في ذكرى الـ34.. صور نادرة للشيخ عبدالله النوري تنشر لأول مرة

مرت السبت 17 يناير الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الشيخ عبدالله النوري

مرت السبت 17 يناير الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الشيخ عبدالله النوري يرحمة الله وهو أحد دعاة الكويت المعروفين على مر الزمان والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد النوري، ولد في فجر يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول سنة 1323 هـ الموافق 17 مايو 1905م.

وتربى الشيخ عبد الله في بداية حياته على يد جدته وكانت تحبه حباً جما لأنها لم ترزق بولد طوال حياتها إلا بالشيخ عبد الله فكان أول ذكر في ذريتها. علمه والده القراءة والكتابة منذ صغره فختم القرآن وهو في الثامنة من عمره واحتفل به والده لختمه القرآن لأنه كان في زمانه ختم القرآن مرحله مهمة في حياة المسلم فاستقبل والده الأقارب والأصحاب للتهنئة. 

وكان أستاذ الشيخ عبد الله النوري هو الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان وكان الشيخ النوري دائماً يذكره (الشيخ عبد الله الخلف) بالخير وكان يتميز بدماثة الخلق وحسن الحديث والدعابة، والمرح في مجالسه الخاصة وعرف عنه سعة الصدر و«طول البال» وبشاشة الوجه إذ كان نادراً ما يغضب.وقد ترك إرثاً ضخماً من المؤلفات في مختلف الموضوعات والخطب والمواعظ والتفسير والفتاوى بل إن اهتمامه لم يكن في مجال الفقه، حيث يدرس الفقه الحنبلي بل إن سعة أفقه جعلته من عشاق الكتابة عن الرحلات والأسفار والشعر كما التراث والتاريخ الشعبي، حيث كان معارفه يعودون إليه في توثيق الكثير من الحوادث والقضايا

أما حياته الخاصة فهي سجل من التواضع فقد كان يشارك الخدم الطعام ويركب الوانيت مع سائقه فواز عبد الرحمن وكان أبناؤه يعترضون بأن لديك خيرا وتستطيع أن تركب أحسن السيارات، إلا أنه لم يترك عادته فقد كان فواز – فلسطيني الجنسية من طولكرم- سائقه وطباع كتبه ومراسلاته أي سكرتيره الخاص وقد أسكنه في بيوت حولي القديمة وحين توفي الشيخ، بكى فواز عليه بكاءً مراً وقال وجدت منه حناناً وحباً لم أجده من والدي. 

وعمل فواز سكرتيراً في جمعية النوري الخيرية حتى الغزو العراقي غادر إلى الأردن وبعدها توفي بنفس مرض الشيخ!! 

توّلى الشيخ عبدالله النوري في عام 1953م إدارة إذاعة الكويت فأدخل علیھا برامج متنوعة منھا برنامج “الدين النصیحة” وبرامج صحیِّة كان يُعدّھا ويُقدّمھا بنفسه وبرامج للأطفال يغرس فیھم مبادئ وقيم إسلامية

ثم تولّى إعداد وتنفیذ حلقات تلفزيونیة أسبوعیة كل خمیس على شكل سؤال وجواب كانت ولادة لبرنامج عظیم تحت عنوان “مع الدين” الذي اكتسب شعبیّة واسعة داخل الكويت وخارجھا.

روى العم يوسف الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامیة الأسبق ورئیس الھیئة الخیرّية الإسلامیة العالَمیّة السابق عنه فقال: بدأت معرفتي به بالتتلمذ على يديه بمدرسة المّلا عبد اللطیف العثمان وأولاده حیث كان يدرِّس اللغة الإنجلیزية في عام 1936م, وقال: زرته ذات يوم وھو في المستشفى قبل وفاته بوقت قصیر فذكر لي أنّ أمانة قیمتھا 200 ألف دولار مدوّنة في دفتر بأسماء المتبرعین بھا لعمل الخیر، وطلب مني توضیح ذلك للورثة، وبعد تأسیس جمعیة الشیخ عبد الله النوري قمت أنا والأخ نادر عبد العزيز النوري برحلة إلى أفريقیا وأخرى إلى آسیا وتمَّ توزيع ھذه الأمانة المذكورة ھناك.

من أقواله الخاصة والتي لم تنشر

كان يقول يرحمه الله: لا يكون يوم أحد يقول عنكم:

الله يلعن من رباكم،، إحنا ترى ما عرفونا بفلوسنا،، بل عرفونا بأخلاقنا،، فاحرصوا كل الحرص على اسمكم وسمعتكم.

وقال: أحسن ورث ممكن للإنسان أن يورثه حق ذريته:

الاسم النظيف والسمعة الطيبة.

أحس الشيخ عبد الله النوري وهو في أستراليا في نوفمبر 1980م أثناء الإِشراف على مدرسته بآلام في جسده كانت أشبه بدبيب النمل وعاد إلى الكويت ليرقد في المستشفى الصدري وشخص المرض على أنه سرطان في الكلى لم يمهله أكثر من أسبوعين. 

وحين زاره السيد يوسف جاسم الحجي وكذلك ابن شقيقه نادر عبد العزيز النوري في المستشفى وهو على فراش الموت أبلغهما بإلحاح أن هناك دفتراً فيه أمانات للعمل الخيري وهذه المبالغ التي كانت فيما تعد نواة لجمعية خيرية تحمل اسمه «جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية»، سعى بإنشائها أبناؤه مع مجموعه من محبيه وتلامذته. كما افتتحت مدرسة نموذجية بأستراليا بمدينة سيدني باسم “مدرسة النوري” وقد أوصى قبل وفاته بالتبرع إلى مكتبة الزبير وفاء لمسقط رأسه بمجموعة من الكتب القيمة وبعضها من مؤلفاته.

وفاته:

في يوم السبت 11 ربيع الأول سنة 1401 هــ الموافق 17 يناير 1981م فقدت الكويت المرحوم الشيخ عبد الله النوري طيب الله ثراه وشيع جثمانه يوم الأحد ولم يمنع وابل المطر في ذلك اليوم جموع المشيعين من المشاركة في الجنازة تعبيراً لحبهم وتقديرهم له، يتقدّمهم الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (والذي كان ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء آنذاك). 

كما توافدت جموع المعزين في ديوان الراحل الكريم بمنطقة القادسية يتقدمهم صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، كما شارك في تقديم العزاء ممثلين للعديد من حكومات الدول الإسلامية تعبيراً عن امتنانهم وتقديرهم لما قام به المرحوم الشيخ عبد الله النوري. 

والشيخ عبد الله النوري كان عالماً من علماء الكويت الذين أضاءوا الطريق لمن جاؤوا بعدھم قولاً وعملاً، فكان ولم يزل قدوة حسنة في العالم العربي وخارج حدود العرب. وأصبح الشیخ عبد الله النوري بما قدمه من إحسان حیا في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس.ويذكر الناس الشيخ عبد الله النوري رحمه، بأنه يجيب عن أسئلة الناس بقدر عقولهم، متميزاً بهدوئه وابتسامته المحببة!.. ولم يجد غضاضة، أو تقليلاً من شأنه، عندما يجيب عن بعض الأسئلة بإجابة «لا أعرف»… وبعد كل هذه السنوات مازلت الناس تذكر صورته وكلماته وابتسامته. 

والشيخ عبدالله النوري رحمه الله كان من كتاب مجلة المجتمع هذه مسيرة عطرة لشيخ جليل واليوم لا يفتقده فقط أهل القادسية التي كان يسكنها ويخطب في مسجدها مسجد أم «عبد الله العثمان» بل يفتقده كل أهل الكويت. رحمك الله يا شيخ عبد الله وأسكنك فسيح جناتك

Exit mobile version