في الخامس عشر من شهر تموز/يوليو الحالي، أصدرت حركة حماس بياناً، وافقت فيه على المشاركة في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجاء في بيان حماس:
“انطلاقاً من حرص حركة حماس على ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا وقضيتنا الوطنية، فإن الحركة ترى ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع، وتجديد هيئاتها استناداً إلى الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني.”
وأكد البيان أن الحركة ستعمل “على إنجاح الانتخابات وتسهيل إجرائها بما يخدم مصلحة شعبنا وقضيتنا وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها.”
وشددت على “أهمية العملية الديمقراطية الفلسطينية من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.”
وكانت حركة حماس قد فازت بأغلبية المقاعد والمجالس البلدية في الانتخابات التي جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة، في أواخر عام 2005م وأوائل عام 2006م، لكن السلطة الفلسطينية حلت هذه المجالس عام 2007م في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة، وعينت مجالس بلدية محسوبة عليها.
وعام 2012م أجرت السلطة انتخابات بلدية رفضت حماس المشاركة فيها.
واليوم وافقت حماس على المشاركة في هذه الانتخابات وحددت إطاراً عاماً ملتزم بالنزاهة والاختيار الحر، وستشارك حماس في الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وهناك عدة عوامل دفعت حماس لهذه المشاركة أهمها تجديد دماء المجالس البلدية، وتوسيع قاعدة المشاركة، وضم كفاءات جديدة، والرغبة في تحسين ظروف الخدمات، والتأكيد على إرادة حقيقية في معالجة ما يسمى بالانقسام.
وأعلنت الحركة بشكل واضح موقفها السياسي إذ دعت إلى إتمام المصالحة وإجراء انتخابات حرة تطال جميع الأطر البرلمانية والتمثيلية والرئاسية.
وتسعى الحركة اليوم إلى وضع معايير لخوض الانتخابات البلدية تقوم على القوائم الموسعة واستقطاب الكفاءات والتركيز على خدمة المجتمع والانفتاح على العائلات واختيار شخصيات مهنية قادرة على تقديم أداء جيد للمجتمع.
ومن المتوقع أن تكون حماس منفتحة في اللوائح البلدية على شريحة سياسية واجتماعية واسعة.
لكن من غير المتوقع أن تكون هناك تحالفات مع حركة فتح أو مع التيار المحسوب على محمد دحلان.
وإذ تخوض حماس الانتخابات بهذه الرؤية، فإن حركة فتح تعاني من إشكاليات ظهرت على السطح، من خلال عمليات إطلاق النار التي استهدفت عدداً من المرشحين في الضفة الغربية.
وذهب محللون فلسطينيون إلى القول: إن السلطة الفلسطينية قررت إجراء الانتخابات البلدية، وفي اعتقادها أن حماس ستقاطعها، لكنها فوجئت بموقف حماس الإيجابي.
وذهب هؤلاء إلى القول: إن موقف حماس هذا قد يجبر السلطة على إلغاء الانتخابات، بسبب وضع حركة فتح المنقسم وقدرة حماس على المنافسة.