أفكار عملية لإسعاد الأسرة في العيد دون نسيان حال المسلمين

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام أوقاتاً عصيبة تجعل أوقات فرحها قاسية، فها هو العيد أقبل وهو يحمل بين طياته آلاماً في مختلف بقاع العالم الإسلامي، فالكثير من البيوت تعاني فقدان قريب وحبيب بين معتقل وشهيد ومكروب ومطرود ولاجئ.

ولذلك يتبادر إلى الأذهان السؤال عن كيف للأسرة التي قدر الله لها أن تفرح بالعيد، أن تعيش هذا اليوم بالسعادة والسرور دون أن تنسى حال الأمة وأحوال المسلمين، وهنا نقدم أفكاراً عملية يمكن من خلالها تحقيق ذلك:

الفكرة الأولى: العيد شرع للسعادة والبهجة، لكن ذلك في إطار التعبد والقرب، فلا ينسى الآباء ذلك؛ فليحرصوا على أن يغرسوا هذا المعنى في نفوس صغارهم أن العيد نفرح به طاعة لله، وأن السرور وإدخاله على من حولنا سُنة وواجب علينا أن نقوم به، ولذلك فالفكرة العملية هي أن يحرص الآباء على أن يتم العمل في ليلة العيد ويوم العيد بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث الحرص على النوم باكراً للاستيقاظ لصلاة الفجر ثم صلاة العيد والتطيب ولبس أفضل الثياب.

الثانية: لا بد من تدريب الأبناء وحثهم على التكبير لما في ذلك من أثر نفسي وعملاً بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يشجعوا بعضهم على ذلك.

الثالثة: صلة الرحم؛ ففيها الأنس والتلطف وإدخال السرور، ولتحرص الأسر على اللقاء الجامع الذي يتقرب فيه الكبير من الصغير، ويبدي فيه الصغير توقيراً للكبير، ومن الجميل أن يحرص الآباء والأمهات على شراء هدايا للجد والجدة ويقدمها الأبناء عرفاناً بالجميل وتطييباً للخاطر في العيد.

الرابعة: أن يقوم الآباء بنصح الأبناء بتخصيص جزء من العيدية لتكون صدقة للمحتاجين، ويا حبذا لو اصطحب الآباء الأبناء إلى المؤسسات الخيرية وقاموا هم بالتبرع وتشجيعهم على ذلك مع تعريفهم بحال المسلمين في الدول الإسلامية وما يعانون منه.

الخامسة: توزيع الوجبات على المحتاجين في العيد، حيث يمكن للأسر أن تخصص وقتاً معيناً يصطحب فيه الآباء الأبناء ليقوموا بتوزيع الوجبات الطازجة على المحتاجين وبعض الفئات مثل العمال الذين يعملون يوم العيد، والحرص على التبسم في وجوههم وشكرهم على جهودهم ليستشعر الأبناء النعمة ويقدروا غيرهم.

السادسة: من البر للآباء بعد موتهم إكرام وبر صديقهم، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بر أصدقاء السيدة خديجة بعد وفاتها رضي الله عنها، لذلك فليحرص الآباء على اصطحاب الأبناء لأصدقائهم وأشعارهم بالألفة نحوهم وحثهم على برهم، فهو باب خير في الحياة وتدريب عملي على استمراره بعد الرحيل.

السابعة: احرص على أن تُدخل السرور في هذه الأيام على من يفتقدون للقدرة على السعادة بسبب ظروفهم؛ كالمرضى، فيمكن للآباء شراء بعض الهدايا البسيطة واصطحاب الأبناء في جولة بأحد المستشفيات وعيادة المرضى وتهنئتهم وتوزيع الهدايا عليهم، وجميل أن تكون الهدايا فيها ما يصلح للأطفال كون المرضى لهم أسر في الغالب يكونون بجوارهم في هذا اليوم بالمستشفيات.

الثامنة: الكثير من الآباء يغفل عن تقدير زوجاتهم في ذلك اليوم بعد ما خرجوا من شهر رمضان، وغالب الزوجات يكن الأمر صعباً عليهن في تحمل مشقة الصيام وتربية الأولاد ورعايتهم، بجانب العبادة ومتطلبات الزوجية، فعلى الزوج أن يسعد أهله في ذلك اليوم، ويستغله فرصة للتقرب والتقدير عملاً بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».

التاسعة: احرص على أن يقضي الأبناء وقتاً في المساحات الواسعة بالحدائق والمتنزهات العامة، ففي ذلك ترويح عن النفس، وتطييب لها، وهي فرصة في هذه الأيام لإسعاد الأسرة.

العاشرة: احرص على أن يلتزم الأبناء بالصلاة، فالكثير يغفل عن الصلاة في العيد، وهي من العادات السيئة التي لا تحقق مراد الشرع من العيد، بحيث لا يرتبط في أذهان الأبناء أن السعادة والسرور تستوجب ترك الصلاة والفرائض.>

Exit mobile version