تستعد العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لاستضافة قمة مجموعة دول العشرين، يعتزم خلالها زعماء بلدان المجموعة توسيع التجارة الحرة على الصعيد العالمي، رغم التوتر الاقتصادي المتصاعد عالميا.
وتنعقد القمة الاقتصادية العالمية، في ظل المواجهة التجارية التي تشهدها الولايات المتحدة والصين، اللتان تعدان من أكبر اقتصادات العالم.
وسيحتم هذا التوتر بين البلدين على الزعماء المشاركين في القمة، الحديث عن مساعي إيقاف الحروب التجارية حول العالم كله.
ومن المنتظر أن تنطلق أعمال قمة دول العشرين في الفترة بين 30 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري والأول من ديسمبر / كانون الأول المقبل.
وفي مقابل سياسات التجارة الوقائية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من المتوقع أن يوجه زعماء باقي الدول المشاركة في القمة، دعوة إلى تعاون اقتصادي وتجارة عادلة قائمة على القوانين الدولية.
ومن اللافت في نسخة هذا العام من قمة مجموعة العشرين، انعقادها عقب الاجتماع الأخير لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، الذي لم يعلن فيه بيان ختامي بسبب الخلافات بين بكين وواشنطن.
ومنذ تسلمها الرئاسة الدورية لمجموعة دول العشرين من ألمانيا في الأول من ديسمبر / كانون الأول 2017، بدأت الأرجنتين العمل حول أزمات عالمية، مثل تسهيل التجارة، ونظام فرض الضرائب.
إلا أن القمة ستركز بشكل رئيس هذا العام على مناقشة 3 قضايا هي: مستقبل العمل، واستثمارات البنية التحتية للتنمية، والمستقبل الغذائي المستدام.
ومن المنتظر أيضا أن يناقش زعماء دول المجموعة التي تمثل 75 في المائة من التجارة العالمية، قضايا أخرى مثل الاقتصاد العالمي، وتحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن، ومشاركة القطاع الخاص في استثمارات البنية التحتية.
كما سيتم التطرق إلى قضايا بنية القطاع المالي الدولي، والضرائب الدولية، وعدم المساواة، والتوظيف، والتجارة الحرة، وممارسة الرقابة على الأسواق المالية، فضلا عن قضايا الإرهاب والهجرة.
كما ستشهد قمة العشرين التي تستهدف إيجاد الحلول للأزمات العالمية، مناقشة قضايا غير اقتصادية، مثل أزمة اللجوء، والتوترات الجيوسياسية، وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا التي ترغب في الخروج منه، وجيش أوروبا الجديد.
أما على صعيد الدول المشاركة في قمة مجموعة دول العشرين لهذا العام في “بوينس آيرس”، فستحضر كل من تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، والأرجنتين.
كذلك ستحضر بلدان أستراليا، والبرازيل، والصين، وإندونيسيا، والهند، وروسيا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، وجمهورية جنوب إفريقيا، والسعودية، فيما يشارك الاتحاد الأوروبي في قائمة المؤسسات الدولية.
كما أن هناك مؤسسات ومنظمات دولية تشارك باستمرار في اجتماعات قمة العشرين، مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، والأمم المتحدة.
وبإمكان الدول المضيفة لقمة العشرين توجيه دعوة إلى بلدان أخرى من خارج المجموعة، ومنظمات دولية أيضا، وفي هذا الإطار تشارك تشيلي وهولندا في قمة العشرين لهذا العام بناء على دعوة من الأرجنتين.
ومن المرتقب أن يمثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده في القمة التي تنطلق الجمعة المقبلة.
يشار إلى أن مجموعة العشرين تأسست عام 1999 بهدف تفعيل التعاون لمواجهة الأزمات العالمية، وتضم بلدانها ثلثي عدد سكان العالم، فيما تمثل 90 بالمائة من إجمالي الناتج العالمي.