– مصدر أمني مطلع: بغداد تلقت تهديداً مباشراً من أمريكا عقب إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء
أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة، أمس الثلاثاء، عن اتخاذها إجراءات ميدانية مشددة لإيقاف الهجمات على البعثات الدبلوماسية والمنشآت الحيوية في البلاد.
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح لـ”وكالة الأنباء العراقية” الرسمية: قمنا بعمل كبير من أجل إيقاف الهجمات على المنشآت والأهداف الحيوية للبلد، ومن ضمنها السفارات والبعثات الدبلوماسية، من خلال تفعيل الجهد الاستخباري والأمني.
وأضاف: الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها ستكون لها نتائج واضحة للعيان خلال الأيام القليلة المقبلة.
تهديد أمريكي صريح
شهود عيان أكدوا لـ”المجتمع” أن آلافاً من قوات الأمن العراقية التي تتبع قيادة عمليات بغداد، وجهازي الأمن الوطني والاستخبارات، انتشروا في محيط العاصمة مشكلين دوريات راجلة، ومقيمين حواجز أمنية متنقلة، بهدف تطبيق الخطة الأمنية الجديدة.
من جهته، كشف مصدر أمني مطلع في وزارة الدفاع العراقية لـ”المجتمع”، أن بغداد تلقت تهديداً مباشراً من الولايات المتحدة الأمريكية، عقب إطلاق مجهولين، مساء الأحد الماضي، صواريخ من نوع كاتيوشا على المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، كانت تستهدف السفارة الأمريكية فيها، دون وقوع إصابات بشرية.
وبحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية المعلومات، فإن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير يار الله، تلقى اتصالاً من قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكينزي أبلغه فيه أن بلاده لن تنتظر حتى يصاب أو يقتل أحد موظفي السفارة الأميركية ليقوموا بالرد، تنفيذاً لتهديد الرئيس دونالد ترمب الذي هدد إيران برد مزلزل في حال مقتل أي مواطن أمريكي.
وأضاف المصدر: أن ماكينزي طالب بتقديم منفذي الهجوم للمحاكمة وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب المعمول به في العراق، وأن تتخذ القوات العراقية إجراءات حاسمة لمنع تكرار الهجمات، وإلا سيكون هناك رد فعل أمريكي على غرار الهجوم الذي تم رداً على قصف معسكر التاجي الذي يضم جنوداً أمريكيين في مارس الماضي.
وعلى إثر التهديد الأمريكي، أعلن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مساء الإثنين الماضي، أن قوات الأمن ألقت القبض على مجموعة يشتبه في ضلوعها بالقصف الصاروخي.
ووصف رئيس الحكومة العراقية الهجمات بالإرهابية، بخلاف ما درجت عليه الحكومة في تصريحاتها سابقاً، التي دأبت على وصف مثل هذه الهجمات بـ”الإجرامية” بدل “الإرهابية”، وهو ما دفع المراقبين للاعتقاد بأن متغيراً مهماً طرأ على طريقة تعامل المؤسسات الرسمية مع الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة التي بدأت بمعارضة الوجود الأمريكي، منذ مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ورئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في هجوم أمريكي مطلع العام الجاري.
تنصل من المسؤولية
الفصائل المسلحة التي هددت في الماضي واشنطن ما لم تسحب قواتها من العراق، تنصلت بالجملة من المسؤولية عن الهجمات، خشية من ضربات أمريكية انتقامية.
وقال الصحفي العراقي فارس السنجاري لـ”المجتمع”: إن أبرز الفصائل المرتبطة بإيران، وهي: كتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وكتائب النجباء، وكتائب الإمام علي، أكدت عدم وقوفها خلف هجمات الأحد الماضي على المنطقة الخضراء.
ورجح السنجاري أن يكون الهجوم قد نفذ من مسلحين من داخل هذه الجماعات رافضين لقرار التهدئة الذي اتخذ لحين انتهاء ولاية ترمب وتسلم بايدن الرئاسة في يناير القادم، مؤكداً أن بعض الفصائل داخل الحشد الشعبي لا تلتزم بأوامر قياداتها.
وتابع: أن سبب الهجوم هو اقتراب ذكرى اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لذلك قامت هذه العناصر بقرار فردي بتنفيذ الهجوم على السفارة الأمريكية، معتبراً الحدث أمراً خطيراً للغاية، فوجود مجاميع غير منضبطة تحمل سلاحاً فتاكاً يفتح الباب على أسوء الاحتمالات التي يمكن تخيل حدوثها في العراق أمنياً وسياسياً.
السنجاري كشف أن بحوزته معلومات، تؤكد أن الكاظمي طلب من فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، مشاركة وحدات أمنية من الحشد في الخطة الأمنية المزمع تنفيذها في العاصمة بغداد، لمنع حدوث أي احتكاك أو توتر بين القوات الأمنية الرسمية وأي جماعة من الفصائل المسلحة.
ويتوقع مراقبون أن تتكرر الهجمات الصاروخية على السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، بحلول الذكرى السنوية الأولى بعد أيام لاغتيال سليماني، والمهندس، وتخشى الحكومة العراقية من أن مقتل أي جندي أو دبلوماسي أمريكي سيؤدي إلى هجمات أمريكية قد تكون غير مسبوقة.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كشفت في نوفمبر الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أبلغ مستشاريه بأنه مستعد لإصدار أوامر برد مدمر إذا قتل أي أمريكي في هجمات منسوبة إلى إيران، بعد يوم واحد من اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في عملية نوعية اتهم بها “الموساد” الصهيوني.