مندوب “العلماء المسلمين” بالفلبين لـ”المجتمع”: المسلمون أولى من الغرب في دعمنا

تعد هيئة “العلماء المسلمين” الهيئة الإسلامية الأكبر في الفلبين إذ أنها تشرف على كافة الأعمال الدعوية والتربوية والاجتماعية في جنوب الفلبين، وتعقد العديد من المؤتمرات التي تمس الشأن الإسلامي في الفلبين ومن هذه المؤتمرات “المؤتمر العام الأول لعلماء بانجسامورو” الذي عقد في 14 من سبتمبر 2016، والذي كانت توصياته وأهدافه “صياغة موقف إسلامي وسطي إزاء الأفكار المتطرفة المتشددة التي بدأت تزحف في مناطق مورو الإسلامية.

ومسلمو الفلبين يبلغ عددهم حوالي 15 مليون نسمة، ويُعرفون بـ”شعب مورو”، وقد عانوا من ويلات الحروب والاضطهاد لعشرات السنوات على يد الإسبان واليابان والأمريكان من قبل، ثم على يد الدولة والجماعات المتطرفة والذين قاموا بعمليات التهجير القسري ضد المسلمين واضطهادهم، واستقدام كاثوليك من الشمال للاستيطان في الجنوب أرض المسلمين، إلى أن وقعت مؤخرا جبهة “تحرير مورو الإسلامية” اتفاقية سلام (الإتفاقية الشاملة لبانجسامورو) مع الدولة للحصول على حكم ذاتي تمهيدا لقيام (دولة بانجسامورو الإسلامية).

وحول دور هيئة العلماء المسلمين بالفلبين وما التحديات التي تواجههم؟ وإلى أين وصلت مفاوضات الحكم الذاتي لبانجسامورو مع الحكومة الفلبينية كان لـ”مجلة المجتمع” الحوار التالي مع الداعية الإسلامي المتجول “د.عبدالهادي بوتوان غوماندر” مندوب هيئة العلماء المسلمين بالفلبين في الخارج ومدير مركز بانجسامورو للإعلام الخارجي، ورئيس المجلس التأسيسي والاستشاري لمركز التراث الإسلامي كوتاباتو بالفلبين الذي تتبعه لجنة الشباب المسلمين، ولجنة التنمية والمشاريع الخيرية، ولجنة الدعوة والعائدين إلى الإسلام، وتواصل الفلبين.

فإلى نص الحوار:

* د. عبدالهادي بداية لو تقدم لنا تعريفا بهيئة العلماء المسلمين بالفلبين:

متى تأسست؟.. أين المقر العام لها؟.. هل تضم كل علماء المسلمين في الفلبين؟ وما هو مدى إشرافها على كافة الأعمال الدعوية والمساجد والمدارس الإسلامية في الفلبين؟

– هيئة العلماء المسلمين بالفلبين.. في بداية الأمر قبل أن تكون هيئة مسجلة لدى الحكومة الفلبينية، في عام 1992 تقريبا، أسس الشيخ العلامة “سلامات هاشم” رحمه الله مؤسس ورئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية وهو خريج الأزهر الشريف ومن أعلام العالم الإسلامي، أسس “مجلس العلماء في جنوب الفلبين”، وكان يضم مئات من العلماء.

وبعد سنوات تم تغيير اسم مجلس العلماء، إلى “هيئة العلماء المسلمين بالفلبين” وحصلت على ترخيص حكومي، ومقرها العام في مدينة كوتاباتو جنوب الفلبين، ولها مكاتب فرعية في كثير من المدن الأخرى، وهي تضم علماء المسلمين في الفلبين. وهيئة العلماء هيئة مستقلة لها أهدافها وأنشطتها الخاصة، وتشرف على كافة الأعمال الدعوية والتربوية والاجتماعية، أما المساجد والمدارس وبعض الأعمال الأخرى فهي لا تخضع لإشراف مباشر للهيئة، لكن هناك تنسيقا مشترك بين الهيئة وهذه المؤسسات والمدارس.

والهيئة في الأصل تم تأسيسها لتوحيد صفوف المسلمين في الفلبين وعلمائهم وتنسيق جهودهم دعوية كانت أم اجتماعية، وهي هيئة استشارية لكافة المؤسسات الإسلامية  الأخرى في الفلبين لا سيما في مدن بانجسامورو.

* هذا هو المؤتمر العام الأول لعلماء بانجسامورو، لكن في البيان أشار لمؤتمر أول سابق.. هل ممكن توضيح هذا الأمر؟

– هذا هو المؤتمر العام الأول لمواجهة التطرف، إذ يهدف إلى صياغة موقف إسلامي وسطي حيال الأفكار المتطرفة والمتتشددة التي بدأت مؤخراً تزحف إلى مناطق مورو الإسلامية، وربما سبقت عشرات المؤتمرات، لكن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يقام لهذا الهدف، كما أن اعتبار هذا المؤتمر هو الأول، فهو لم يكن نتيجة مبادرة من الهيئة، وإنما كان نتاج اجتماعات لعدد من العلماء من أعضاء الهيئة وآخرين، وهم أكدوا على ضرورة عقد مثل هذا المؤتمر على أن يكون برعاية الهيئة، لمواجهة زحف الأفكار المتطرفة في الفلبين ولا سيما المناطق التابعة لبانجسامورو، مثلا لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور جماعات شبابية تطلق على نفسها أسماء الجماعة الإسلامية أو الخلافة أو تنظيم الدولة الإسلامية وإعلان ولائها لتنظيم ما تسمى داعش، فجاء المؤتمر للحد من هذا الفكر المتطرف.

* ما معنى أن يكون المؤتمر الأول موجها ضد التطرف؟ هل هذا يعني انتشار الفكر المتشدد في الفلبين؟ وهل الأولوية الآن لمواجهة التطرف أم لتأسيس المساجد والمدارس وتخريج الدعاة والمدرسين للمواد الإسلامية لنشر الإسلام الوسطي ومن ثم تدريجيا يتلاشى الفكر المتطرف؟.. كيف يمكن فهم ذلك وأولويات العمل الدعوي لهيئة العلماء في الفلبين؟.

– المؤتمر الأول موجه خاصة ضد التطرف، بعدما لوحظ انتشار الفكر المتطرف في بعض المناطق، لا شك أن إنشاء المساجد والمدارس مهم للغاية، لكن هناك بعض المؤسسات تقوم بهذه المهمة، مثل جمعية الدعوة الإسلامية وشؤون المساجد وهي تهتم بشؤون الدعوة والمساجد وتشرف على آلاف الدعاة والمساجد في الفلبين ككل، بالإضافة إلى بعض المراكز والمؤسسات التي تتبنى مشروع بناء مساجد، وهناك أيضا اتحاد المدارس العربية في الفلبين وهو يضم أكثر من 4 آلاف مدرسة.

لكن مع انتشار الفكر المتشدد والتكفيري في الآونة الأخيرة، كان من الأولى مواجهة ذلك والعمل على الحد من هذا الفكر، خاصة بعد تلقي بعض الدعاة تهديدات وقتل البعض من قبل الجماعات المتطرفة، وإصدارها فتاوى تكفر بعض القادة والعلماء والدعاة. وبالاطلاع على قرارات وتوصيات هيئة العلماء المسلمين بالفلبين تجدون أغلب القرارات والتوصيات موجهة للدعاة والخطباء والتربويين وأصحاب المدارس والجامعات، بمعنى أن الهيئة لا تهتم فقط بإقامة مؤتمر كهذا وإنما أيضا لمتابعة هذه المساجد والمدارس والمؤسسات التعليمية وحثهم على تطوير المناهج وأهمية أن تكون هذه المناهج تؤسس للفكر الوسطي البعيد عن التطرف.

* ما أبرز العقبات والتحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية في الفلبين؟.. هل يمكن تحديدها في نقاط محددة مع التطرق سريعا وباختصار شديد لكل نقطة أو تحد؟

– بالتأكيد هناك عقبات وتحديات تواجه الدعوة الإسلامية في الفلبين وهي كثيرة جدا، نذكر بعضها على سبيل المثال:

أولا: المنهج: بالنسبة لمنهج الدعوة للدعاة والتربية بالنسبة للمدارس، فإلى الآن ليس هناك منهج موحد؛ فالعلماء هنا في الفلبين والدعاة خليط من جامعات مختلفة، لكن هيئة العلماء المسلمين بالفلبين تسعى جاهدة في حل مسألة المنهج.

ثانيا: إمكانيات الدعاة، فعلى سبيل المثال الدعاة المكفولون -أي الذين لهم كفالات مادية- قليلون، حتى الدعاة المكفولون كفالاتهم لا تكفي حاجاتهم، وكثير من الدعاة يمارسون العمل الدعوي بدون مقابل وابتغاء وجه الله، على نفقتهم الخاصة، أي بشكل تطوعي. كذلك المدرسون في الجامعات والمدارس كثير منهم متطوعون، وحتى كثير ممن يتقاضون راتبا شهريا، راتبهم يساوي مثلا (1000) ألف بيزو شهريا وهو ما يعادل تقريبا أقل من (10) عشرة دنانير كويتي شهريا.

ثالثا: تمدد الفكر الطائفي الإيراني، بسبب توافر الدعم والتمويل لهذا الفكر ونشره، حتى أننا سمعنا مؤخرا باختيار بعض الدعاة -حتى من الجامعات السنية- من قبل من يدعمون هذا الفكر، لابتعاثهم إلى الفلبين للعمل بالدعوة هنا في بلادنا، وطبعا تقدم لهم رواتب عالية وتتوفر لهم كافة الإمكانات، فعلى سبيل المثال من يذهب إلى السفارة الإيرانية في الفلبين، سيجد كل ما يرضي النفس من مساعدات مادية ومؤلفات وكتب ومساعدات يرسلونها إلى عنوانه.

رابعا: انتشار الفكر المتطرف بين الشباب.

أضف إلى هذه العقبات والتحديات: التنصير الذي كان موجودا في السابق ولا يزال حتى الآن؛ فالمسلمون هنا عانوا من وسائل التنصير.

* ما دوركم في مواجهة هذه التحديات؟

– من جهتنا نحاول القيام بدورنا حسل الإمكانيات المتاحة لنا؛ فمثلا في موضوع التطرف والدعوة إلى الإسلام الوسطي: نعمل على إقامة مؤتمرات للشباب وندوات أيضا لغير المسلمين وهناك دراسة لإقامة مؤتمر للقساوسة وكبار رجال مختلف الكنائس في الفلبين بهدف التعريف بالإسلام المعتدل والرد على الشبهات التي تلصق به، ونحن بحمد الله لنا خبرات في هذا المجال مع لجنة التعريف بالإسلام الكويتية وأسلم من خلال أنشطتنا سواء في الكويت وفي الفلبين عدد كبير من هؤلاء.

أما بالنسبة للتنصير فهنا في الفلبين دعاة يختصون بدعوة غير المسلمين، مثلا مركز التراث الإسلامي كوتاباتو بالفلبين به لجنة الدعوة والعائدين إلى الإسلام أي المسلمين الجدد، وبه أيضا تواصل الفلبين وهو عبارة عن مركز يهتم بدعوة غير المسلمين، كما أن لديه عشرات الدعاة المتخصصين في مقارنة الأديان ودعوة غير المسلمين ويذهبون إلى كافة المناطق بما فيها المناطق الريفية والجبلية، وبالطبع مثل هؤلاء الدعاة أو هذه الأنشطة تحتاج تمويلا يمول نشاطاتها ولتقدم مزيدا من العمل.

كما أن لدى مركز التراث الإسلامي دراسات وخطة جاهزة لإقامة معهد تحت اسم “المعهد القرآني الشرعي”، الهدف منه تحفيظ القرآن لأبناء المسلمين الجدد، ثم بعد ذلك يتخصصون في المواد الشرعية، وهذا المشروع نحتاج فقط فيه دعما ماديا لتأسيسه وتفعيله، والهدف من هذا المعهد أن يحفظ الطالب القرآن كاملا بضبط وإتقان خلال ثلاث سنوات، لكن طبعا الحفظ وحده ليس كافيا، وإنما لابد أن يكون الطالب مؤهلا، فبعد إتمام الحفظ في هذه المدة الزمنية، يتم الاختيار من بينهم لدراسة المواد الشرعية، والدراسة مكثفة بحيث يسكن الطلبة في المعهد واللغة التي يستخدمونها في داخل المعهد العربية ويدرسون اللغة الإنجليزية.

خريجو هذا المعهد يدرسون خمس سنوات ثلاث منها في حفظ القرآن بضوابطه وأحكامه وعلومه، وفي إتقان اللغة العربية بقواعدها كتابة ومحادثة، وسنتين لدراسة المواد الشرعية، هؤلاء الخريجون يحصلون على الشهادة الثانوية، ويتم ترشيح هؤلاء الخريجين لاستكمال دراستهم الجامعية في جامعات عربية وإسلامية، بحيث أن بعض الجامعات رحبت بهذا التعاون وبمنحنا مقاعد دراسية لهؤلاء الطلاب من خريجي المعهد، مثل جامعة القصيم وجامعة الكويت عن طريق الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

ومن الاحتياجات أيضا حتى نتمكن من مواجهة التطرف والتنصير في مناطق المسلمين؛ فقد قمنا بكتابة بحوث إسلامية أهمها: البيعة في الإسلام (حكومة بانجسامورو) فتاوى ودراسات، ومفاتيح القلوب للدخول في الإسلام. نريد أن نقدم هذين البحثين المهمين لعلماء العصر المجتهدين والمحققين أو لأية مؤسسة علمية إسلامية وموثوقة لتقوم بمراجعتهما عسى أن نجد من يمول ترجمتهما وطباعتهما بإذن الله تعالى.

ولنتمكن أيضا من مواجهة التنصير في بلاد بانجسامورو بالذات، هناك بعض الأراضي مملوكة لغير المسلمين في مناطق المسلمين وهي معروضة للبيع، حيث أنه بعد التوقيع على الإتفاقية الشاملة لبانجسامورو والتي تنص على قيام حكومة لبناجسامورو الإسلامية، أراد أصحاب هذه الأراضي من غير المسلمين بيع أراضيهم، وترك مناطق المسلمين طوعا.ونحن نريد أن ننتهز الفرصة لاسترجاع هذه الأراضي إلى المسلمين أو لنجعلها وقفا للفقراء المسلمين أووقفا عاما لمحاربة انتشار الجهل والفقر والمرض في مناطق المسلمين.

* ما أهم الاحتياجات الدعوية لتطوير العمل الدعوي في مناطق جنوب الفلبين؟.. ماذا تحتاجون؟.. وكيف يمكن توفير هذه الاحتياجات؟

– بالنسبة للاحتياجات فهي كثيرة لا سيما مع انتشار الجهل والفقر والمرض وبكثرة في الفلبين وخاصة في مناطق المسلمين. وأهم ما نحتاجه في هيئة العلماء المسلمين بالفلبين، هو الدعم، فكما قلت في الإجابة على سؤال سابق: إنه ليس هناك منهج موحد للدعوة والتربية، واتحاد المدارس العربية في الفلبين وهيئة العلماء المسلمين بالفلبين وبعض المؤسسات الدعوية والتربوية صاغوا منهجا للتربية ومقررات في المدارس، ونحن الآن في حاجة لمن يساعدنا في تمويل طباعة هذا المنهج الذي تم إعداده، حقيقة منّ الله علينا بأهل الخير الذين قدموا مساعدات لطباعة هذا المنهج والمقررات إلا أن ما تم تقديمه لم يكن حقيقة كافيا لطباعة وتجهيز الكم المطلوب، والذي يكفي حاجة المدارس.

وبالنسبة للدعاة والمدرسين في المدارس العربية الإسلامية، نحتاج طبعا لمن يقدم كفالات لهم، فضلا عن أننا بحاجة لدعاة مبتعثين من الجامعات والمؤسسات الإسلامية حول العالم ووزارات الأوقاف والشئون الإسلامية بالنسبة للدول، مثل الأزهر الشريف، ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد للملكة العربية السعودية، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، وندعو الذين يمولون بناء المساجد والمدارس من الإخوة المحسنين أن يقدموا الدعم للتشغيل مثل مكافآت لأئمة المساجد والمدرسين، وفي نفس الوقت محفظون للقرآن الكريم ودعاة إلى الله، أو أن يمولوا بناء المؤسسات الاستثمارية أو أوقاف يكون ريعها للمساجد والمدارس.

* ما رسالتكم للعالم الإسلامي عبر مجلة (المجتمع)؟

– ما أوجهه للعالم الاسلامي أنني أرجو إعطاء الأولوية في طرح الدعوة الاسلامية والتعريف بالإسلام للفطرة والوسطية والحل. الفطرة.. قال الله تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} فلا بد في الدعوة من الحرص على طرح الأمور التي تتقبلها الفطرة والعقول السليمة.

والوسطية.. قال الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}؛ فالإسلام دين يقبل الأفكار المعتدلة لا المتطرفة.

وكذلك الحل.. الذي نقصد به أن الدين الإسلامي حل ثابت ومناسب لكل المشكلات البشرية، فدائما نطرح الحلول بما ينفع الناس، وبأسلوب مقبول لدى الناس، مع مراعاة العادات والمصالح والرفق واللين واختيار أيسر الأمور ما لم يكن فيها إثم.

أقول أيضا: الجهاد من الإسلام.. طبعا الجهاد في الإسلام ليس المقصود به الإرهاب والتطرف والراديكالية، وليس الاعتداء والانتحار والقتل والتخريب، ودخول الجنة ليس بهذه الوسائل، والجنة ليست فوق الجثث والعمارات المدمرة، بل المقصود الجهاد الإسلامي الذي يريد ويحقق السلام، وما انتشر الإسلام إلا في فترة السلام، ونحن لا نتقرب إلى الله بالجهاد ذروة سنام الإسلام إلا لتكريس السلام وهو الطريق إلى الحل الحقيقي.

* هل من رسالة أخرى تذكرها أو تحب الإشارة إليها؟

– هناك أمر مهم تجب الإشارة إليه، وهو ما توصلت إليه مفاوضات السلام بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية والتي تنص على إقامة حكومة بانجسامورو وصياغة قانون أساسي لبانجسامورو، إلا أنه بعد التوقيع الرسمي على الاتفاقية وبعد صياغة الدستور الداخلي أو القانون الأساسي لبانجسامورو وتقديمه للكونجرس الفلبيني، الرئيس السابق للفلبين لم يتمكن من تمريره في الكونجرس، إلا أن الرئيس الحالي للفلبين “رودريجو دوتيرتي” وجه بإنهاء مفاوضات السلام؛ بل وجه بضرورة تطبيق اتفاقيات السلام التي تم توقيعها بين الحكومة الفلبينية وجبهة مورو للتحرير، وتم إعلان المرحلة الجديدة التنفيذية من كل من الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية، وتم التوقيع من قبل الرئيس الفلبيني باستئناف مهمة الهيئة الانتقالية لبانجسامورو التي تمت صياغتها من قبل في عهد الرئيس السابق “نينوي أكينو”، كما تم تعيين أعضاء لها في 11 من هذا الشهر يناير 2017، 21 عضوا من أبناء مورو يمثلون الجبهات الأخرى والفصائل والقبائل، 11 منهم مختارون من قبل الجبهة الإسلامية، و10 مختارون من قبل الحكومة الفلبينية، والهيئة بإذن الله تقوم بشيء من تعديلات تجرى على هذا القانون الأساسي، ونتوقع بحسب ما اتفق عليه الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية أنه سيتم إقرار هذا الدستور وتمريره في الكونجرس الفلبيني في شهر 6 أو 7 من هذا العام الجاري 2017.

ومن هنا نرجو من إخوتنا العرب والمسلمين تقديم الدعم اللازم لحكومة بانجسامورو المرتقبة كمشاريع التنمية والبنية التحتية وغيرها من المشاريع التعليمية والإجتماعية والصحية، لا سيما أننا لاحظنا تسارعا غربيا لدعم مؤسسات جبهة تحرير مورو الإسلامية، وحاليا يتواصلون معها عبر مؤسساتها التنموية والإصلاحية لإقامة مثل هذه المشاريع حتى لتمويل المؤتمرات والندوات والدورات، فشعب مورو المسلم من الشعوب المسالمة الصادقة، وقضيته من القضايا الإسلامية العادلة التي تستحق التأييد والدعم والمساعدة، والعرب والمسلمون طبعا أولى بهذا وعليهم أن يكون سباقين في هذا بحكم أخوة الدين، فالغرب والأمريكان واليابان وغيرهم كما تعلمون لهم -بلا شك- مطامع كبيرة في مينداناو وفي المنطقة الجوهرية لبانجسامورو خاصة بعد اكتشاف المعادن في ليجاواسان بكوتاباتو التي تبلغ قيمتها تريليون دولار أمريكي.

Exit mobile version