أدى رئيس “تكتل التغيير والإصلاح”، ميشال عون القسم الدستوري رئيساً للبنان، بعد عامين ونصف من الشغور الرئاسي.
وفاز عون بأكثرية 83 صوتاً، فيما صوت 36 نائباً بورقة بيضاء، وألغيت 7 أوراق أخرى، بعد 4 جولات من التصويت في البرلمان اللبناني، فشل في 3 منها في تحقيق الفوز الذي يستوجب حصوله على 86 صوتاً، أي ثلثي عدد النواب، الذين حضر منهم 127 نائباً من أصل 128.
وجاء انتخاب البرلمان اللبناني عون رئيساً للجمهورية بعد عامين ونصف عام من شغور المنصب جرّاء انقسامات سياسية حادة، وبعد تسوية سياسية وافق عليها معظم الأطراف السياسيين في البلاد.
ويحمل العماد عون الرقم 13 بين رؤساء الجمهورية اللبنانية. ويعتبر الرئيس الأكبر سناً في تاريخ لبنان لحظة تلقد المنصب؛ حيث يبلغ من العمر 81 عاماً.
عون انتقل من قيادة الجيش إلى رئاسة الحكومة الانتقالية، ومن العداء لسورية إلى التحالف مع “حزب الله”، وهو اليوم أبرز حلفاء سورية، بعد أن نُفي 15 عاماً من لبنان.
وقد ضمن أكثرية نيابية حققت حلمه ليكون رئيساً، بعد انضمام رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، إلى لائحة الداعمين له، وفي مقدمتهم “حزب الله” والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.
ويعيد هذا الدعم المتعدد الأطراف السياسية والطائفية خلط التحالفات السياسية القائمة في لبنان منذ العام 2005، إذ تمكّن عون من إقناع الحريري وجعجع، عدويه السابقين، بتأييده.
من جانبه، علق أستاذ العلوم السياسية عبد الله الشايجي عقب فوز عون بقوله: “وصول ميشال عون لقصر الرئاسة في بعبدا الذي أخرجه منه السوريون عام 1990 ونُفي لفرنسا صُنع خارج لبنان وبترتيب واتفاق إقليمي ودولي-كالعادة!”.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبد الخالق عبد الله: “كل من يعرف ميشال عون يعرف ان لا احد في الدنيا يستطيع ان يضمن او يسيطر على عون. ومن هنا قلق “حزب الله” من الرئيس عون اكثر من اي طرف لبناني آخر”.
وقال مدير عام “العرب” الإخبارية جمال خاشقجي: “عون في كلمة تنصيبه رئيسا يدعو لابعاد لبنان عن الصراعات بالدول المجاورة، بينما يزج حزب الله بمئات اللبنانيين الان وهو يتحدث بحرب ضد السوريين”.
وقال نهاد اسماعيل: “معروف من قام بتصفية رموز لبنان الوطنية والمؤسف ان ميشال عون يتحالف مع المجرمين المسؤولين عن الاغتيالات”.
وبرأي المحامي الجزائري عمرو عبد الهادي: “لبنان كانت تسير بخير بلا رئيس لمدة 3 سنوات بينما بعد تولي ميشال عون حزب الله الارهابي سيكون بخير”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة في تغريدة له على موقع “تويتر”: “انتهت القصة وانتخب عون رئيسا. هل انتهت أزمة لبنان؟ لا. هذه دولة يختطفها حزب بقوة السلاح. ستنتهي أزمته بانتهاء أزمة الإقليم مع عدوان إيران”.
وقال رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي: “أول خطوة على الرئيس اللبناني الجديد أن يتخذها هو سحب ميليشيا حزب الله من سوريا إن كان بالفعل رئيسا ويمتلك قرارا..”.
وقال الصحفي في قناة “الجزيرة” بشير الدليمي: “وصول عون للرئاسة في لبنان تمت عن طريق موسكو التي تطيعها إيران في كل شيء ومنها قرارات حزب الله. سيادة 5 نجوم”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي مهنا الحبيل: “خرج الجنرال عون عبر الدبابة السورية التي طاردته الى المنفى ويعود اليوم رئيسا على ظهر دبابة حليفتها الإيرانية ليفتح لبنان لمستقبل مختلف”.
وفي تغريدة للكاتب والمفكر محمد الأحمري: “بانتخاب عون تكون لبنان دخلت تحت ولاية الفقيه، ليس السبب فقط أن التيار المناوئ لإيران فقد أهميته لفشله في كل شيء لكن يبدو هناك توجيه أمريكي”.
وقال الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية علي باكير: “يقال أنّ عون يجمع إجرام الأسد وعباطة السيسي وتطرف ترامب وهوس علي عبدالله صالح وجنون القذافي، يعني تشكيلة واسعة من المواهب بانتظارك لبنان”.
فيما قال الإعلامي فيصل قاسم: “لا أدري لماذا يعقد البرلمان اللبناني عشرات الجلسات لاختيار رئيس للجمهورية إذا كان رؤساء لبنان منتخبين من الخارج”.