات خيرية نقوم بها لخدمة المستفيدين في دول العمل المختلفة، كان منها الآبار ومشروعات الكسب الحلال والمساجد وغيرها من تلك المشروعات، وكان منها مشروع المزارع، وكنا نتساءل في بداية الأمر: هل نقوم بطرح المشروعات العشرة في مرة واحدة أم نطلق كل مشروع على حدة؟ وبعد نقاش تم الاستقرار على طرح كل مشروع على حدة؛ فكانت فكرة مشروع «خيرات» لإنشاء مجموعة من المزارع التي نقوم من خلال ريعها برعاية الأيتام الموجودين في مجمعات الرحمة التنموية ودور الأيتام، وطلاب العلم والفقراء بالمشروعات التعليمية في أفريقيا.

فالرحمة العالمية تعمل بمنهجية من خلال العمل التعليمي والطبي والتنموي والاجتماعي؛ لذا أصبح وجود المحور الزراعي أمراً مهماً وضرورياً كمشروع نوعي تفتقده كثير من المؤسسات الإنسانية والخيرية المماثلة.

– جاءت الفكرة من خلال خبراتنا وتجاربنا في إدارة المجمعات ودور الأيتام؛ حيث اتضحت لنا حاجة الأيتام الذين يسكنون في مجمعات الرحمة العالمية للمنتجات الزراعية المختلفة للوجبات الثلاث؛ مما نشأ عنه الحاجة لمصروف ثابت شهرياً، ويتطلب تغطيته مالياً؛ لذا قامت الرحمة العالمية بعمل دراسة في كيفية تغطية هذه المصروفات، وفي الوقت نفسه تقوم من خلال مختصين وأساتذة جامعات بإعداد دراسات عن المشروع الزراعي بالقارة التي أوصت بالاهتمام بهذا الجانب لما يمثل من تنمية وتأهيل للمجتمعات للاستفادة من هذا المشروع للمنتسبين لها، كما أنها تغطي احتياجات السوق المحلية من المنتجات الزراعية المختلفة.

– تكمن فائدة المشروع في أننا نحتاج إلى توفير الطعام للأيتام الموجودين في مجمعات الرحمة التنموية؛ حيث يتكلف الطعام مبالغ كبيرة تصل إلى 600 ألف دولار سنوياً، ولكي نقوم بتوفير تلك الميزانية نحتاج إلى جهد كبير، كما أن ذلك يؤثر سلباً على المتبرع.

– المنطلقات في مشروع المزارع كانت مقاصد العمل الخيري التي من بينها التمدين والعمران وتعمير الأرض وتنمية المجتمعات، ونظراً لأن ثقافة المجتمعات الأفريقية عن العمل الزراعي قليلة منذ القدم، حيث كان الفلاح يعمل بالمحراث، ويروي زرعه عن طريق الساقية التي لا يزال البعض يستخدمها إلى الآن، ولا يوجد لديه المعلومات الكافية عن الميكنة الزراعية الحديثة التي ظهرت في العقود الأربعة الأخيرة؛ لذا أطلقنا مشروع مزارع الرحمة، ليساهم بفاعلية في تنمية الثروة الزراعية واستصلاح الأراضي غير المستغلة التي تمثل أضراراً للمجتمع بما تحويه من حيوانات وزواحف ضارة.

كما أن هناك منطلقات أخرى تتمثل في الخطة الإنمائية للدول التي نعمل فيها، ففي الصومال لديه خطة 2035م، والمحور الزراعي يأخذ حيزاً كبيراً من الخطة، ففي ظل وجود الزراعة يكون الاستقرار، وهو مقصد من مقاصد العمل من خلال ربط المواطن بوطنه، كما أن هذا المشروع يساهم في حل مشكلة البطالة التي تهدد المجتمعات، فهو يقوم على تشغيل الأيدي العاملة من أهل البلاد وتطويرها.

– لدينا تجربة ناجحة في الصومال وتنزانيا، والمشروع لم يكن وليد فكرة، وتم تنفيذه من خلال العديد من الدراسات التي قامت بها الرحمة العالمية قبل البدء به؛ حيث أرسلت أساتذة وخبراء في هذا المجال، وقاموا بعمل دراسة عن هذا المشروع، وبدورنا قمنا بتحويلها إلى أحد مكاتب الخبرة العالمية، الذي أكد أهمية المشروع وفرص نجاحه الكبيرة، وبناء على توصيات هذا المكتب انطلقنا في هذا المشروع في الصومال وتنزانيا، ونعتزم خلال الفترة القادمة إطلاقه في السودان وغانا، والهدف من إطلاقه في تلك البلدان أيضاً هو المساهمة في توفير الموازنة التشغيلية لمجمع دار الخير التنموي المزمع افتتاحه قريباً في السودان، ومجمع الرحمة في غانا والمزمع تنفيذه أيضاً هناك.

– مجمعات الرحمة التنموية بها مدارس ابتدائي ومتوسط وثانوي، وبها ثانوية صناعية ودور للأيتام، ويدخل الطالب ولا يخرج منها إلا بعد أن يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه.

– المشروع سيتم طرحه في دول أفريقيا التي تعمل فيها الرحمة العالمية، ولدينا نموذجان الآن في تنزانيا والصومال، فبدأنا في الصومال كسياسة تدرج في تنفيذ المشروع، والرحمة العالمية لديها سياسة واضحة في مثل هذه المشروعات، وهي أن تبدأ في بقعة زراعية بسيطة، ثم تقوم بتكرارها في نفس القطر، وبالفعل تم تكرار التجربة في الصومال، وكانت النتائج أفضل، خاصة أنه أصبحت لدينا خبرة في هذا المجال.

– فكرة تطوير المشروع تحت الدراسة الآن من خلال تطويره إلى مشروع زراعي وحيواني وصناعي؛ فالبيئة الزراعية تتطلب أن يكون هناك رعي؛ وبالتالي ففكرة مشروع الإنتاج الحيواني موجودة بالفعل، بالإضافة إلى أن هناك مشروعاً آخر وهو الإنتاج الصناعي عن طريق صناعة الألبان وغيرها، فمشروع «خيرات» هو مشروع متكامل سيدر الخير على الأيتام وعلى المشروعات الخيرية والإنسانية المتنوعة.

Exit mobile version