كما كان متوقعاً، صادق الاحتلال الصهيوني على المخطط التهويدي الذي يستهدف تهويد أجزاء من الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وإقامة منشآت للمستوطنين عليه ضمن الحرب التي تستهدف إسلامية وحضارة وتاريخ الحرم الإبراهيمي.
المخطط التهويدي للحرم يتضمن الاستيلاء على أروقة الحرم الإبراهيمي الجنوبية الشرقية، وإقامة مصعد كهربائي للمستوطنين، وقد تم المصادقة على هذا المخطط بشكل نهائي، وفق ما أعلن وزير الحربي الصهيوني نفتالي بنت الذي كشف عن أن هناك سلسلة من مشاريع الاستيطان ستنفذ في مدينة الخليل بهدف تهويدها.
تغيير ملامح الحرم
ويقول في هذا الصدد مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان لـ”المجتمع”: إن إقامة مصعد كهربائي للمستوطنين وشق طريق في أروقة الحرم للمستوطنين من أجل استخدامه للوصول واقتحام الحرم جريمة بشعة تهدف لتغيير ملامح الحرم الإبراهيمي الإسلامية، والسيطرة على أجزاء منه وصولاً إلى المدرسة الإبراهيمية، والسيطرة كذلك على قلب البلدة القديمة، وسوق الخضار وشارع الشهداء، ما يحدث هو عملية تهويد مبرمجة تستهدف كل الحرم الإبراهيمي.
وأشار حمدان إلى أن مخطط التهويد يعد انتهاكاً لكل المواثيق والأعراف الدولية، خاصة أن منظمة “اليونسكو” قد أدرجت الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة على لائحة التراث العالمي.
ولفت حمدان إلى أن الاحتلال يواصل منع عمل أكثر من 1100 محل تجاري ومنشأة في قلب مدينة الخليل، ويسمح للمستوطنين بالعمل على تهويد المنطقة من خلال الاستيلاء على منازل وعقارات الفلسطينيين.
جريمة بحق الأماكن المقدسة
من جانبه، قال راتب الجبور، منسق هيئة الاستيطان والجدار جنوب الضفة المحتلة، لـ”المجتمع”: إن الاحتلال كثف من عمليات الاستيطان والتهويد في مدينة الخليل التي أقام الاحتلال على أراضيها نحو 40 مستوطنة وبؤرة استيطانية، حيث يحيط بالحرم الإبراهيمي بخمس بؤر استيطانية، كما استولت قوات الاحتلال على أراضٍ تقع في قلب مدينة الخليل لإقامة حي استيطاني يضم العشرات من الوحدات الاستيطانية لإسكان المستوطنين.
وأكد الجبور أن ما يتعرض له الحرم الإبراهيمي هو عملية تهويد شاملة تستهدف تغيير ملامحه وكل مكوناته وتزوير تاريخه وحضارته، وإقامة المصعد الجديد للمستوطنين سيؤدي إلى شق طريق، وهذا الطريق سيمر من منطقة الحرم وعقارات الفلسطينيين، ويعني الاستيلاء عليها، وكل ذلك هدفه طمس المعالم العربية والإسلامية للحرم الإبراهيمي.
من جانبها، قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية: إن مخطط الاحتلال بإقامة المصعد الكهربائي في قلب الحرم الإبراهيمي جريمة مكتملة الأركان تأتي ضمن الحرب على الأماكن المقدسة والحضارية، خاصة إذا علمنا أن الاحتلال منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف العام الماضي نحو 800 مرة، مطالبة “اليونسكو” بالتدخل العاجل لوقف المجزرة الحضارية والتاريخية التي تستهدف الحرم الإبراهيمي من قبل الاحتلال.