إخواننا في الجمهوريات الإسلامية ما زالوا بحاجة ماسة للعون[1]


بعد عودته من جولة في دول آسيا الوسطى..

عبد الله علي المطوع لـ “المجتمع”:

أجرى الحوار- عادل الزايد:

بعد عودته ضمن وفد رأسه يوسف جاسم الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضوية أحمد سعد الجاسر، وزير الأوقاف السابق، وعبدالقادر العجيل، مدير بيت الزكاة الكويتي، لموسكو وعدد من جمهوريات آسيا الوسطى، التقت «المجتمع» مع عبد الله العلي المطوع، رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي ومجلة «المجتمع»، ودار معه هذا الحوار:

< نود عم أبا بدر أن تطلعوا الإخوة القراء حول رحلتكم الأخيرة لدول آسيا الوسطى وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة؟

– كنت ضمن وفد يتكون من الإخوة الأفاضل: يوسف الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والأخ أحمد سعد الجاسر، وكلاهما وزيرا أوقاف سابقان، والأخ عبد القادر العجيل، مدير بيت الزكاة، وكان رئيس الوفد يوسف جاسم الحجي الذي يمثل اللجنة المشتركة للإغاثة.

هذا الوفد ذهب برحلة استطلاعية لمجموعة من دول الاتحاد السوفييتي السابقة، ابتداء من موسكو، ثم طفنا بعدد من الجمهوريات، وخلال هذه الزيارة قمنا بزيارة  عدد من المشاريع الإسلامية (كالمساجد والمدارس) التي قام بها أهل الخير من أهل الكويت الأفاضل، والتقينا ببعض الشخصيات الإسلامية في تلك المناطق، وتعاونا في بناء وتكملة بعض المشاريع من مدارس ومساجد، وزرنا على الطبيعة دور العلم التي يتلقى فيها الشباب المسلم دروساً في القرآن الكريم والتوجيه الإسلامي، ففي هذه الدول هناك حاجة ماسة لهذه الدروس، بسبب جهل الناس بالإسلام، وإجبار الناس على البعد عن دينهم وعقيدتهم وقيمهم الإسلامية إبان الحكم الشيوعي.

وقد تعرض أبناء تلك الجمهوريات في فترة الحكم الشيوعي إلى القتل والتعذيب والتنكيل في سبيل تعلم أمور دينهم، وقد نفي عدد كبير منهم إلى سجون سيبيريا، وعلى الرغم من كل ذلك كان حبهم لله ولرسوله أغلى عليهم حتى من أنفسهم، فلطالما تعرض العديد منهم للقتل لوجود مصحف في منزله أو لقيامه بتعليم أبناء المسلمين لأصول دينهم، ورغم كل هذه الظروف استطاعوا أن يكوّنوا مدارس سرية لتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية، وقد التقينا بعدد كبير من خريجي تلك المدارس السرية حيث يتكلمون اللغة العربية الفصحى، وعدد كبير منهم يحفظ القرآن الكريم، وتجد هؤلاء الآن هم الذين يقومون بالاهتمام بأبناء المسلمين وتدريسهم وإنشاء المدارس لهم.

وهذه الزيارة كانت في حقيقتها زيارة استطلاعية لعلنا نتعاون ونعين إخواننا هناك الذين ما زالوا بحاجة ماسة للعون، فهم لا يزالون يتعرضون لمضايقات من بعض حكومات تلك الدول، التي وإن غيّرت نظام الحكم فيها، ولكن أولئك الأشخاص هم أولئك الأشخاص الشيوعيون الذين كانوا يسيطرون على الحكم ما زالوا يسيطرون على الحكم في تلك البلاد، مع إعطاء بعض الحريات المعدودة، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع الكرب ويزيل الغمة ويبزغ فجر الإسلام من تلك الأصقاع التي كان لها التاريخ الطيب كطشقند، وسمرقند، وبخارى وغيرها التي خرّجت لنا الإمام البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من رجالات العالم الإسلامي الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في مؤلفاتهم وتقصيهم للأحاديث الصحاح ونشرهم للمفاهيم الإسلامية.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين إخواننا في دول مجلس التعاون ودول العالم الإسلامي في دعمهم، فهم يتعرضون لمؤامرات صليبية وصهيونية على جميع المستويات، فنرجو الله سبحانه وتعالى أن تتكاتف الجهود كي نعين إخواننا هناك في محنتهم، وهم بلا شك سوف يكونون عوناً للأمة الإسلامية في نهضتها المرتقبة.

< هناك دعوة من المركز الإسلامي بأكسفورد لتجديد مسجد الإمام البخاري، فما وجهة نظركم في هذه الدعوة؟

– نرجو الله أن تجد كل دعوة مخلصة لإنشاء وإعادة إعمار بيوت الله أياً كان مصدرها أن تلقى كل صدى وتعاون ودعم، ونتمنى لهذه الدعوة خاصة كل توفيق.

< واجه العمل الخيري في الكويت بالآونة الأخيرة ارتفاعاً في حدة التهجم عليه وعلى القائمين عليه، فما تعليقكم على هذا الأمر؟

– هذا أمر ليس بجديد أو مستحدث، إنما أعداء الله في كل زمان ومكان يحاولون التصدي للحركات الإسلامية والوقوف ضد أيادي الخير التي تمتد لإعانة المسلمين هنا وهناك، وهذه الدعوات الظالمة التي تنطلق من بعض الأفواه ما هي إلا امتداد لتاريخ الحقد ضد الإسلام عبر التاريخ، والقرآن خير شاهد على ذلك، فالله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ. وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ) (المطففين:29-31).

لكن الكَرَّة بإذن الله للمسلمين أن يضحكوا على هؤلاء في الدنيا والآخرة، فالمولى تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7).

وفي اعتقادي، أنه كلما زاد التضييق والتهجم على العمل الخيري فإنما هذا دليل نجاح، وإنه وصل إلى مستوى يوجع أعداء الله سبحانه وتعالى، فعلينا جميعاً ألا تأخذنا في الله لومة لائم، وأن نعمل في سبيل الله لا يصدنا عن ديننا وعن عقيدتنا وعن توجهنا الإسلامي أي مغرض أو أي صاد عن سبيل الله، ولنحتسب كل ذلك عند الله سبحانه وتعالى.

تم نشر هذا اللقاء في العدد: (1056)-عام 1993م – صـ10

Exit mobile version