يعود مشهد مبنى باب الرحمة في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى للظهور من جديد بعد إجراءات شرطة الاحتلال بحق المصلين قبل أيام واعتقالهم ومحاولتهم إزالة السجاد بداخله وبعض المقتنيات.
وقام المصلون بفتح باب مبنى الرحمة المغلق منذ عام 2003م في السادس عشر من فبراير الماضي رغماً عن إجراءات شرطة الاحتلال التي طالت كل من يقوم بفتح الباب، وتم إشغاله في شهر رمضان، بالرغم من تحذيرات الاحتلال وقرارات المحاكم الإسرائيلية التي تضمنت منع الصلاة فيه.
وتوافق الموقف الرسمي من قبل دائرة الأوقاف والحكومة الأردنية مع الموقف الشعبي، وبقي حتى الآن مبنى باب الرحمة مفتوحاً حتى قيام شرطة الاحتلال قبل أيام باستفزاز المصلين.
لن يغلق
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري في اتصال معه: مبنى باب الرحمة لن يغلق، وسيبقى مفتوحاً بالرغم من استفزازات شرطة الاحتلال واعتقال المصلين ومصادرتهم لبعض المقتنيات داخل مبنى باب الرحمة، وعلى الاحتلال أن يأخذ العبر من معركة البوابات الإلكترونية، وكيف استطاع أهل القدس ومعهم كل الأحرار في رفض البوابات وإزالتها، فمبنى باب الرحمة سيبقى مفتوحاً وستقام الصلوات فيه، وشرطة الاحتلال ليس لها أي سلطة على المبنى، وهو ملك للمسلمين كسائر المصليات في المسجد الأقصى، وأي تصرف أرعن من قبل الاحتلال سيقود إلى رد فعل لا يحمد عقباه، وهذا التدخل من قبل شرطة الاحتلال تدخُّل ليس له علاقة بالقانون، فالمرجعية الرسمية هي دائرة الأوقاف وما تمثله من ولاية على المسجد، وعمليات جس النبض من قبل شرطة الاحتلال بتحريض من الجماعات المتطرفة مصيرها الفشل، فالمقدسيون ومعهم كل المسلمين مصممون على إقامة الصلوات داخل مبنى الرحمة وإعماره وإشغاله، فهو حق خالص للمسلمين.
تحقيق رغبات 27 منظمة صهيونية
أما الخبير المقدسي د. جمال عمرو، فقال في حديث معه: يريد الاحتلال أن يحقق رغبات أكثر من 27 منظمة صهيونية متطرفة في إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى على مساحة 12 دونماً، ومن ضمنها مبنى باب الرحمة الذي سيكون قبالة قبة الصخرة، فهذا المخطط تم العمل على التحضير له منذ سنوات، وخطوة فتح باب مبنى الرحمة من قبل المصلين أحبطت هذا المخطط المرعب.
تفاصيل المخطط
وأضاف: تفاصيل المخطط أن يستغني المقتحمون من المستوطنين من الدخول إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة مروراً بالمسجد القبلي والمصلى المرواني حتى باب مبنى الرحمة بفتح باب من مقبرة الرحمة مباشرة إلى مبنى باب الرحمة وإقامة كنيس هناك، وهناك تحضيرات تم العمل عليها لتحقيق هذا المخطط من خلال مصادرة دونمات من مقبرة باب الرحمة حتى تكون مساراً تلمودياً إلى داخل المنطقة الشرقية، فالناصر صلاح الدين الأيوبي أغلق باب الرحمة لأنها منطقة رخوة بالنسبة للمسجد الأقصى، ويسهل اقتحام المسجد إبان الغزو الصليبي للقدس، ويدرس الاحتلال التاريخ جيداً، ويعلم علم اليقين أن أسهل منطقة للسيطرة على المنطقة الشرقية ومبنى باب الرحمة هو فتح باب الرحمة المغلق والدخول إليه مباشرة من مقبرة باب الرحمة، وقد تم التحضير أيضاً إلى مسار آخر يلتقي مع هذا المسار، وهو السيطرة على المنطقة القريبة من برج اللقلق وتنظيف المكان ليكون جاهزاً باتجاه باب الأسباط وباب الرحمة، وكذلك من السماء إقامة تلفريك يمر من المنطقة، فهذه الاستعدادات على الأرض تشير إلى أن مبنى باب الرحمة أصبح في مرمى النيران الإسرائيلية، وأن سكوت الاحتلال مرحلي لإنجاز التجهيزات الخارجية قبل التنفيذ الفعلي داخل مبنى الرحمة والمنطقة الشرقية وإقامة كنيس قدس الأقداس.
يشار إلى أن شرطة الاحتلال قامت بمصادرة مقتنيات مبنى باب الرحمة من خزائن وسواتر خشبية وسجاد وألقت بها خارج المبنى.