جمعية الإصلاح في ذكرى الغزو: الشعب حول المحنة إلى منحة

أصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بياناً صحفياً في ذكرى الغزو العراقي الغاشم اليوم، حيث أكدت أن الشعب الكويتي حول المحنة إلى منحة، وقالت الإصلاح في بيان لها:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي المكرمات، وبعد..

ها هي ذكرى 2/ 8 تعود مرة أخرى لتعيد معها ذكريات مؤلمة، بنتائج مشرفة، فقبل 25 عاماً غزا النظام العراقي دولة الكويت الحرة، التي كانت – وما زالت – سنداً قوياً للشعب العراقي في محنته، وتحملت الكويت آثار ذلك التأييد والدعم المباشر وغير المباشر، إلا أن من لبس عباءة العروبة خلعها ليخرج بزيه الوحشي الغادر، وتظهر صورته الحقيقية الإجرامية، ليكون احتلالاً عراقياً تاريخياً لبلد جار عربي ومسلم، فيا لها من خيبة، أعزنا الله ونصرنا وحررنا، وازداد ذلاً بعد ذل.

لقد حول الشعب الكويتي هذه المحنة إلى منحة، فكانت أول القرارات المعلنة أمام العالم الالتفاف الشعبي بكافة أطيافه حول القيادة الشرعية الكويتية، وعدم القبول بأي بديل، ورفض ما يسمى الحكومة المؤقتة، والاتجاه نحو ترتيب الصفوف لمقاومة المحتل وتشكيل اللجان على المستوى العسكري والمدني، وإبراز الوحدة الوطنية في أسمى صورها، وانتشار العمل الشعبي في الداخل والخارج، والمبادرة للعمل في كل مكان وكل مجال، وبرز الارتباط الكبير بالله عز وجل، وأحيت المساجد على مدار الساعة، ما بين صلاة وقيام ودعاء وصيام.

وأجمع الكل على أن العمل الخيري الكويتي؛ الحكومي والشعبي، يعد من أبرز الأسباب التي حفظت الكويت، فسخر الله لها القوات الدولية من كل حدب وصوب لتحريرها من الاحتلال الغاشم، فشارك في حرب التحرير أكثر من 40 دولة بجيوشها وعتادها وعدتها، فلهم منا كل شكر وتقدير.

وتجلت علاقة الأشقاء الخليجيين مع بعضهم بعضاً باحتضان دول الخليج العربية، أفراد الشعب الكويتي، وعاملتهم معاملة المواطن، تعليمياً وعلاجياً، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

ونستذكر في هذا المقام إبطال الكويت من المقاومة المسلحة الباسلة، التي بعثت برسالة مدوية للعالم برفض الكويت للاحتلال، ونستذكر دور المرابطين الذين حفظوا الكويت ببقائهم ومرابطتهم، فكان منهم مئات الشهداء والأسرى الذين ضحوا بأرواحهم، من أجل الكويت، سائلين الله لهم الرحمة والغفران.

كما تشكلت “لجان التكافل” التي قدمت خدماتها التطوعية لجميع المرابطين، في جميع مناطق الكويت، وفي مختلف المجالات.. في الجمعيات التعاونية والمستوصفات والمستشفيات وخدمات الماء والكهرباء والبنزين.. وغير ذلك، من أجل تثبيتهم وبقائهم لمقاومة المحتل.

وفي الخارج أنشئت “الهيئة العالمية للتضامن مع الكويت”، والاتحاد الوطني لطلبة الكويت، اللذان كان لهما الدور البارز في التحرك لدعم القضية الكويتية دولياً.

وكما لا ننسى هنا دور جميع الإخوة المقيمين الذين رفضوا الخروج وبقوا في الكويت حباً ووداً، طواعية لا جبراً، والذين قدموا خدمات جليلة للمرابطين في مختلف المجالات.

أما مؤتمر جدة.. ذلك المنعطف التاريخي الرائع، فقد كان أسمى رسالة تأييد من الشعب للسلطة، ومن الشعب للعالم، فالكويت للكويتيين، مستذكرين الدور الكبير الذي بذله العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله في إنجاح – وإنقاذ – ذلك المؤتمر.

وبعد أن منَّ الله علينا بنعمة التحرير، وبعد حمد الله وشكره، كان لا بد من الاعتبار مما مضى، بدءاً من علاقاتنا الخارجية؛ السياسية والاقتصادية والخيرية والإنسانية، ومعرفة الصديق الحقيقي والوهمي، وترسيخ علاقاتنا العربية والإسلامية الصادقة، ونصرة المستضعفين في كل مكان، والتي تعتبر امتداداً لعلاقاتنا الخليجية ذات العمق الإستراتيجي الكبير وتقويتها.

والالتفاف حول القيادة الشرعية، والتواصل معها حباً ونصحاً، وتقوية العلاقة الشعبية في وطننا الحبيب الكويت، مبتعدين عن كل ما يفرق الصف الواحد، من دين ومذهب وفكر ونسب، وتقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفئة والفرد، فالكويت للجميع.

وختاماً.. نستذكر قادة التحرير.. سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمهما الله، وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله، الذين بذلوا الكثير من أجل تحرير الكويت.

ونسأل الله عز وجل أن يحفظ بلدنا الحبيب من كل سوء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جمعية الإصلاح الاجتماعي

17 شوال 1436هـ

2 أغسطس 2015م

Exit mobile version