د.خالد القحص: مصداقية وسائل الإعلام لا تتعدى 25%

أكد أستاذ الإعلام في جامعة الكويت د. خالد القحص أن انتقال الصحف الورقية إلى إلكترونية بالإضافة إلى كونها ورقية هو ذكاء، مبيناً أن الإعلام والمال مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وفهم الرسالة الإعلامية يتطلب معرفة من يملك القناة، فملاك القنوات لهم تأثير كبير على الأداة الإعلامية، وقد رأينا هذا الأمر في كثير من القنوات التي قامت بإبعاد إعلاميين عن قنواتهم لمخالفة توجهاتهم توجهات القنوات.

وأضاف القحص – في اللقاء الشهري الذي عقد مساء أمس في ديوانية جمعية الإصلاح فرع الفروانية تحت عنوان: “الإعلام أسرار وأوهام” – أن المعلومات المتداولة عبر وسائل الإعلام المختلفة لا تخلو من مبالغات، ومصداقيتها حوالي 25% على الرغم من وجود بعض الإحصائيات معها في بعض الأحيان، فبعض القنوات تخفي معلومات، وإخفاء بعض المعلومات يعطي إلى المستمع أو القارئ خبراً مشوهاً، فإذا استمعنا إلى عشرة أخبار، فاعلم أن حوالي 2.5 منها صحيحاً و7.5 أخبار خاطئة، فالواقع موجود لكن نقل الخبر كما هو هذا هو التحدي.

وأوضح القحص أن المال والإعلام متلازمان، إما أن يكون لديك أدوات إعلامية أو تشتري إعلاميين، وهذا الأمر أصبح موجوداً في العالم الإعلامي، مؤكداً على أن القناة هي التي تحدد شخصية المتابع لها، وكما يقولون: “قل لي ما هي قناتك أقول لك من أنت”، فثقافة الناس أصبحت حسب أهوائهم، فالإعلام يتحكم في طريقة تفكيرنا ويوجهنا بالطريقة التي يريدها.

وبيّن القحص أن بعض وسائل الإعلام تقتطع الأحداث من سياقها لإيصال معلومة معينة، أو تصل بالصورة التي تريدها تلك الأداة الإعلامية، وفي النهاية كلها تخرج من مشكاة واحدة، فالقرارات التي نأخذها في حياتنا أغلبها من وسائل الإعلام، والإعلام يتأثر بالمصالح والإعلانات.

وأشار القحص إلى أن الإعلام يهدف إلى العديد من الأمور والتي يأتي على رأسها حشد الناس للفكرة، أو إعطاء المعلومات للآخرين للتأثير على سلوكهم، بل إن بعض وسائل الإعلام تحاول أن تشعرك بأنك منبوذ في المجتمع من خلال إقناعك بأن كل الناس تفعل أمراً ما، وأنت تخالف هذا الأمر، إذن أنت منبوذ في المجتمع، بل إن بعض وسائل الإعلام يحاول ربط الكلمات السلبية أو المصطلحات ببعض الأحداث أو الأشخاص ويحاول غرسها في المتابع.

وتابع القحص: إن الإعلام يرفع شعار: “كرر كرر كرر حتى يصدقك الناس”، فالقليل هو من يحرص على تلقي المعلومة الصحيحة حتى لو تم التكرار، بالإضافة إلى تأثير الوسيلة الإعلامية عبر شخص مشهور له قاعدة شعبية فيكون بمثابة قائد للرأي، فالتكرار من أخطر الأمور في وسائل الإعلام، فقد تكون المعلومة كذبه، ولكن في النهاية يصدقها الناس، خصوصاً من يريدون تصديقها، وأكد القحص أن المتابع للوسيلة الإعلامية يحب الأخبار السريعة والفيديوهات، بحيث تكون أقل من ثلاث دقائق.

 

Exit mobile version