– أبو يوسف: السلطة الفلسطينية رفعت مذكرة احتجاج عاجلة لمجلس الأمن الدولي
– عطا الله: الاحتلال بدأ عملياً بتفكيك السلطة الفلسطينية وتغييرها إلى الإدارة المدنية
أثارت التهديدات الصهيونية التي أطلقها المستوطنون باغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة من ردود الأفعال الفلسطينية الغاضبة، خاصة وأن تلك التهديدات تتزامن مع عمليات تصعيد ميدانية من قبل الاحتلال الذي نفذ سلسلة من عمليات اقتحام لمدينة رام الله في أوسع عمليات اقتحام له منذ عدة أشهر.
وقد دفع تصاعد تهديدات الاحتلال والمستوطنين ضد الرئيس عباس السلطة الفلسطينية بالإعلان عن عزمها توجيه مذكرة احتجاج رسمية لمجلس الأمن الدولي خلال الأيام القادمة، للمطالبة بإدانة تلك الأعمال التي تحرض على القتل والكراهية والعنف، وضرورة التدخل الدولي العاجل لحماية الشعب الفلسطيني.
حكومة إرهاب تدعم القتل
وقال عضو تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن التهديدات التي أطلقها مجموعات من المستوطنين بالتحريض على اغتيال الرئيس عباس تهديدات جدية وليست عبثية، وإن حكومة نتنياهو هي بالأصل حكومة مستوطنين وإرهاب تحرض على القتل والعنف والإرهاب، وعملية استباحتها للمدن الفلسطينية تطور خطير بالتزامن مع تحريض المستوطنين، قد ينذر بانفجار الأوضاع بشكل شامل في الأراضي الفلسطينية.
وأكد أبو يوسف أن الخارجية الفلسطينية وفي ظل التهديد باغتيال الرئيس عباس قررت تقديم مذكرة احتجاج رسمية لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة؛ احتجاجاً على لغة التحريض بالقتل والكراهية التي تغذيها حكومة نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني.
مقدمة لتصفية السلطة
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله أكد لـ”المجتمع” أن المستهدف من التهديدات الإسرائيلية ليس الرئيس عباس فحسب، بل السلطة الفلسطينية ككيان تريد “إسرائيل” تفكيكه وتغييره إلى الإدارة المدينة الإسرائيلية، وهذا بدأ عملياً على الأرض من خلال تقزيم السلطة الفلسطينية وسحب صلاحياتها في بعض المناطق خاصة في القدس، التي تم فيها إغلاق كافة المؤسسات التي تتبع للسلطة الفلسطينية واعتقال شخصيات وازنة مثل محافظ القدس ووزير شؤون القدس.
ولفت عطا الله إلى أن حكومة اليمين في “إسرائيل” وحتى أحزاب الوسط واليسار لا تريد إقامة دولة فلسطينية، وهم يعملون على الاستمرار في تقزيم الوجود الفلسطيني وتشكيل حل قائم على الحكم الذاتي وحصر الوجود الفلسطيني في المناطق السكنية الموجودة حالياً في الضفة المحتلة، لافتاً إلى أن عملية الاجتياح الأخيرة لمدينة رام الله واقتحام رموز المؤسسة الفلسطينية من وكالات أنباء ووزارات هو برهان على مخططات الاحتلال الهادفة لتصفية عمل السلطة الفلسطينية تدريجياً.
وعلى صعيد متصل، حذر المجلس الوطني الفلسطيني من نتائج حملات التحريض الإسرائيلية المسعورة التي تستهدف حياة الرئيس عباس، بسبب ثباته في مواجهة كل من يحاول المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد المجلس الوطني في بيان له أن تلك الحملات التي أطلقها المستوطنون الذين تقودهم حكومة نتنياهو لاغتيال الرئيس عباس ترجمة للغة التهديد والوعيد والضغط السياسي والاقتصادي والميداني الذي يُمارس على السلطة الفلسطينية منذ إعلان رفضها القاطع لـ”صفقة القرن”، التي تهدف لتصفية الحقوق الفلسطينية في العودة والدولة، وعاصمتها مدينة القدس.
ما حقيقة ملصقات التحريض
وقد نشرت مجموعات من المستوطنين ملصقات تحمل وجه الرئيس محمود عباس في مرمى بندقية مرفقة بعبارة “اغتيال ممولي الإرهاب” باللغة العبرية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، يوم الثلاثاء الماضي، في إطار حملة أطلقتها مجموعة يمين متطرف إسرائيلية يطلق عليها مجموعات “ديرخ حاييم” الاستيطانية، وتم وضع الملصقات داخل مستوطنات، في محطات حافلات وعلى طرق في الضفة المحتلة من قبل تلك المجموعات.