إسلاميو الدنمارك يقرون خطة عمل لبناء المسلم المعتدل

أقر مجلس الشورى في المجلس الإسلامي في الدنمارك خطة المكتب التنفيذي الجديدة للأعوام الأربعة المقبلة، وهي خطة تركز بالأساس على الانشغال بالشأن التربوي والدعوي والثقافي والاجتماعي، وبقضايا المسلمين في الدنمارك بعيدا عن أي انشغالات سياسية خارج قضاياهم.

أقر مجلس الشورى في المجلس الإسلامي في الدنمارك خطة المكتب التنفيذي الجديدة للأعوام الأربعة المقبلة، وهي خطة تركز بالأساس على الانشغال بالشأن التربوي والدعوي والثقافي والاجتماعي، وبقضايا المسلمين في الدنمارك بعيدا عن أي انشغالات سياسية خارج قضاياهم.

وسينشغل المجلس وفق الخطة التي تمت الموافقة عليها رسميا مساء أمس السبت (29|11) بعد تجديد انتخاب هياكله في 25 من تشرين أول (أكتوبر) الماضي، بنشر الفكر الوسطي للإسلام، وبالتركيز على بناء الإنسان، عبر أقسام المجلس المختلفة، سواء الإدارية أو الشبابية أو الدعوية أو الخاصة بالمرأة والأسرة أو الإعلام والعلاقات العامة، أو من خلال القسم الجديد الذي تمت إضافته تحت عنوان “قسم التخطيط والتأهيل والتطوير والتنمية البشرية”.

وتنطلق خطة المجلس من قناعة مفادها، “أن أي توجهات للمجلس لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان التركيز على البناء الداخلي، وتظافرت الجهود لرفع كفاءة الفرد والمؤسسات وتوفير الشروط الأساسية كتأهيل الشباب لنقل القيادة لهم مستقبلا ومساعدة قسم المرأة ليقوم بدوره المنوط به والعناية بالأسرة تماسكا وتكوينا وتأهيلا وحماية وتحصينا والارتقاء بالمستوى التربوي والثقافي والعلمي لأعضاء المجلس والمستوى التخصصي لكوادره”.

وتتضمن الخطة ايضا الاهتمام بالبناء الروحي والسلوكي والتعليمي للأفراد من خلال أساليب حديثة ضمن المناهج المقررة، ونشر الفكر الوسطي والخطاب الاسلامي المعتدل وفق العقيدة السليمة، وذلك عبر معالجة القصور في مجال التكوين الشرعي وبناء الشخصية الدعوية الفاعلة وتمكين أبناء المجلس أينما كانوا من أن ينهلوا من ينابيع الاسلام الصافية وتحصينهم من التيارات الفكرية المنحرفة، والاهتمام بالمرشدين من الناحية العلمية والتركيز على الاساليب الحديثة في التعامل مع الزائرين للمركز، ومساعدة أبناء المسلمين على حل مشاكلهم قدر المستطاع، واقامة المحاضرات العامة والندوات المفتوحة والأيام الثقافية والدورات الشرعية والتكوينية لتقديم نموذج المسلم الملتزم بتعاليم الدين كأسوة حسنة.

وقد أكد رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، أن خطة المجلس للسنوات الأربعة المقبلة، هدفها تحقيق نقلة نوعية في الوجود المسلم في الدنمارك، بعد أن تم افتتاح مركز حمد بن خليفة آل ثاني الحضاري في العاصمة كوبنهاغن في حزيران (يونيو) الماضي، والذي هو عبارة عن مركب حضاري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يضم بالإضافة إلى المسجد الذي تتوسطه المئذنة التي ترتفع لأول مرة في العاصمة كوبنهاغن، مكتبة علمية وقاعة للمؤتمرات ومرافق دعوية وثقافية واجتماعية تستهدف كل شرائح المجتمع، وذلك من خلال تكوين جيل مسلم متمسك بمبادئ الإسلام الوسطي المعتدل بعيدا عن أي تفسيرات متطرفة في أي اتجاه”.

وأضاف: “لقد أصبح الوجود المسلم في الدنمارك بحمد من الله ومنة منه، ثم بجهود المخلصين من مسلمي الدنمارك مكونا أساسيا من مكونات المجتمع الدنماركي، وتحول مجلسنا بعد افتتاح مركز حمد بن خليفة آل ثاني إلى قبلة ليس لمسلمي مملكة الدنمارك فحسب، وإنما لكل طالبي التعرف على الإسلام من مختلف الاتجاهات والأفكار ومن كل شرائح المجتمع ونخبه السياسية والاجتماعية. وقد أصبحت فعاليات هذا المركز مادة أساسية للإعلام الدنماركي والغربي بشكل عام”.

وأكد الحمدي أنه إذا كانت الأعوام الماضية من عمل مكونات المجلس الإسلامي الدنماركي منصبة على تأسيس مركز حمد بن خليفة آل ثاني الحضاري، وهو ما تم بالفعل، فإن مقبل الأعوام تتطلب تركيزا على بناء الانسان واستثمار ما تم انجازه على مستوى تكوين الفرد المسلم المساهم في تنمية بلاده ووحدتها وتماسكها وتعايش مكوناتها، بعيدا عن إقحام أنفسنا في أي قضايا خارج الدنمارك. طبعا ذلك لا يمنعنا من التضامن مع القضايا الإنسانية العادلة”، على حد تعبيره.

وكان المجلس الإسلامي الدنماركي قد جدد في 25 من تشرين أول (أكتوبر) الماضي انتخاب رئيسه الحالي لدورة ثانية عبد الحميد الحمدي كما انتخب مجلس شورى جديد يضم عناصر من جنسيات متعددة ومن مدن مختلفة من الدنمارك، وقد اختار مجلس الشورى عبد العزيز اسحق رئيسا له.

ويتكون المكتب التنفيذي للمجلس الإسلامي الدنماركي من رئيسه عبد الحميد حمدي ونائبين له، أحدهما عن منطقة “شيلاند” وهو علي الرفاعي والآخر عن “يولاند” وهو الدكتور عبد المجيد مشلح، ومسؤول العلاقات العامة والإعلام الدكتور جهاد الفرا ومسؤول ملف العضوية والمالية المهندس زياد شحيبر، ومسؤول قسم التربية محمد زين العابدين، ومسؤول قسم الدعوة والتعريف بالإسلام الشيخ محمود ناصر، ومسؤول الشباب والأنشطة المهندس ماهر ناصر، ومسؤول قسم المرأة منية البلطي، ومسؤول قسم التخطيط والتأهيل والتطوير والتنمية البشرية غسان حسون.

Exit mobile version