الرئيس الشيشاني يهاجم قاضية تتهم القرآن بالإرهاب

أثار الرئيس الشيشاني زوبعة كبيرة في الأوساط السياسية والقضائية الداخلية وفي المجتمع الروسي منذ عدة أيام، حيث وصف الرئيس رمضان قديروف القاضية ناتاليا بيرتشينكو، من منطقة يوجنا ساخالين (الشرق الأقصى لروسيا)، إضافة إلى المدعية العامة ممثلة النيابة “بالخونة للوطن” و”الشياطين”، وذلك لقرار القاضية ودعم من المدعية الذي اتخذته بحق كتاب “الدعاء إلى الله.. مفهومه ومكانته في الإسلام” مع اقتباسات من القرآن، بأنه كتاب يدعو إلى التطرف وخاصة الآيات القرآنية التي يحتويها من سورة “الفاتحة” وسورة “الجن”.

رد فعل قوي

وكان رد فعل الرئيس قديروف قوياً ومدوياً، حيث أثار ضجة لدى الرأي العام، ومساندة كبيرة من قبل المسلمين وغير المسلمين، لدفاعه المستميت على كتاب الله، على اعتبار أن القرار اعتبر سوراً من القرآن داعية للتطرف، وكتب الرئيس قديروف في صفحته الخاصة: إنه إذا لم يتم تقديمهم للمحاسبة فإنني “أنا شخصياً سوف أقوم بمساءلتهم”.

القاضية بمحكمة يوجنا ساخالين، ناتاليا بيرتشينكو، قامت باتخاذ قرار بمنع تداول الكتاب بتاريخ 12 أغسطس 2015م، حيث وافقت القاضية على رأي ممثلة النيابة العامة تاتيانا بيلابروفيتس، أن مادة الكتاب تحتوي على آيات من القرآن وتعليقات تدعو إلى التطرف، وتروج إلى أن الإسلام هو أفضل من غيره من الديانات الأخرى.

ومع انتشار الخبر في وسائل الإعلام، علق يوم 9 سبتمبر 2015م، الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على هذا القرار في حسابه على أنستجرام وقال: إن القاضية وممثلة النيابة العامة، قد أهانوا ملايين من المسلمين في روسيا ومليار ونصف المليار من المسلمين في العالم.

وأشار الرئيس قديروف إلى أن سورة “الفاتحة” – التي اعتبرتها القاضية ومن سمتهم بالخبراء، بأنها تدعو إلى التطرف – هي سورة يقرأها كل مسلم في صلاته، وهذا يعني أن القاضية تعتبر كل هؤلاء المسلمين من المتطرفين. 

وطالب الزعيم الشيشاني في حسابه بضرورة محاسبة من كان وراء مثل هكذا قرار، ومعاقبة المحرضين الذين اتخذوا هذا الحكم في محاولة لتفجير الوضع في بلدنا، وإذا لم يتم محاسبتهم بالطريقة الصحيحة وبالقانون، فيجب عليهم أولاً أن يجعلوني على قائمة أول الجناة.. أنا شخصيا سأحاسبهم؛ لأنه بالنسبة لي في هذه الحياة لا يوجد شيء أعلى من القرآن الكريم، وأنا مستعد للدفاع عنه حتى النهاية، وإنني أدرك كل المسؤولية عن كلامي هذا، وأنا على استعداد لتحمل تبعات ذلك، أولئك الذين اتخذوا هذا الحكم (القاضي والمدعي العام) هما خونة للوطن وشياطين، وهذه قناعتي الصارمة في هذا الأمر.. قال الزعيم الشيشاني.

ووفقاً للرئيس، فقد أعد المحامون استئنافاً في المجلس القضائي للقضايا المدنية في المحكمة الإقليمية بجنوب سخالين لإلغاء قرار المحكمة، وأن تعترف محكمة الاستئناف بأنه قرار غير قانوني وغير مبرر. 

وقال الزعيم الشيشاني: إن خطوتي التي ستليها هي الاعتراف بقرار المحكمة بأنه يحمل طابعاً متطرفاً، صمم عمداً لتقويض الاستقرار في روسيا، فأصحاب القرار لا يمكنهم عدم المعرفة بأن تصرفاتهم سوف تثير احتجاجات الملايين في روسيا وفي الخارج، وستؤدي إلى عزلة البلاد عن العالم الإسلامي.

Exit mobile version