معاملة جنود الاحتلال مع المشاركين في المسيرات المناهضة ضد الاستيطان يمكن وصفها بالانتقام العنصري، الذي يرتقي إلى جريمة حرب.
مراد شتيوي منسق المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، استخدم الاحتلال بحقه الكلاب البوليسية التي نهشت لحمه بأنيابها، بتوثيق من الصحافة الأجنبية.
مشهد متكرر
قال شتيوي: الانتهاكات في المسيرات التي يمارسها جنود الاحتلال بحق المشاركين في المسيرات الشعبية المقاومة للاستيطان ولجدار لا يتم توثيقها، وما يتم توثيقه هو النزر اليسير، كما حدث معي ومع الناشط المسن خيري حنون قبل أيام.
وأضاف: الانتهاكات متعمدة، وهدفها عنصري انتقامي يمارسه الضباط قبل الجنود، فهو يأتي من قيادات عليا في جيش الاحتلال، وليس حدثاً عابراً كما يحاول الاحتلال ترويجه للعالم.
وتابع قائلاً: نحن أمام مشهد يتكرر شبه يومي بحق المشاركين في مسيرات سلمية مناهضة للاستيطان.
ونجا الناشط المسن خيري حنون (60 عاماً) من بلدة عنبتا شرق طولكرم، من محاولة إعدام متعمد أثناء مشاركته في مسيرة قرية شوفة جنوب طولكرم المهددة أراضيها بالمصادرة لإقامة منطقة صناعية للمستوطنين.
إعدام بصمت
تحدث حنون وآثار الاعتداء على جسده ورقبته ووجهه في مقابلة معه عن المشهد المروع الذي تعرض له من قبل جنود الاحتلال والدعس على رقبته بقوة من قبل جندي احتلالي بهدف قتله والتخلص منه، قائلاً: الضابط المسؤول يعرفني وهددني بالقتل مرات سابقة، كوني أشارك في مسيرات وفعاليات ضد الجدار والاستيطان في كل المناطق، وأرتدي الزي الفلسطيني (الحطة والعقال والقمباز) خلال مشاركتي في الفعاليات المناهضة للجدار والاستيطان والفعاليات المساندة للأسرى.
وأضاف: بعد انتهاء فعالية شوفه جنوب طولكرم المناهضة لقرار الاحتلال بمصادرة مئات الدونمات لإقامة منطقة صناعية استيطانية في المكان، قام عدد من الجنود بإلقاء القنابل على الشبان، فصرخت عليهم، عندها هاجموني وسمعت الضابط يأمرهم بضربي والتخلص مني وطردي، وقام أحد الجنود بوضع يده على رقبتي وألقاني بقوة على الأرض، ووضع الحذاء على رقبتي بقوة لمدة خمس دقائق، ولم أستطع التنفس، وكلما حاولت إبعاد الحذاء عن رقبتي زاد من عملية الضغط بقوة، عندها استسلمت وشعرت بدنو أجلي، وتذكرت الشرطي الأمريكي العنصري عندما قتل المواطن الأمريكي الأسود بهذه الطريقة، فالموت كان قريباً مني، حتى إنني شعرت بعدم القدرة على الحركة والتنفس، وبعد محاولة الشباب إبعاد حذاء الجندي عن رقبتي استطعت التقاط بعض الأنفاس، وشعرت بعودة روحي إلى جسدي، وبقي الجنود حولي وقاموا بإنزالي من مركبة تابعة لوزارة هيئة مقاومة الجدار وسحبي على الأرض بقوة، ووضعوا القيود في يدي بالرغم من تردي حالتي، وبعد فترة تركوني على الأرض حتى قدوم سيارة الإسعاف.
وتابع خيري حديثه قائلاً: خطابي للضابط قبل الاعتداء عليّ كان فحواه أنني ابن فلسطين، وابن هذه الأرض، أما أنت فقادم من أفريقيا أو مناطق أخرى، فأنت وجنودك الغرباء ونحن أصحاب الأرض، لذا قرر الانتقام مني وضربي بوحشية من خلال المشهد الذي جرى معي، فهم يقومون بتصويري في كل مرة ويستهدفونني، فأنا في كل فعالية ضد الاحتلال، وهذه المرة أرادوا إعدامي بصمت بدون رصاص من خلال عملية خنق متعمدة.
وقال حنون: آخر كلمات الضابط لي: “سأقتلك المرة القادمة”، وردي عليه كان على الفور: “سأبقى في كل مرة حتى لو قتلتموني”، فهذا الرد هو تأكيد على عشقنا للأرض، والأرض تحتاج منا كل تضحية.
ولفت حنون قائلاً: قبل فعالية شوفة جنوب طولكرم ضد الاستيطان، كنت في فعالية تضامنية مع الأسرى وسط مدينة طولكرم، فالاحتلال لا يرغب بوجود شخصيات تقف في وجهه وتفضح مخططاته.