“العلماء والدعاة بألمانيا” تنتقد تصريحات أمين رابطة العالم الإسلامي بشأن الحجاب

أصدرت هيئة العلماء والدعاة بألمانيا رسالة، حصلت “المجتمع” على نسخة منها، انتقدت بها تصريحات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد العيسى فيما يتعلق بحجاب المرأة المسلمة في البلاد غير الإسلامية.

وقالت الهيئة على لسان رئيسها الشيخ طه سليمان عامر: لقد تلقت الهيئة تصريحات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فضيلة د. محمد عبدالكريم العيسى حول الحجاب للمرأة المسلمة في البلاد غير الإسلامية بصدمة بالغة، فقد خاطب فيه الأقلية المسلمة بضرورة الخضوع لمطلق القوانين والقرارات النافذة وإن صادرت حق المسلم والمسلمة في ممارسة خصوصياته الدينية.

وأضافت الهيئة: جاء هذا التصريح في الوقت الذي تواجه فيه المرأة في أوروبا ظلماً وإجحافاً وتضييقاً عليها، كذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه شعبية اليمين المتطرف، ويأتي في سلم أولوياته التضييق على المسلمين عامة والمرأة المسلة خاصة.

ورأت أن في هذا التصريح توفير الغطاء والمسوغ لليمين المتطرف في أوروبا لمطالبة بالتضييق على المسلمين وتقييد حرياتهم والتدخل في خصوصياتهم الدينية، ومنها منع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب في المدارس وأماكن العمل، مشيرة إلى أن التصريح تجاهل الملايين من المسلمين الذين ولدوا في أوروبا ولم يعرفوا وطناً آخر غيره، لافتة إلى أن الدعوة إلى رحيلهم من بلدهم أو الرضا بالحد من حريتهم وتنازلهم عن ممارسة شعائر دينهم والتي تكفلها الدساتير الأوروبية أمر محل استغراب.

وقالت: كنا نرجو كمواطنين أوروبيين مسلمين من رابطة العالم الإسلامي وما لها من عطاءات وخدمات جليلة أن تدافع عن حقوق المسلمين وعن حرية المرأة وتشجعها على التمسك بدينها والثقة بنفسها، وأن توجه الدعوة للحكومات الأوروبية ومؤسسات المجتمع المدني للتعاطف معها والدفاع عنها ضد أي شكل من أشكال التمييز.

وأوضحت الهيئة في رسالتها أن من أخطر ما جاء به التصريح مطالبته للمسلمين في بلاد غير الإسلامية بالتنازل عن ممارسة ما يدخل في إطار الخصوصية الدينية إذا رفضتها القوانين، وضرب المثال بالحجاب؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام المتربصين لمزيد من القيود والتضييقات على المسلمين، وكان من الأولى أن نوجه المسلمين بالتمسك بدينهم والمحافظة على هويتهم من الذوبان.

وأشارت إلى أن تصريح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أحدث حالة من الحزن والشعور بالخذلان لدى المرأة المسلمة في ألمانيا خاصة وأوروبا عامة، داعية في ختام رسالتها إلى مراجعة المؤسسات الإسلامية الكبرى في أوروبا قبل إصدار أي بيانات أو تصريحات من شأنها الضرر من حيث قصد النفع، فهم أعلم بالواقع وتحدياته.

Exit mobile version