ربع قرن على الغزو العراقي الغاشم

تمر يوم غد الذكرى الخامسة والعشرون للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، ذلك الغزو الغادر من الجار والشقيق والذي أقدم على أبشع جريمة في القرن العشرين.

ففي صباح الخميس 2 أغسطس١٩٩٠م استيقظ الكويتيون والعالم أجمع على اجتياح بربري من الجيش العراقي بأوامر من رئيس نظامه صدام حسين الذي لم يراعِ للجوار حرمة، ولم يرد الجميل للشعب الكويتي وقيادته بوقوفهم معه أثناء الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠ – ١٩٨٨م)، ولا للمواثيق والمعاهدات الدولية، وخصوصاً اتفاقية عام١٩٦٣م والتي تنص على “تعترف الجمهورية العراقية باستقلال دولة الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق بتاريخ 21 يوليو 1932م، والذي وافـق عليه حاكم الكويت بكتابه المؤرخ 10 أغسطس 1932م”.

ولا العهود التي قطعها للزعماء العرب الذين زاروه بعد التوتر في العلاقات الكويتية العراقية والتي زادت وتيرتها بعد الرسالة التي اتهم فيها صدام حسين الكويت والإمارات بإغراق سوق النفط، ولا وعود نائب الرئيس العراقي عزة الدوري بعقد اجتماع في بغداد في شهر أغسطس بعد الاجتماع الذي عقد في ٣١ يوليو ١٩٩٠م في جدة.

وتمر هذه الذكرى هذا العام والشعب الكويتي والقيادة الكويتية متمسكون بالوحدة الوطنية التي كانت السلاح الأقوى بوجه الغزاة الذين لم يجدوا كويتياً واحداً يوافق على الغزو، بل قاوموا الغزو بكل قوة، وزالت كل الفوارق فيما بينهم، فلم يكن هناك أي مسمى إلا مسمى واحداً فقط وهو “أنا كويتي”، ولا تزال الأدلة على ذلك، فبيت القرين الشاهد الأول على الوحدة الوطنية وكذلك التكافل الاجتماعي ضرب أروع الأمثلة على الوحدة الوطنية.

تمر الذكرى والعالم يتوج الكويت بالمركز الإنساني للعالم وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه قائداً إنسانياً للعالم.

ربع قرن مر على الغزو، ونحن نواجه تحديات كبيرة يجب علينا أن نواكب التغيرات التي طرأت على العالم، ويجب علينا ألا ننسى الغزو ما حيينا؛ لأن فيه دروساً جمة، منها: أهمية الوحدة الوطنية، والتمسك بالأرض، وتقوية العلاقة مع العمق الإستراتيجي لنا ألا وهي دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك لا ننسى حديث الرسول الكريم صلى عليه وسلم: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”.

فالصدقات والزكوات والعمل الخيري الإنساني، لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انبلاج غمة الغزو.

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه وسوء.

Exit mobile version