نظم مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق يومي 14 و15 مارس الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسيل، النسخة الثالثة من مؤتمره الدولي السنوي تحت عنوان “الإسلام والمعضلات الأخلاقية الحديثة”.
وهَدَف المؤتمر المنظم بالتعاون مع شبكة مسلمي أوروبا وإذاعة “أرابيل” إلى تقديم معالجة نقدية تجديدية لعدد من القضايا الإسلامية من مدخل قيمي وأخلاقي، كما يسعى إلى الإسهام في صياغة تصورات نابعة من قيم الإسلام تواكب التحديات النظرية والعملية المعاصرة، لاسيما تلك التي يواجهها المسلمون في البلدان الأوروبية.
وتناول المؤتمر أربع قضايا إشكالية، أفرد لكل منها جلسة نقاشية شارك فيها نخبة من علماء الشريعة، وأولى هذه القضايا هو الإسلام والعلم، وتناولت بالنقاش والتحليل نظرية التطور في التصورات الإسلامية، والتمييز فيها بين العلمي والأيديولوجي والفلسفي.
أما القضية الثانية؛ فكانت حول مفهوم الربا المقطوع بحرمته في الإسلام، ومقاصد تحريمه، وأثر الخلاف في تحديد المفهوم على بعض المعاملات واسعة الانتشار اليوم، كمدخل نقدي لتقييم النظام الاقتصادي العالمي، والنظام المصرفي الإسلامي، وبيان الحاجة إلى إيجاد نظام اقتصادي أخلاقي بديل.
بينما طرحت القضية الثالثة مسألة المرجعية في الخطاب الإسلامي وعوامل تشكيلها، وما يرتبط بها من ملابسات في صناعة الفتوى واختلاف السياقات، أما المحور الأخير المتعلق بقضايا الرجل والمرأة، فتم تداول قضية الذكورة والأنوثة من وجهة نظر إسلامية، ومناقشة الفوارق البيولوجية بين الرجل والمرأة من زاوية أخلاقية، حسب ما نقلت “وكالة الأنباء الإسلامية”.
يذكر أن مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق تأسس عام 2012م، ويعمل على الإسهام في تجديد الفكر التشريعي والأخلاقي الإسلامي عبر الجمع بين علماء النص والتراث وعلماء السياق والواقع، من أجل تقديم قراءة معاصرة تنطلق من القرآن والسُّنة، وتهتدي بمقاصد الشريعة الإسلامية، لبناء مدرسة أخلاقية قادرة على مواجهة التحديات العالمية.