مظاهر النمو الانفعالي لدى المراهق

بعض المراهقين يكون خجولاً في المدرسة غير خجول في المنزل

 

 

 

 

ناقشنا في المقالات السابقة أحد مظاهر النمو الانفعالي لدى المراهق، واليوم نتطرق لأحد أهم المظاهر الانفعالية لدى المراهقين، وخاصة الإناث منهم، وهي مشكلة الخجل، نعم قد لا يظنها الأهل مشكلة، فمتى يكون الخجل مشكلة عاطفية انفعالية.

بعض المراهقين يكون خجولاً في المدرسة غير خجول في المنزل، المشكلة تكمن إذا اجتمع الخجل في المدرسة وفي المنزل، وهنا يجب الملاحظة من قبل الأهل والمتابعة مع المدرسة، ولكل سلوك يتخذه الأبناء مسبباته وأسبابه، ومن أهم أسباب تكوين سلوك الخجل لدى المراهق:

1- الإهمال وعدم إشباع حاجة الطفل الفسيولوجية من المأكل والمشرب والملبس والصحة والمسكن والتعليم، أو حاجته إلى الحب وممارسات الحب، كما تطرقت في مقالات سابقة، وقد يكون الإهمال في عدم إشباع حاجة الأمان، أو حاجة تقدير الذات وحتى حاجة الترفيه.

2- عدم تدريب الطفل على مهارات التواصل الاجتماعي، وتكوين الصداقات، ومهارات التعامل مع الآخرين والاختلاط مع الناس، فعندما يكبر الطفل ويمر بمرحلة المراهقة وهي مرحلة بناء الذات من خلال العلاقات؛ يجد نفسه فقيراً من تلك الأدوات التي تعينه على كسب الآخرين، وتكوين العلاقات التي تساعده في بناء ذاته وحياته المنفصلة عن الأهل، فيلوذ بالخجل حماية لذاته.

3- التدليل الزائد، ولعل هذا السبب وهذا الخطأ التربوي الفادح سبب لكثير من المشكلات السلوكية عند المراهق مثل العدوانية أو الخجل، فالتدليل الزائد أن الأهل قد تكفلوا بكل شيء؛ فلا توجد حاجة للتعامل مع الآخر.

4- كثرة نقد الطفل سواء شكله أو تصرفاته أو طريقته في الحديث، فالنقد ينتج عنه عدم الثقه بنفسه لمواجهة الآخرين.

5- تعزيز سلوك الخجل؛ فالأهل قد يشاركون في انفعال الخجل عند الطفل، فعندما تظهر بوادر الخجل عند الفتاة يبدأ الأهل بتعزيز هذا السلوك، ولعل من المهم التفريق بين الخجل والحياء، فالحياء خُلُق ممدوح، والخجل مذموم؛ لأنه يمنع صاحبه من ممارسة حياته الطبيعية أو الحصول على حقوقه، فتشجع الفتاة على خلق الحياء ونبذ سلوك الخجل.

أما العلاج؛ فيكون إما عن طريق الأهل، أو عن طريق مرشد نفسي.. وإليك – عزيزي القارئ – بعض العلاجات التي من الممكن أن يجربها الأهل:

1- إشباع الحاجات الناقصة عند الطفل، ويكون هذا بالملاحظة أو بسؤاله عما ينقصه، والأفضل استشفاف ذلك بالملاحظة والسعي لاستكمالها.

2- التعليم: نعم تعليمه وتدريبه على مهارات التواصل، وفنون التعامل مع الآخر، وفنون الحوار، وذلك من خلال الدورات التدريبية، وكذلك من خلال ما يسمى بـ«لعب الدور»؛ كأن تقوم الأم أو الأب بدور شخص ما، ويقوم الطفل بتمثيل المهارات التي تعلمها لكي يتجرأ ويطبقها في الواقع.

3- من المهم رفع مفهوم تقدير الذات والثقة بالنفس عند المراهق من خلال جلسات الإرشاد، أو من خلال بعض المهارات التي يعلمها الأهل له لبناء ورفع ثقته وتقديره لذاته.

4- المكافأة عند إحراز أي تقدم ملحوظ في سلوك الطفل.

هذه بعض العلاجات التي من الممكن أن تنفع الوالدين لمعالجة خجل المراهقين.

 

 

 

Exit mobile version