شهدت مصر إدانة واسعة خلال الساعات الأخيرة لوقوع ثالث حادث إرهابي بارز تشهده البلاد خلال 4 أيام، مساء الإثنين 18 فبراير، بالتزامن مع مطالبات بالتصحيح الوطني وفتح منافذ التغيير السلمي وعدم الاقتصار على المواجهة الأمنية فقط التي نالها أسئلة عبر مدى احترافيتها في ضبط الإرهابيين بعد الحادث الأخير.
وقال الكاتب المعارض وأحد ممثلي جماعة الإخوان في “الجبهة الوطنية المصرية” قطب العربي في تصريح خاص لـ”المجتمع”: هذه الأعمال الإرهابية المدانة لا تنال من النظام ولكنها تقويه، حيث إنه يحسن استثمارها وتوظيفها لطلب المزيد من الدعم الدولي باعتباره يحارب الإرهاب نيابة عن العالم كما يدعي.
وأضاف أن هذه الأعمال الإرهابية التي تقتل أبرياء سواء مدنيين أو شرطيين لا يمكن أن تُحدث تغييراً، بل إنها تنشر مزيداً من الخوف في المجتمع يدفعه للتمسك بالقائم، والحقيقة أن النظام نفسه يسهم في تهيئة التربة لنمو وازدهار الإرهاب عبر سده لكل منافذ التغيير السلمي وآخرها تعديل الدستور بما يغلق باب الأمل الذي كان قائماً، ولكن ذلك لا يبرر بأي حال اللجوء للإرهاب كوسيلة للتغيير.
من جانبه، ندد الأزهر الشريف في بيانه، اليوم الثلاثاء، بالتفجير الإرهابي، مشيداً بما أسماه “يقظة رجال الأمن” ونجاحهم في اكتشاف وملاحقة هذا الإرهابي، مشدداً على وقوف أبناء الشعب المصري خلف مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن في جهودها من أجل اجتثاث فلول عصابات الإرهاب من جذورها، وهو ذات الموقف الذي تبناه مفتي مصر الشيخ شوقي علام، وفق بيان له، كذلك طالب فيه الشعب المصري بالوقوف سوياً ضد أعداء الوطن.
من جانبه، قال حزب التجمع اليساري في بيان اطلعنا عليه: “لم يجد الإرهابي محترف القتل سوى الهروب بعملية انتحارية، ليخسر بعمليته الانتحارية هذه كل شيء”، مؤكداً ضرورة الاصطفاف الوطني على طريق المواجهة الشاملة للعنف والتطرف والإرهاب، فكرياً وسياسياً وثقافياً وأمنياً، الأمر الذي يتطلب بناء وحدة صلبة بين الشعب وقواته المسلحة والأمنية وقوته الناعمة من مثقفيه وحركته السياسية والثقافية والفنية.
وفي تعليق لحزب “مستقبل وطن” على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال: الإرهاب عدونا الأول.. حربنا معه طويلة ومستمرة، والنصر فيها يقين!
وفي سياق متصل، تساءل نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي حول عدم احترافية الشرطة في القبض على الإرهابي، رافضين لطريقة القبض “البدائية” التي ظهرت في فيديو تفجير الإرهابي لنفسه.
وأعربت الإعلامية إيمان عبدالمنعم في تغريدة لها على “فيسبوك” عن دهشتها من القبض على إرهابي معه متفجرات في منطقة مكدسة بالسكان بطريقة وصفتها بالبدائية، متسائلة: ألا يوجد قناص يستهدفه في مخه أو قلبه، ألا يوجد كمين ينتظره في نهاية الشارع؟! أين احترافية الداخلية؟!
وتساءل الناشط الإعلامي محمد شحاتة عن توقيت التفجير ودلالاته قائلاً في تدوينة (كانت بلغة عامية مصرية) على “فيسبوك”: لماذا الآن؟ ما الفكرة في اختيار التوقيت بعد أن تحدث الإعلامي عمرو أديب أول أمس عن وجود عمليات إرهابية ستنفذ كي تمنع التعديلات الدستورية؟ أليس تحرك الشاب من منطقة الاستقامة بعد فشل محاولته الأولى إلى وسط القاهرة.. أليس هذا تقصيراً أمنياً، وأن عمليات البحث عنه كانت ضعيفة؟!
ثالث حادث
وكانت وزارة الداخلية المصرية، أعلنت مساء أمس الإثنين، مقتل شرطيين اثنين، وإصابة 3 ضباط إثر تفجير عبوة ناسفة كانت بحوزة أحد المطاردين الذي قتل على الفور، وذلك قرب الجامع الأزهر وسط العاصمة، القاهرة، وبالتحديد في منطقة الدرب الأحمر، فيما أمر النائب العام المصري، نبيل صادق، في بيان، بفتح تحقيق عاجل في تفجير منطقة الدرب الأحمر.
وبحسب ما هو مرصود، فإن هذا ثالث حادث بارز تشهده البلاد خلال 4 أيام، حيث وقع تفجير إرهابي بالجيزة الجمعة الماضية، أعقبه تفجير إرهابي لحاجز أمني في سيناء أسفر عن إصابة ومقتل 15 عسكرياً، وذلك بعد أيام من انطلاق برلمان مصر في مناقشات تعديلات بالدستور المصري، تتيح مد فترة الرئاسة من 4 سنوات إلى 6، ووضع مادة انتقالية للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.
ووفق معلومات متواترة على موقع التواصل الاجتماعي في مصر، فإن منفذ تفجير الدرب الأحمر يدعى الحسن عبدالله (مصري ويحمل الجنسية الأمريكية)، ويبلغ من العمر 37 سنة، ووالده يعمل طبيباً في أمريكا ويذهب إليه ويأتي للقاهرة بشكل طبيعي حسب شهود العيان وحديث الشاب للجيران، وكان يستأجر شقة بالقرب من منطقة التفجير قبل العودة في وقت لاحق للولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما كان يخبر جيرانه.