تستعد كلية اللاهوت في جامعة أرسطو في مدينة سالونيك اليونانية لافتتاح أول قسم للدراسات الإسلامية في البلاد مع بداية العام الدراسي المقبل، استجابة لطلب الكثير من الهيئات اليونانية والعربية وذلك للعلاقات التجارية والسياسية المتينة بين اليونان والعالمين العربي والإسلامي.
ويشمل برنامج القسم القرآن الكريم وتفسيره، والتاريخ والتراث الإسلاميين، ومنهج الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى علم الكلام والمذاهب والمدارس الإسلامية، كما يتضمن مواد تتعلق بنقل العلوم اليونانية إلى الفكر العربي الإسلامي، وجغرافيا البلدان الإسلامية، وعلم اجتماع الدين، إلى جانب التاريخ العثماني والبلقاني واللاهوت الأرثوذكسي، ويتم تدريس مواضيع البرنامج باللغات العربية والفارسية والإنجليزية.
وأوضح الأمين العام للأديان في وزارة التربية اليونانية يورغوس كالاتزيس أن الهدف من افتتاح هذا القسم هو إتاحة الفرصة لمن يريد تعلم الديانة الإسلامية، وأضاف أن بعض القوميين في المنطقة يدعون أبناء المسلمين لعدم الالتحاق به، ويروّجون إلى أن متشددين سوف يتولون التدريس به.
في ذات السياق، طالبت جهات محافظة بوقف المشروع بحجة أنه يهدد التركيبة الديمجرافية للمدينة واحتمال دخول مدرّسين متطرفين للكلية.
وقالت أستاذة علم الأديان في جامعة أرسطو أنجيليكي زياكا: إن غالبية الجامعيين والمثقفين يَعون أهمية الدراسات الإسلامية من الناحيتين السياسية والأكاديمية، وينطلقون من كون العلم رافداً للتفاهم والتعايش السلمي، وأضافت أن الموجات المتتالية من اللاجئين جعلت معرفة الإسلام بتاريخه وثقافاته ولغاته ضرورة ملحّة.
من جانبه، أوضح جهاد خليل، وهو من أبناء الأقلية المسلمة في طراقيا الغربية أنهم مهتمون بالموضوع، أن اليونان كثيراً ما تُنتقد لعدم وجود مسجد رسمي في عاصمتها ولغياب الدراسات الإسلامية عن جامعاتها.