تقرير: ميانمار تضطهد مسلميها عبر جماعات بوذية متطرفة

أصدر “مركز الجزيرة للدراسات” تقريراً استقصائياً بحث فيه عن التشدد البوذي ضد الأقليات المسلمة في آسيا، وركز على حركتين بوذيتين في ميانمار وسريلانكا، واللاعبين الرئيسين فيهما وحقيقة ارتباطهما بحكومتي بلديهما، ومدى تفاعل المجتمع الدولي تجاه زيادة جرعة المشاعر القومية البوذية المعادية للأجانب في جميع أنحاء آسيا.

وبحسب “وكالة الأنباء الإسلامية” التي نقلت عن التقرير، ففيما يخص الحالة في ميانمار؛ فقد بدأ التقرير حديثه عن حركة “969” البوذية، وكيف أسفرت أعمال العنف، التي أثارها الرهبان البوذيون هناك، عن مقتل عشرات الأشخاص (معظمهم من المسلمين)، وتدمير أكثر من ألف منزل، تعود غالبيتها إلى أفراد ينتمون إلى مجتمع الروهينجيا المسلم.

وركز التقرير في حديثه عن الحركة على الوجه القيادي الأبرز فيها آشين ويراثو، الراهب المثير للجدل الذي لُقِّب بـ”ابن لادن بورما”، وكيف كان محكوماً عليه بالسجن لمدة 25 عامًا بسبب دوره في التحريض على الكراهية ضد المسلمين قبل أن يكون له دور قيادي في حركة “969” في عام 2012م عندما أُطلق سراحه مع صعود أول حكومة مدنية جديدة إلى السلطة، ثم مشاركته في أعمال العنف والشغب التي شهدها العام 2012م، عبر خطبه النارية وتحريضه على الكراهية.

ونقل التقرير عن الأستاذ الجامعي رونان لي، من جامعة ديكن، تأكيده أن ما شهده البلد، على إثر التحول الديمقراطي، أتاح لويراثو وغيره نشر رسالتهم على نطاق أوسع، وبات من الممكن الوصول إلى خطبه و”مواعظه” بسهولة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيسبوك” و”يوتيوب”؛ وهو ما رأى فيه بعض المحللين الآخرين، بمن في ذلك الباحثون المتخصصون في تاريخ محرقة “الهولوكوست”، تمهيدًا لإبادة جماعية أصبحت قائمة بالفعل في البلاد.

واستقصى التقرير دلائل صلة حكومة ميانمار بحركة “969”، وذكر أن بعض المسؤولين في الدولة أظهروا مساندتهم للحركة، وأن وزير الدين السابق، سان سينت، صرَّح في مقابلة له مع وكالة “رويترز” بأن مواعظ ويراثو تدور حول تعزيز المحبة والتفاهم بين مختلف الأديان، فيما أكد تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنه من المحتمل إرجاع أصول إنشاء الحركة إلى أحد المسؤولين في الحكومة الدكتاتورية التي سبقت حكومة ثين سين.

كما يؤكِّد التقرير أيضًاً أن حركة “969” تحظى كذلك بدعم من بعض أعضاء الحكومة الحالية المنتمين إلى حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، وهو حزب أونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة “نوبل للسلام”.

وانتقد التقرير الصمت النسبي لأونغ سان سوتشي، زعيمة الرابطة الوطنية للديمقراطية ووزيرة الخارجية حالياً، وقال: إنه مثَّل أكبر خيبة أمل بسبب إشادة الغرب ببطولتها، وسعيها للديمقراطية، لكنها خيبت آمالهم عندما حظرت في حملة حزبها في انتخابات عام 2015م ترشح أي مسلم على قوائم حزبها، ثم رفضها استخدام مصطلح روهينجيا إرضاءً للقوميين من أعضاء حكومتها، منتقداً فشل الإدارة الأمريكية في القيام بأي تحرك من شأنه دفع الحكومة الميانمارية إلى تغيير موقفها.

وتوصل التقرير في نهايته إلى أنه بالنظر إلى القوة التي تمتلكها حركة “969”، بالإضافة إلى نأي الحكومة بنفسها عن التدخل والمساعدة في فرض حل، بل وإظهار تعاطفها معها، فإنه من المرجح استمرار العنف في المستقبل، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يكون أكثر حدَّة في توجيه انتقاداته تجاه ميانمار، التي تواجه أزمة لاجئين مدمِّرة.

Exit mobile version