قال: أرتاح في «اليوجا» أكثر من الصلاة!

قال: أنا أمارس «اليوجا» لأكثر من 5 سنوات وأجد فيها راحة أكثر من الصلاة، وكل من حولي يقولون لي: أنت مخطئ، فما رأيك؟

قلت له: كم مرة تمارس «اليوجا»؟

قال: ساعة كل يوم.

قلت: متى تمارسها؟

قال: غالباً في الصباح وأحياناً في المساء.

قلت: ولماذا تمارس «اليوجا»؟

قال: لأنها تخفف عني ضغط الحياة وتزيد من نسبة التركيز عندي فأشعر بالراحة.

قلت: كيف عرفت «اليوجا»؟

قال: دخلت معهداً لتدريب «اليوجا» وتعلمتها على يد مدرب محترف حتى أتقنتها ثم صرت أمارسها وحدي.

قلت له: دعني أشرح لك أمراً مهماً لعله يجيب عن سؤالك.

قال: تفضل.

قلت: أولاً إنك تعلمت «اليوجا» على يد مدرب مختص كان يجلس معك ويعمل الحركات أمامك ويصحح لك وضعية جسدك حتى أتقنت الحركات.

قال مقاطعاً: صحيح، هذا ما حصل.

قلت له: سؤالي هو: هل الذي دربك على الصلاة كان يجلس معك ويعمل الحركات أمامك ويصحح وضعية جسدك؟

قال: لا، وإنما كنت أشاهد أبي وأمي يصليان، وأتذكر صراخ أبي وهو يحثنا على الصلاة، أما أمي فكانت تطبطب على كتفنا حتى نصلي.

قلت: لو تعامل والدك معك في تعليمك للصلاة مثل تعامل مدرب «اليوجا» المحترف، فكيف ستكون النتيجة؟ فسكت.

فقلت له: لماذا سكت؟

قال: لقد فاجأتني بالسؤال، وسؤالك غريب لم أتوقعه.

قلت له: دعني أجيبك عن سؤالي، لو كان عندك معلم محترف دربك على حركات الصلاة بالقيام والركوع والسجود بطريقة صحيحة، وعلمك على الفوائد الصحية فيها، ثم علمك كيف تقرأ القرآن بتدبر وتأمل وتخشع في صلاتك حتى تعطيك القوة الروحية والإيمانية لتخفف عنك ضغوط الحياة وتزيد من التركيز عندك لنظرت للصلاة بطريقة مختلفة.

قال: ربما يكون كلامك صحيحاً.

قلت له: جرب ما أقوله لك فإنك ستفاجأ بالنتيجة؛ لأن الصلاة صلة بين العبد وربه بينما «اليوجا» تقوم على فلسفة الاتحاد بين الإنسان والروح، أي الروح الكونية كما يعتقد الهندوس، وهي رياضة بدنية ذات طقوس دينية، وأظن أن بعض المسلمين مثلك يستفيدون منها رياضياً وليس روحياً، لأنهم يعرفون أن أساسها هندوسي.

قال: ربما.

قلت: هل تعلم أن بعض الديانات طورتها فصارت «اليوجا المسيحية» و«اليوجا اليهودية»، وفي بعض المدارس بولاية كاليفورنيا اعتمدوا «اليوجا» للطلاب حتى تزيد من تركيزهم، ولكن أولياء الأمور اشتكوا للمحكمة وقالوا: إن أصولها دينية، فحكمت المحكمة بأن تتعامل المدارس مع «اليوجا» كرياضة وليست كدين.

قال: غريب، ما كنت أعرف هذه المعلومات!

قلت: أنا لا ألومك عندما قلت لي: إنك ترتاح في «اليوجا» أكثر من الصلاة، لأنك تعلمت «اليوجا» على أصولها ولم تتعلم الصلاة على أصولها، وأتمنى لو كانت عندنا معاهد تعلم الصلاة والخشوع والتأمل والتدبر الرباني حتى لا تكون صلاتنا عادة وإنما عبادة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولو كان عندنا معاهد ومراكز ومدربون محترفون يطبقون هذا الحديث ويعلمونه للناس لما صارت «اليوجا» أكثر راحة من الصلاة.

قال: سأبدأ من اليوم أتعلم الصلاة الصحيحة وسأخبرك بالنتيجة لاحقاً.

وانتهى الحوار.

المصدر: موقع د. جاسم المطوع.

Exit mobile version