– التخطيط الجيد من أهم مقومات النجاح في أداء أي عمل فاحرص على أن تضع لنفسك خطة واضحة المعالم لما تريد تحقيقه خلال هذه الإجازة
– الإجازة فرصة لتحصيل بعض العلوم بعيداً عن الدراسة ومقرراتها فاغتنمها في تنمية الجوانب العلمية والثقافية لديك
– من الأمور المفيدة في الإجازة الصيفية أن تحاول الالتحاق بعمل مناسب دون النظر بشكل أساسي إلى العائد المادي
– احرص على أن يخلو ترويحك واستجمامك مما يخالف الشرع وأخلص النية فيه حتى يكون لعبك وجدك كله لله
الإنسان أيام وساعات، وما الأيام إلا صفحات تُطوى في كتاب حياتنا، وتقدر قيمة الإنسان في دنياه وآخرته بقدر إحسانه في طي صفحات أيامه، وبقدر استثماره لأوقاته.
ولهذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم أحرص الناس على أوقاتهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يدعونا إلى حسن الاستفادة من أوقات فراغنا واغتنامها وحسن استثمارها، فقال: “اغتنم خمسا قبل خمس… – وعدّ منها – وفراغك قبل شغلك”( رواه المنذري).
واستجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العناية بالوقت وحسن استثماره في الصالح النافع، نقترح في السطور التالية بعض الأفكار التي نرجو الله تعالى أن تكون عونًا للشباب في حسن استثمار الإجازة الصيفية.
بدايات ناجحة
1- تخطيط جيد:
التخطيط الجيد من أهم مقومات النجاح في أداء أي عمل وفي إنجاز المهام المختلفة، فاحرص على أن تضع لنفسك خطة واضحة المعالم لما تريد تحقيقه خلال هذه الإجازة.
2- مكاشفة الذات:
من الضروري أن تكون هناك مكاشفة واضحة بينك وبين نفسك في تحديد نقاط القوة والضعف، ثم اجعل جزءا من خطتك لمعالجة نقاط الضعف أو بعضها، واعمل على تطوير نقاط القوة لتصل بها إلى أقصى درجات التميز.
3- تقويم مستمر:
من الضروري لتحقيق خطتك تقويم الأداء بشكل مستمر ولا تنتظر حتى انتهاء المدة المحددة؛ فذلك يساعدك على الوقوف أولاً بأول على ما حققته، ويمثل حافزاً لتعويض ما فاتك وإنجاز أهدافك.
مجالات متنوعة
وهناك العديد من المجالات التي يمكنك استثمار الإجازة الصيفية من خلالها، ومن هذه المجالات:
أولاً: زاد إيماني:
اجعل هذه الإجازة استراحة إيمانية وواحة روحية تصفو فيها نفسك، وترتقي بها روحك، وتستمتع فيها بحلاوة العبادة ولذة القرب من الله تعالى، وإذا أردتها كذلك فارفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يوفقك إليه، ثم ضع لنفسك ضمن خطتك جزءاً خاصاً بهذا الزاد الإيماني، مثل:
1- تجويد أداء الصلوات، بالحرص على الذهاب إلى المسجد مبكرًا، ومجاهدة النفس للتحلي بالخشوع في الصلاة، والمواظبة على الأذكار المأثورة بعد الصلاة، وأداء النوافل القبلية والبعدية.
2- الإكثار من ثواب الحج والاعتمار، بالانشغال بعد صلاة الفجر بذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم أداء ركعتين كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامةٍ تامةٍ تامةٍ” (رواه الترمذي).
3- مضاعفة تلاوة القرآن: فتلاوة القرآن من العبادات الروحية التي تسمو بصاحبها، وتدفعه إلى فعل الخيرات، وهو أفضل ما يُتقرَّب به إلى الله.
4- تحديد قدر مناسب من القرآن لحفظه، وقدر آخر لمراجعته.
5- الإكثار من ذكر الله تعالى: بأن تضع وردًا من الأذكار المطلقة يوميّا، كالاستغفار والتسبيح والتهليل والصلاة على النبي.. إلخ.
6- ليكن لك ورد من قيام الليل؛ فقد سُئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ فقال: “أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة: الصلاة في جوف الليل..” (رواه مسلم).
ثانياً: ثقافة وعلم:
فالإجازة فرصة لتحصيل بعض العلوم بعيداً عن الدراسة ومقرراتها، فاغتنمها في تنمية الجوانب العلمية والثقافية لديك، ومن الأفكار التي تساعدك على ذلك:
1- حضور بعض المحاضرات ودروس العلم.
2- تحديد عدد من الأحاديث النبوية الشريفة لحفظها، مع قراءة شرح مبسط لها.
3- اختيار كتاب أو مجموعة من الكتب لمطالعتها ودراستها.
4- مطالعة بعض الأبحاث في مجال تخصصك عبر الإنترنت أو غيره.
5- حضور بعض الندوات أو المؤتمرات العلمية في مجال تخصصك أو فيما تهتم به من قضايا.
ثالثاً: تنمية القدرات:
ومن المجالات المهمة التي يمكنك أن تستثمر فيه الإجازة أن تسعى إلى تطوير قدراتك وإمكاناتك ومهاراتك في الجوانب المختلفة، مثل: مهارات استخدام الكمبيوتر، وتعلم اللغات الأخرى، وتعلم فنون كتابة الخط العربي، ومهارات البحث والتعامل مع المراجع، ومهارات وفنون التعامل مع الآخرين، والإسعافات الأولية، والأشغال اليدوية.. إلخ.
ومن الضروري أن تحدد بدقة ما تحتاجه بالفعل من مهارات، وما تسمح به ظروفك أن تكتسبه خلال هذه الإجازة دون مبالغة أو إسراف في محاولة اكتساب العديد من المهارات دفعة واحدة، ثم لتبدأ في تعلمها واكتسابها من خلال الانتظام في إحدى الدورات المتخصصة، أو بالاستفادة من خبرات وتجارب أحد المتخصصين أو المتميزين في هذا الأمر، أو بالقراءة عنها، أو غير ذلك من الوسائل التي تساعدك على اكتساب ما حددته من مهارات.
رابعاً: عمل مهني:
من الأمور المفيدة في الإجازة الصيفية أن تحاول الالتحاق بعمل مناسب، دون النظر بشكل أساسي إلى العائد المادي، وحبذا لو كان هذا العمل في مجال تخصصك الدراسي؛ لأنك ستجمع في ذلك بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، وستكتسب بذلك خبرة في مجال تخصصك.
كما أن للعمل بشكل عام العديد من الفوائد، منها: يعلم الصبر والمثابرة والجدية، يكسر حاجز الخوف من التعامل مع الناس، ينمي روح العمل في فريق، يساعد على التخلص من العادات السلبية كالكسل والفوضى والتسويف وسرعة الملل وحدة الطبع والفردية، كما أنه يشبع بعض الحاجات النفسية، كالحاجة إلى الاحترام وتقدير الذات.
خامساً: عمل تطوعي:
ومن المجالات التي يمكنك أن تستثمر فيها الإجازة، أن تحرص على أن يكون لك دور في العمل التطوعي، فهو باب كبير لخدمة مجتمعك وعون من حولك، وباب كبير لرضا الله تعالى، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من قرب يوم القيامة..” (رواه مسلم).
ومن نماذج الأعمال التطوعية التي يمكنك أن تقوم بها:
1- العمل من خلال إحدى الجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات المختلفة للناس.
2- أن تكون وسيط خير بين الأغنياء والأسر المحتاجة في حيّك.
3- تعليم قواعد القراءة والكتابة لمن لا يجيدها من الصغار أو الكبار.
4- مساعدة كفيف في الاستماع لأحد الكتب.
5- تحفيظ الصغار للقرآن الكريم.
6- المشاركة في بعض القوافل الدعوية.
7- المساهمة في منتدى أو موقع أو غرفة دعوية أو مسجد الحي.
8- كتابة أو جمع رسائل دعوية وإرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وغير ذلك من أبواب التطوع التي لا تحصى ولا تعد.
سادساً: ترويح واستجمام:
الأصل في الإجازة الصيفية أنها مخصصة للترويح والاستجمام من عناء عام دراسي طويل، وهذا أمر مطلوب حتى لا تمل النفس، ففي الأثر: “روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إِذا كلت عَمِيَت”.
وأبواب الترويح المباح كثيرة ومتنوعة، فمنها على سبيل المثال:
– السفر والسياحة وألعاب الكرة باختلاف أشكالها.
– الصيد والقنص.
– المخيمات والرحلات القصيرة الداخلية.. إلخ.
فاختر منها ما يناسبك ويسعدك وأدرجه في خطتك.
واحرص على أن يخلو ترويحك واستجمامك مما يخالف الشرع، وأخلص النية فيه، حتى يكون لعبك وجدك كله لله.