إنهم يحاربون الله.. فهم مهزومون[1]


في قُطر مسلم أفريقي يواجه المتدينون شتى صنوف التعسف والتعذيب من السلطات الحاكمة، فمنذ شهرين تشن الحكومة حملة اعتقالات ضد الشباب المتدين بتهم باطلة ليس لها أي أساس من الواقع، وقد زاد عدد المعتقلين عن ألفي معتقل حتى الآن، وتشمل الاعتقالات الرجال والنساء، أما التهم فهي: اللحية بالنسبة للرجال، والحجاب بالنسبة للنساء؛ لأنها مظهر من مظاهر التدين، والأمر المثير للضمائر والوجدان أنه يتم في ذلك البلد احتجاز الشباب مع الفتيات في سجون جماعية مع إجبارهم على التعري، وقد نقل بعض الثقات أنه تم الاعتداء على عفاف النساء في سجون تلك الدولة من قبل أزلام السلطة، وقد علمنا أنهم أخرجوا النساء من بيوتهن عراة من الملابس وأوقفوهن أمام بيوتهن أمام المارة.

ولم يقف التعسف عند هذا الحد، بل والأدهى والأمر أن أجهزة الشرطة تقبض على كل ملتح وتعتقله لمدة ثلاثة أيام ولا يفرج عنه إلا بالكفر بالله ومسبة الخالق جل جلاله عما يفعله الطغاة.

وقد علمت «المجتمع» أن أحد أئمة المساجد وهو رجل طاعن في السن وجهت إليه ثلاث تهم اعتقل من أجلها، وهذه التهم هي: إطلاق لحيته، وتحجب زوجته، وحيازته لكتب إسلامية!

أليس هذا هو الإجرام والظلم؟! ألا يذكرنا هذا بفعل أبي جهل، والوليد بن المغيرة في صدر الدعوة الإسلامية، عندما كانوا يطلبون من آل ياسر أن يشتموا الإسلام ويسبوا محمداً صلى الله عليه وسلم.

إننا إذ نستنكر ممارسات تلك الدولة تجاه المتدينين، لا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذ على يد ذلك المسؤول الظالم، وأن ينقذ المسلمين من شروره ومن شرور زمرته الفاسدة الحاقدين على الإسلام والمسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصحف الفرنسية احتجت على تلك الممارسات المنكرة اللا إنسانية التي تتم في ذلك القُطر المسلم، وإننا نبتهل إلى الله في هذا الشهر المبارك أن يزلزل الأرض تحت أقدام أولئك الطغاة، وأن ينصر المسلمين عليهم نصراً مؤزراً.


[1] العدد (817)، عام 1987م، ص26.

Exit mobile version