ما زالت جرائم التمييز والعنصرية تتواصل ضد المسلمين في عدد من الدول الأوروبية، وفق رصد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي استنكر جريمة جديدة ضد مسلمي فرنسا ووجود تغذية ممنهجة للكراهية في إسبانيا، مؤكداً أن الحلول موجودة لمثل تلك الجرائم، لكن المستفيد حتى الآن من التأخر هو اليمين المتطرف.
تصاعد للجرائم
واستنكر المرصد، في بيان حديث، تدنيس عشرات القبور الخاصة بالمسلمين في مدينة ميلوز بشمال شرق فرنسا، مؤكداً أن ما حدث عمل بغيض يأتي بالتزامن مع تصاعد الجرائم العنصرية ضد المسلمين في عدد من الدول الأوروبية.
ونشرت وسائل إعلام فرنسية صوراً للقبور التي تعرضت للتخريب، حيث اقتلع المخربون الأزهار المزروعة على القبور وخربوا شواهدها.
ووفق هذه التقارير الإعلامية، وصف المجلس الإقليمي للديانة الإسلامية عمل التخريب هذا بـ”الجبان والبغيض”، مؤكداً أهمية بذل السلطات كل ما في وسعها لإلقاء القبض على مرتكبي هذا العمل الدنيء وتقديمهم للعدالة.
واتهم مرصد الأزهر الشريف بمصر اليمين المتطرف بتغذية مثل تلك الجرائم.
هناك تصاعد في الجرائم ضد المسلمين بأوروبا
وقال المرصد: إن هذا العمل البغض هو نتاج خطاب الكراهية الذي يبثه اليمين المتصف في عقول مؤيديه دون مراعاة لحرمة الأموات وقدسية دور العبادة مما يزكي التعصب والتطرف.
وكان المرصد أكد، في أغسطس الماضي، أن هناك تصاعداً في مؤشر “الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين”، وأعمال التمييز والعداء للأجانب، للعام الثاني على التوالي في فرنسا، موضحاً أن ذلك مؤشر مقلق للغاية، وعائق أمام السلم المجتمعي.
تغذية ممنهجة
وفي إسبانيا، كشف مرصد الأزهر عن تقرير قدمه الباحث الإسباني خابيير ليساكا، إلى البرلمان الأوروبي، أكد وجود تغذية ممنهجة لبث الكراهية ضد المسلمين وآخرين عبر عشرات المنصات الإلكترونية المخصَّصة لصياغة رسائل الكراهية.
ووفق التقرير، فإن السمة الغالبة على محتوى هذه المواقع هي انعدام الشفافية، خصوصًا فيما يتعلَّق بهُويَّة القائمين عليها ومصادر تمويلها، إضافة إلى صعوبة التخلُّص من هذا المحتوى العدائي؛ لكونه لا يُنشر عبر المنصات المعروفة مثل “فيسبوك”، و”تويتر”، وغيرهما من المنصات التي تخضع للمراقبة، وإنما يتخفَّى في مواقع تحمل شعارات مناهضة للعلم أو للأنظمة.
من جانبه، جدد رصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من استغلال المتطرفين فكريًّا وسلوكيًّا المواقعَ المختلفة عبر الإنترنت لنشر خطاب الكراهية وبثّ الفرقة المجتمعية.
وثمن المرصد الدراسات المنصفة التي تبحث في أصل مشكلة الخطاب العدائي وأسبابه الحقيقية، مؤكداً أهمية أن تنجح تلك الدراسة وأمثالها في توضيح الصورة الصحيحة عن العلاقات بين الأديان، والانتصار على كل ما من شأنه أن يكدِّر صفو المجتمعات ويؤجِّج الفتن.
تقرير إسباني: هناك عشرات المواقع التي تغذي الكراهية
وكان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أبلغ، الخميس الماضي، لورين كريتز، المستشارة السياسية والمسؤولة عن ملف مصر بإدارة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، خلاصة أبحاث المرصد في مواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتفنيد الشبهات التي تبثُّها الجماعات الإرهابية.
كما عرض مشرفو الوحدات أحدث إصدارات المرصد التي تناولت عددًا من القضايا، مثل: التطرف، اللاجئين، وخطاب الكراهية، إلى جانب التوصيات التي توصل إليها باحثو المرصد لحل إشكالات يعاني منها عدد من الدول الأوروبية.