فنون التربية الإيجابية

عبِّر للطفل عن محبتك له ويكون ذلك من خلال التعبير المباشر

لكل إنسان حاجات أساسية، هذه الحاجات تعتبر ضرورة إنسانية من أجل تحقيق عملية التنشئة الاجتماعية والاندماج الاجتماعي، ويمكن جمع الحاجات الأساسية للإنسان في خمس حاجات؛ وهي:

 

1- الحاجة المادية (الفيزيولوجية): وهي التي يحتاجها الإنسان للبقاء مثل الطعام.

2- حاجات الأمن: هي حاجة الإنسان ليحمي نفسه من الأخطار والمخاوف.

3- الحاجات الاجتماعية: وهي تتمثل في حاجة الإنسان للاتصال بالآخرين، إضافة إلى حاجته للانتماء.

4- حاجات احترام الذات: وهي ضرورة نفسية واجتماعية، وتعبر أيضاً عن حاجة الإنسان للاستقلال والنمو.

5- حاجات تحقيق الذات: وهي حاجة الإنسان بأن يحقق طموحه من خلال إنجازاته.

فوائد عديدة

إن لمعرفة هذه الحاجات فوائد عديدة في التربية؛ وهي:

1- تساعدنا على فهم بعض السلوكيات التي يلجأ إليها الأبناء.

2- كلما زادت معرفة المربين بهذه الحاجات؛ زاد النجاح في توجيه الأطفال بشكل سليم.

3- تساعدنا على معرفة خصائص مراحل النمو للأطفال، وبالتالي القدرة على توقع ما يطرأ على الأطفال من تغيير في السلوك.

4- تساعد الوالدين على التعامل مع الأطفال بشكل مريح بعيداً عن التوتر والتشنج.

5- تجعل الآباء يعملون على تنمية مهارات وقدرات أبنائهم عوضاً عن قمعها.

6- تساعد على اكتشاف المواهب وتنميتها.

حاجات نفسية للأطفال

سنعرض لبعض الحاجات النفسية المهمة عند الأطفال:

– الحاجة إلى المحبة:

حاجة نفسية إنسانية، تحقق الأمن والطمأنينة للطفل، وتشبع غرائزه التي فطره الله تعالى عليها، فالطفل يكتسب المحبة من خلال العاطفة والدفء الأسري من حوله، كما أن حرمان الطفل من المحبة سيؤدي إلى انعكاسات خطيرة على شخصيته.. إذاً كلما تلقى الطفل المحبة من محيطه؛ تعلم كيف يحب، ولإشباع هذه الحاجة على المربين اتباع مجموعة من الخطوات؛ وهي:

1- عبِّر للطفل عن محبتك له: ويكون ذلك من خلال التعبير المباشر (اللفظي)، أو من خلال التعبير غير المباشر، (المداعبة والمعانقة)، ويمكن تأكيد هذه المحبة من خلال عادات وآداب تمارس بشكل يومي في حياة الطفل، كقُبْلة الصباح، والدعاء له بالتوفيق.

2- كن مصغياً جيداً لابنك: وذلك لأن فن الاستماع إلى الطفل هو أهم قناة تنقل أواصر المحبة بين الآباء والأبناء، وتعبر للطفل عن الاهتمام به.

3- أعطِ ابنك المحبة أكثر من الهدايا: فالطفل يحتاج إلى الحنان أكثر من حاجته إلى الهدايا.. والمحبة التي تعوض الهدايا إنما تكون في تخصيص أوقات للطفل والتحدث إليه، ومرافقته خارج البيت ومشاركته اللعب، فالمحبة تزرع الطمأنينة وتوطد العلاقة وتزيل عن الطفل هواجس الشعور بكراهيته، فحاجة الطفل إلى المحبة لا يمكن لأي هدية أن تعوضها.

4- ثق في ابنك تعبيراً عن محبتك له: فكلما زادت ثقة الآباء بأبنائهم؛ استشعر الأبناء حقيقة محبة الآباء لهم؛ وبالتالي سيعملون على الظهور في مستوى الثقة الممنوحة لهم.

وخير دليل على إشباع حاجة الطفل إلى المحبة، عندما يكون المربي بالنسبة للطفل مثله الأعلى، وصديقه الحميم، وإذا كان الطفل يهمه رأي المربي، ويفرح لقدومه، ويحرص على أن يكون بجانبه، ويسعد باللعب معه، كما يحرص على أن يكلمه، فإن هذه السلوكيات تدل على أن حاجة الطفل إلى المحبة قد أشبعت.

– الحاجة إلى الاعتبار:

حاجة نفسية، وتدل على نزوع الطفل نحو الاستقلالية، والاعتماد على نفسه والشعور بقدراته الذاتية، وتبدأ هذه الحاجة بالظهور من السنة الثانية، فإذا لم تشبع هذه الحاجة عند الطفل، فقد يلجأ إلى العديد من السلوكيات المزعجة لإشباع حاجته للاعتبار، ومن هذه السلوكيات: العناد بشكله الإيجابي والسلبي، لجوء الطفل إلى تخريب الأشياء المحيطة به لإثارة الانتباه إليه، وقد يلجأ الطفل إلى قلة الأكل إذا كان هذا يقلق الوالدين ويثير اهتمامهما، أو قد يلجأ إلى الصراخ لإثارة الانتباه، أو إلى إزعاج الضيوف في البيت أو خارجه، أو قد يلجأ إلى الكذب الخيالي؛ فيدعي بأنه قد حقق أشياء كثيرة ليحصل على الاعتبار.

وللتخلص من هذه السلوكيات، يجب علينا أن نعالج سببها، وذلك بألا نجعل من الطفل مركزاً للاهتمام داخل الأسرة، فإن ذلك سيجعله ينشأ على الدلال الزائد والأنانية.

كما يتوجب على الوالدين ألا يكلفا الطفل أكثر مما يطيق؛ لأن ذلك سيصيب الطفل بمشاعر الخيبة والإحباط وقلة الثقة بنفسه، وكذلك علينا الابتعاد عن مقارنة الطفل بغيره، لئلا يصاب بالإحباط، ولكي لا نزرع الكره والضغينة تجاه إخوته.

إن إشباع حاجة الطفل إلى الاعتبار يساعدنا على التخلص من السلوكيات التي سبق ذكرها، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

1- امنح الطفل وقتاً خاصاً به: فتحاوره وتناقشه وتجلس معه وتستمع إليه.

2- اشعر بقيمتك الذاتية: فعندما تحترم نفسك وتشعر بقيمتك، تستطيع نقل هذا الاعتبار إلى ابنك.

3- امنح الطفل الحرية: وذلك بأن تدعه يتصرف في أموره بكامل حريته ضمن الرقابة؛ مما يشعره بأهميته وبأهمية قدراته.

4- دع ابنك يختار: إن حرية الاختيار تشعر الطفل بأهميته، وترد له الاعتبار، وتحسسه بالمسؤولية.

5- احترم رأيه: فعندما تستمع إلى رأيه وتبتعد عن الاستهزاء به، فإنه يشعر بأهميته.

6- كلِّف ابنك ببعض المسؤوليات: فالطفل يشعر بأهميته عندما يشعر بأن أسرته بحاجة إليه.

7- امدح ابنك: وذلك عندما ينجز عملاً معيناً، فإن ذلك يثبت الخير لديه ويعطيه إحساساً بالأمان.

8- افتخر بابنك أمام الناس: تحدث عن طفلك بالخير، وعرّفه إلى الناس، وامدحه أمامهم، فإن ذلك يثبت عنده الشعور بالاعتبار.

– الحاجة إلى الطمأنينة:

حاجة نفسية إنسانية، ولا تستقيم حياة الإنسان بدونها، وتعد الطمأنينة عنصراً مهماً في حياة الأولاد، بينما يعد غيابها مؤشراً خطيراً لابد من تلافيه، وقد تنعدم الطمأنينة في حياة الطفل لأسباب عديدة، منها: الخلافات والنزاعات بين الوالدين، قلة الحدود والضوابط، غياب أو استقالة الوالدين، غياب المشاعر الإنسانية، قلق الوالدين.

ومن أجل تحقيق الطمأنينة، فإن هناك مجموعة وسائل وأساليب تربوية ينبغي اعتمادها في سلوك الوالدين؛ وهي:

1- استخدام أسلوب الرفق: إن هذا الأسلوب يبعث في الطفل الثقة والطمأنينة.

2- اجتناب الشدة والقسوة وكثرة المحاسبة: لأنها تسبب للطفل اضطرابات سلوكية مختلفة.

3- البحث المستمر عن وسائل لإدخال البهجة والسرور على قلب الطفل: لأن هذه الوسائل هي التعبير الحقيقي عن محبة الطفل، وقد تكون هذه الوسائل معنوية (القُبلة)، أو مادية (شراء الهدايا).

4- الاهتمام المستمر بالطفل وتفقده الدائم.

5- إزالة كل الهواجس لدى الطفل تجاه الوالدين: ويكون ذلك بمصاحبة الطفل والاستماع إليه، وتخصيص جلسة يومية للتقارب مع الطفل ولإزالة هواجسه.

6- العناية الخاصة لذوي الاحتياجات: وذلك بالحرص على إشباع حاجات الأفراد المختلفة.

وتتمحور خطوات بناء الطمأنينة عند الطفل حول سبعة عوامل تساهم في بناء الشعور بالطمأنينة؛ وهي:

1- الطمأنينة السائدة بين الأب والأم.

2- محبة الوالدين لأبنائهما.

3- اللقاءات العائلية.

4- القواعد والضوابط.

5- وضوح معالم التربية وثباتها.

6- الاحتكاك واللمس.

7- تنمية الانتماء.

– الحاجة إلى المدح:

ويقصد بالمدح رفع المعنويات وتثبيت الإيجابيات، وتأتي حاجة الطفل إلى المدح من حاجة الإنسان إلى التقدير، ويؤدي المدح دوراً كبيراً في شعور الإنسان بالفخر والاعتزاز والدافعية للعمل والإنجاز؛ لبذل المزيد في كل ما يحقق له مدحاً ورضاً من الآخرين، وقد يتخذ المدح شكل التلميح والتصريح بشكل مباشر، أو غير مباشر، ولكي يستخدم المدح بشكل إيجابي فلابد من التأكيد على الخطوات التالية:

1- ركِّز المدح على الإنجاز لا على الأشخاص.

2- امتدح المحاولات ولو لم تكن إنجازاً.

3- امدح وأنت مقتنع ولا تجامل.

4- اتبع أسلوب التشجيع في مواقف التشجيع.

5- كن جاهزاً للمدح ولا تتأخر: فالإنجاز يتعزز لو تم مدحه ساعة تحقيقه.

– الحاجة إلى القبول:

القبول حاجة نفسية لدى الطفل، ويؤدي إشباعه إلى تنمية الصفات الإيجابية للطفل، وإلى إبعاده عن الكثير من السلوكيات السلبية.

وعلى الوالدين أن يقبلا طفلهما لعدة أسباب، أولها أنه ابنهما، وأنه ولد صغير، ومن ثم فإنه إنسان ينبغي أن يحترم وتصان كرامته.

كما يساعد شعور الطفل بالقبول على تهيئته للانخراط في حياة إنسانية واجتماعية، وانطلاقاً من أهمية القبول يجب على الآباء والمربين الحرص على ما يلي:

1- الابتعاد عن السلوكيات الأبوية التي تشعر الطفل بالافتقار إلى القبول.

2- الحرص على إشباع حاجة القبول لدى الطفل، وهنا لابد من أن يحرص الوالدان على أن يشعر الطفل بأنه مقبول.

Exit mobile version