– قرية صاحب السمو من دعائم مسيرة الخير والعطاء المستمرة وأحد جسور التعاون المستمر بين الكويت وإندونيسيا
– التوجيهات السامية بدعم مسيرة العمل الخيري لها أكبر الأثر في تعزيز مكانة الكويت وتنمية علاقاتها بشعوب العالم
– العمل الخيري أثبت أنه عمل دبلوماسي شعبي بكل المقاييس وهو من مفاخر دولة الكويت وقيادتها وشعبها
– من عوامل نجاح العمل الخيري تأصّله في نفوس أبناء الكويت وحرصهم على تطويره ومأسسته جيلاً بعد جيل
– الجهود الخيرية الرائدة تندرج ضمن الواجب الإنساني الذي يعبّر عنه الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعباً
تضطلع سفارات دولة الكويت في الخارج بدور كبير في دعم مسيرة العمل الخيري، وهو ما تعده البلاد ركيزة أساسية لسياستها الخارجية وإحدى أذرعها وملامح قوّتها الناعمة في بناء علاقاتها مع الشعوب.
وتعنى السفارات بالتنسيق مع الوفود الإغاثية والإنسانية بدءاً من استقبالها في المطارات وتسهيل مهماتها والمشاركة في افتتاح المشاريع الخيرية، وتيسير إجراءات تحويل الأموال من وزارة الخارجية إلى الجمعيات الخيرية، وإعداد حفلات لاستقبال تلك الوفود.
وتسعى السفارة الكويتية في إندونيسيا جاهدة إلى رفع اسم الكويت عالياً في سماء العمل الإنساني وإبراز دورها الحضاري، وتقديم الدعم المباشر للأعمال والبرامج والمشاريع الخيرية لمؤسسات العمل الخيري.
وفي هذا الإطار، حاورنا السفير عبدالوهاب عبدالله الصقر، سفير دولة الكويت في إندونيسيا، وأحد الرموز الدبلوماسية البارزة حول رؤيته للعمل الخيري ودور سفارته وأركانها في دعم هذا الملف، سيما أنه يتابع هذا النشاط بنفسه، ويقطع المسافات الطويلة للمشاركة في فعالياته وفق شهادة مسؤولين في العمل الخيري، وفيما يلي نص الحوار:
التوجيهات السامية
لتوجيهات سمو الأمير أثر كبير في تعزيز الدور الإنساني للجمعيات الخيرية الكويتية تجاه المجتمعات الفقيرة في العالم، من واقع خبرتكم ومتابعاتكم بل ودعمكم لهذا الملف الإنساني، إلى أي مدى أسهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة الكويت وتنمية علاقاتها بشعوب العالم؟
– لا شك أن التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه– بدعم مسيرة العمل الخيري لها أكبر الأثر في تعزيز مكانة الكويت وتنمية علاقاتها بشعوب العالم، وأن سموه هو الأب والحاضن الكبير للعمل الخيري وأهله في دولتنا الحبيبة الكويت، وتقديراً لما قدّمته دولة الكويت من مساعدات وأعمال خيرية وصلت إلى جميع أصقاع العالم، عمدت الأمم المتحدة إلى تتويج تلك الجهود بتسميتها الكويت مركزاً عالمياً للعمل الإنساني، وإطلاق لقب قائد الإنسانية على سمو أمير البلاد، حيث يحرص سموه على دعم أعمال الخير الكويتية التي امتدت إلى معظم أرجاء الأرض.
وفي هذا الاتجاه، تتصدّر الدبلوماسية الإنسانية لدولة الكويت في الجمهورية الإندونيسية مجالات التعاون الثنائي، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية أكثر من ربع مليار دولار أمريكي، ولا تكاد تتوقف الجمعيات الخيرية الكويتية الرسمية والأهلية عن إطلاق مبادراتها ومشاريعها الإنسانية مستهدفة دعم الشرائح الفقيرة.
للسفارة الكويتية في إندونيسيا دور رائد في تسهيل المهمات الإنسانية للجمعيات الخيرية الكويتية، ما طبيعة هذا الدور؟ وإلى أي مدى تشكّل هذه الشراكة بين مؤسسات العمل الخيري ووزارة الخارجية ممثلة في سفاراتها مقوماً من مقومات نجاح هذه المؤسسات في أداء عملها الإنساني؟
– تفتخر سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية الإندونيسية بأن تكون جسراً وحلقة تواصل بين المؤسسات الخيرية الكويتية ونظيرتها الإندونيسية لتسهيل عمليات تدشين مشاريع العمل الخيري، وهو الأمر الذي أكسب دولة الكويت سمعة عالمية طيبة لكونها من أكثر الدول نشاطاً في مجال العمل الخيري بمختلف أنحاء العالم، ولا ريب أن هذا الدور للسفارات من عوامل نجاح الرسالة الإنسانية للمؤسسات الخيرية.
من واقع خبرتكم في التعاون والتنسيق مع الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية، كيف تقيّمون أداء هذه المؤسسات؟ وإلى أي مدى تقوم بدورها المنشود في توصيل المساعدات لمستحقيها؟
– من واقع خبرتي في التعاون والتنسيق مع الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية، أرى أن أداء هذه المؤسسات ممتاز، وأنها تقوم بدورها المنشود في تقديم وتوصيل المساعدات لمستحقيها بكل نزاهة وأمانة.
بين الحين والآخر يحاول بعض المغرضين الربط بين العمل الخيري والإرهاب دون سند أو دليل، كيف ترى هذا الأمر من واقع خبرتكم بالمجال الخيري؟
– لا يكف بعض المغرضين عن محاولة الربط بين العمل الخيري والإرهاب، إلا أن مثل هذا الربط من واقع التجربة والشهادة لا أساس له، فالسفارة الكويتية في جاكرتا على سبيل المثال تقوم بدورها لضمان إيصال مبادرات سمو الأمير وشعب الكويت إلى المستحقين في الجمهورية الإندونيسية، والسفارة تعد حائط صد لمنع أي محاولات من العبث بالأموال وتحويلها إلى الجهات المشبوهة كاستغلال الأموال في تمويل الإرهاب وتشويه سمعة البلدين الصديقين وسمعة الإسلام.
قرى خيرية
قرية صاحب السمو واحدة من المشاريع الإنسانية الكبرى التي دشنتها المؤسسات الخيرية الكويتية في إندونيسيا، كيف تقيّم رسالة هذه القرية؟ وإلى أي مدى أسهمت في مساعدة الأيتام؟
– بفضل الله دشن أهل الكويت في الجمهورية الإندونيسية حتى الآن ثلاث قرى خيرية، الأولى قرية المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- في مدينة باندا آتشيه في محافظة آتشيه، والثانية قرية حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- في مدينة غاروت في جاوة الغربية، والثالثة قرية الكويت الخيرية في مدينة سيرانغ في محافظة بانتين.
وتأتي قرية صاحب السمو في مدينة غاروت الإندونيسية لتكون بمثابة دعامة من دعائم مسيرة الخير والعطاء المستمرة، ومَعْلماً من معالم جسور التعاون المستمر بين الدولتين الصديقتين دولة الكويت والجمهورية الإندونيسية، تكمن فيها رسالة إنسانية سامية تساهم في مساعدة الأيتام، حيث إنها قرية إنسانية خيرية تعليمية متكاملة بُنيت حرصاً من سموه على دعم واستمرار تلك الأعمال الإنسانية.
البعض يرى أن العمل الخيري هو عمل دبلوماسي شعبي بالنظر إلى عراقته ومخرجاته ودوره في تخفيف معاناة الشعوب، إلى أي مدى ترى واقعية هذا الطرح؟ وما مسوّغات ذلك؟
– العمل الخيري أثبت أنه عمل دبلوماسي شعبي بكل المقاييس، وهو من مفاخر دولة الكويت؛ أميراً وحكومة وشعباً وجمعيات ومؤسسات وأفراداً، وبإذن الله لن تتوقف مسيرة الخير عن هذا العطاء، لحب الشعب الكويتي للعمل الخيري وحرصه على تخفيف معاناة الشعوب الفقيرة.
في تقديركم، ما أهم عوامل نجاح العمل الخيري الكويتي وانتشاره في مختلف أنحاء العالم؟
– من أهم عوامل نجاح العمل الخيري الكويتي وانتشاره في مختلف أنحاء العالم، هو أن العمل الخيري في الكويت متأصل في نفوس أبنائها الذين عملوا على تطويره ومأسسته جيلاً بعد جيل، حتى أصبحت دولة الكويت منارة للعمل الخيري بين دول العالم في تخفيف معاناة الشعوب وبلسمة جراحاتها.
كما أن هذه الجهود الخيرية الرائدة تندرج ضمن الواجب الإنساني الذي يعبّر عنه الموقف الرسمي لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً، وهذا من أهم عوامل نجاح المسيرة الخيرية.
من واقع شهادتكم على العمل الخيري، ما رسائلكم للفئات التالية: القائمون على العمل الخيري، المتبرعون؟
– رسالتي للقائمين على العمل الخيري الكويتي والمتبرعين الكرام، هي رسالة شكر وتقدير واستحسان لجهودهم النبيلة وتبرعاتهم السخية الكريمة في أنحاء العالم، التي تندرج ضمن الواجب الإنساني الذي يعبّر عنه الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعباً، وندعو الله تعالى أن يتقبّل ذلك البذل في صحائف أعمالهم.
كيف ترصدون ردود فعل المسؤولين في إندونيسيا تجاه دولة الكويت والعمل الخيري الكويتي والشعب الكويتي؟
– ردود فعل المسؤولين في إندونيسيا تجاه دولة الكويت والعمل الخيري الكويتي والشعب الكويتي بشكل عام إيجابية وبناءة وداعمة لهذا التوجه الإنساني.
كيف تقيّم أداء الجمعية الإندونيسية الكويتية ودورها في الإشراف على قرية صاحب السمو بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية؟
– أداء الجمعية الخيرية المشتركة الكويتية الإندونيسية يمتاز بالنشاط الملحوظ، حيث يقوم إداريو الجمعية، وعلى رأسهم م. أحمد الهولي بدورهم المنشود في الإشراف على قرية صاحب السمو -حفظه الله ورعاه- بالشراكة مع جمعية بيت الخيرية الإندونيسية بتوجيهات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
كما أن هناك تواصلاً مستمراً بين الجمعية والسفارة للتعاون وتنسيق الجهود.
وفي هذا الإطار، نقترح إنشاء مكتب تمثيلي دائم تابع للجمعية الخيرية المشتركة الكويتية الإندونيسية لتغطية الأعمال الخيرية والإنسانية في إندونيسيا والدول الأعضاء الأخرى في الآسيان (ماليزيا وسنغافورة وبروناي والفلبين وتايلند وفيتنام وكمبوديا وميانمار ولاوس)، وذلك نظراً لتنامي النشاط الخيري والإنساني في عموم دول الآسيان.
بعيداً عن قيد السؤال؟ هل من إضافات أخرى؟
– من المهم تأطير العمل الإنساني والخيري في الجمهورية الإندونيسية، وذلك عبر توقيع مذكرة تفاهم أو ما شابه، وذلك نظراً لضخامة حجم المبالغ التي يتم توزيعها داخل المجتمع الإندونيسي.
كما نأمل أيضاً تفعيل الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين لمتابعة وتأكيد اهتمام دولة الكويت بتلك المساعدات الإنسانية، والعمل علي تأطيرها، وأن العمل الإنساني في حالة نشاط دؤوب بين البلدين، سواء على المستوى الحكومي أو الأهلي.
وقد لاحظت السفارة في جاكرتا عدم تفاعل بعض المسؤولين الإندونيسيين المختصين مع العمل الإنساني الكويتي بسبب غياب مثل هذا التأطير الرسمي، على الرغم من الإشادات الكبيرة والملحوظة من قِبل المتلقين لهذه المساعدات من القطاع الأهلي الإندونيسي.
وهذا التأطير من شأنه متابعة العمل الخيري والإنساني من جانب الجهات الرسمية الإندونيسية، وتفعيل تواصلها مع الجهات المستفيدة من المساعدات الإنسانية الكويتية.
******************************
الهولي: كل الشكر والتقدير للسفير الصقر وأركان السفارة لحُسن تعاونهم
أعرب رئيس الجمعية الإندونيسية الكويتية الخيرية المهندس أحمد الهولي عن خالص الشكر والتقدير للسفير عبدالوهاب الصقر؛ لحُسن تعاونه وحرصه على تقديم جميع التسهيلات للوفود الخيرية، واستقبالها بكل حفاوة وتشجيع، وحثها على العمل بشفافية، والحرص على رفع اسم الكويت.
وقال الهولي -المشرف على قرية صاحب السمو في إندونيسيا- في تصريح صحفي: إن السفير الصقر هو سفير خير لبلد الخير، وهو رجل دبلوماسي فريد يمثّل بلده أحسن تمثيل، ويعكس صورة مشرّفة في متابعة الأعمال الخيرية والإشراف عليها بنفسه، لافتاً إلى أنه يقطع المسافات الطويلة حباً في عمل الخير وحرصاً على إسعاد الأيتام والفقراء والمساكين في إندونيسيا، وسعياً إلى إبراز الصورة الإنسانية المشرقة للكويت.
وتابع: كلنا في حقل العمل الخيري نقدّر جهوده المخلصة وعمله الدائم والدؤوب لتسهيل عمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية من أجل الارتقاء بالعمل الإنساني في الكويت أسوة بأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكداً أن هذا الدور الإنساني يُسهم في تمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ويضع جهوده في خدمة العمل الخيري وتذليل جميع الصعوبات بكل شفافية.
كما أعرب عن شكره لأعضاء السلك الدبلوماسي في السفارة، وهم: عبدالله الفضلي، وفواز البراك، وعبدالوهاب السّنان، وفيصل الجيران، وحمد الزّويّر، وجميع طاقم السفارة على جهودهم الدؤوبة.