مسلمو مقدونيا يتهمون الحكومة بالتقصير المتعمد تجاه كارثة السيول

انتقد مسلمون في مقدونيا حكومة بلادهم لتقصيرها المتعمد خلال التعامل مع مناطقهم السكنية المتضررة جراء السيول التي شهدتها العاصمة سكوبيه ومحيطها قبل عدة أيام، مسفرةً عن مصرع 21 شخصًا.

ولم تقدم الحكومة عقب السيول أي مساعدات للمناطق التي يقطنها المسلمون الألبان، بما فيها عمليات التنظيف، في وقت وفرت فيه مساعدات غذائية وطبية للمناطق التي يقطنها المسيحيون.

وذكر “سفر أمدوفسكي” وهو أحد قاطني حي “حسنبغ” ذي الغالبية المسلمة، أنه وأسرته اضطروا للبقاء في سقف المنزل للنجاة بأرواحهم في الليلة التي بدأت فيها السيول، مشيراً إلى أنهم لم يتلقو مساعدات حتى اليوم من أي جهة.

وأوضح أمدوفسكي أنه وبرفقة الجيران بدؤوا بإصلاح الأضرار التي خلفتها السيول، مضيفًا ” لم تصلنا أية مساعدات، لذلك نعمل مع جيراننا من أجل إزالة الأضرار“.

بدوره، أشار رضوان عليو، أن منزلهم بات في وضع سيء للغاية عقب السيول، قائلًا: “إن هذه الكارثة أعادتنا 50 عامًا للوراء، إذ نقوم بتنظيف المكان بأنفسنا، ولم نتلق حتى الأن أي مساعدة من الدولة”، مناشدًا من يستطيعون تقديم العون أن يبادروا إلى ذلك.

من جانبه، أفاد أحد المتضرريين (فضل عدم الكشف عن اسمه)، أن الأضرار كبيرة جدًا جراء السيول، مبينًا أنهم دفنوا ستة أشخاص من بين ضحايا السيول.

وذكر أنه على مدار 73 من عمره لم يشهد شيئا مماثلا لكارثة السيول التي شهدتها البلاد، معربًا عن رضاه لقضاء الله وقدره.

إلى ذلك، أرسلت بلدية العاصمة البلغارية صوفيا، فريقًا مؤلفًا من 7 أشخاص إلى مقدونيا، من أجل مساعدة سكان المناطق المتضررة، حيث أشار مسؤول الفريق “كراسمير ديميتوف” أنهم وصلوا مقدونيا على شكل فريقي خبراء إنقاذ.

ولفت ديميتوف أن الحكومة المقدونية طلبت مساعدتهم في العثور على فتاة تبلغ 11 عاماً لا تزال في عداد المفقودين، مؤكدًا أنهم قدمّوا مساعدات للمتضررين جراء السيول، قائلاً ” نعمل على إصلاح الأضرار، وتفريغ المياه من المنازل التي غمرتها، وحتى الأن نظفنا 27 منزلاً“.

بمقابل ذلك، يشهد حي “ستايكوفتسي” ذي الغالبية المسيحية أوضاعًا هادئة، حيث يمكن مشاهدة عربات الحكومة المختصة بعمليات الإصلاح والتنظيف منتشرة في كل زاوية من الحي، فضلًا عن استمرار الشرطة والجيش ومنظمات الإغاثة الدولية أنشطتها للمساعدة في المنطقة.

كما أجرى وزيرا، المالية “كيرلي مينوفسكي”، والعمل والسياسات الاجتماعية “ديما سباسوف” زيارة تفقدية إلى الحي، حيث أوضح مينوفسكي في تصريحات، أنهم جاؤوا إلى الحي للتضامن مع السكان، قائلًا ” نحن هنا من أجل تنظيف الآثار التي خلفتها الكارثة الطبيعية، وسنبقى هنا كأعضاء في الحكومة المقدونية حتى تنظيف كافة الأضرار“.

وكان السفير التركي لدى اسكوبيه قال أمس الاثنين في تصريح لـ”الأناضول”: إن تركيا مستعدة لتقديم كافة أشكال المساعدة لمقدونيا لتلافي آثار السيول.

Exit mobile version