المعارضة السوريّة من جنيف: لا حل ناجع لمكافحة الإرهاب إلا بانتقال سياسي يرضي الشعب

شدد نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات جنيف 5، اليوم الخميس، على أنه لا يوجد أي حل ناجع لمكافحة الإرهاب، إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يرضي الشعب السوري.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، بمقر إقامة وفد المعارضة، مع بدء اجتماعات جنيف 5 حول العملية السياسية، وفيه أكد أن المعارضة السورية مستعدة لمناقشة جوهر العملية الانتقالية بإيجابية، والتي تهدف لإنهاء معاناة الشعب السوري.

ولفت إلى أن “وفد الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة)، جاء لإكمال انخراطه الإيجابي في العملية السياسية التي تهدف أولا وأخيرا، لإنهاء معاناة الشعب السوري، وبدء صفحة جديدة من الانتقال السياسي، الذي يضمن رحيل بشار الأسد، وأركان حكمه المجرمين”.

وحول رؤيتهم لـ”جنيف 5″، قال الحريري: “نريد لهذه العملية أن تمضي سريعاً، والتركيز على المحتوى، وتجنب العراقيل التي يضعها نظام الأسد، والتركيز على المضامين من أجل الوصول إلى الانتقال السياسي المنشود، وبعدها محاربة الإرهاب، ونؤمن أنه لا يكون هناك إستراتيجية ناجعة لقتال الإرهاب، إلا عبر انتقال سياسي يتم التخلص فيها من كل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري”.

وبيّن أنه لمحاربة الإرهاب يجب حصول “انتقال سياسي يرضي الشعب السوري، لحشد كل الطاقات في كل مكان، للتخلص من هذه التنظيمات الإرهابية السوداء”.

وفيما يتعلق بمناقشة القضايا الأربعة (الحكم غير الطائفي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب) في هذه الجولة، قال رئيس وفد المعارضة السورية: “قرار مجلس الأمن رقم 2254 واضح؛ إذ يتحدث عن التنفيذ الكامل لبيان جنيف1، وهو انتقال سياسي خلال جدول زمني خلال 6 أشهر، ثم انتخابات وصولا لمسودة دستور نهائي يُقر من قبل الشعب عبر الاستفتاء العام”.

في سياق ذي صلة، استنكر الحريري التصعيد العسكري لقوات نظام الأسد خلال الفترة الأخيرة.

وقال: “منذ بداية الجولة التفاوضية السابقة (اختتمت في 3 آذار/مارس الجاري)، وحتى الآن تم استهداف ما لا يقل عن 11 مدرسة، و11 مركزاً ونقطة طبية، و5 أسواق على يد طيران الأسد، والدول التي تدعمه، واعتقل ما لا يقل عن 650 شخصاً، من بينهم 43 امرأة وعدداً من الأطفال، واستشهد 600 شخص منهم نساء وأطفال”.

وأكد أن “الجرائم لا تزال مستمرة في ريف حماة، وريف حمص الشمالي، وجوبر، وبرزة، والقابون، ودرعا، والحصار في محجة والغوطة الشرقية، والعديد من المناطق، وهي جرائم ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

واعتبر أن “هجمات النظام على المنطقة التي تشهد معارك في دمشق مؤخراً، على برزة والقابون لم تتوقف، وهناك اقتحامات متكررة، والقصف الجوي، وهذه المنطقة التي تتم فيها المعارك، هي نفسها التي كانت تستهدف من النظام وحلفائه، وهي المنافذ التي يحاولون الدخول عنها، وما حصل (هجوم المعارضة) هو دفاع عن الناس بكل وضوح، ولولا هذه الهجمات لما كانت هذه النتائج، وما تقوم به الفصائل هو دفاع عن النفس، وهو موجود في وقف إطلاق النار”.

كما بيّن أن “النظام هو من سمح للتنظيمات الإرهابية بالنمو، وارتكب المجازر، وهو من ضرب السيادة الوطنية، حيث تعج الأجواء بالطائرات، ونرى على الأرض الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، ورغم الوضع الكارثي تجد الجيش الحر يقاتل داعش في القلمون ودرعا، ودرع الفرات في الشمال السوري”.

وبدأت اليوم في مدينة جنيف السويسرية، اللقاءات التمهيدية للمفاوضات السورية في جولة جديدة أطلق عليها “جنيف5″، وذلك بلقاءات تجمع فريق الأمم المتحدة، مع الأطراف السورية المشاركة بالمفاوضات في مقر إقامتهم.

ومن المنتظر أيضاً وصول ستيفان دي ميستورا إلى جنيف مساء اليوم، بعد جولة قادته لعدد من دول المنطقة، لبحث المفاوضات، في وقت أكملت فيه الوفود أمس وصولها إلى جنيف.

وأمس قال فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إن جولة مفاوضات جنيف الخاصة بسوريا ستبدأ الجمعة، في تصريحات أدلى بها المسؤول الأممي للصحفيين بينهم مراسل الأناضول، في مقر المنظمة الدولية بنيويورك.

Exit mobile version