مجلة «المجتمع» وُجدت لمناصرة الحق والعدل في ظل المُثل الإسلامية[1]


بمناسبة مرور 17 عاماً على صدور مجلة «المجتمع»..

رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي علي المطوع:

مجلة «المجتمع» وُجدت لمناصرة الحق والعدل في ظل المُثل الإسلامية

بمناسبة مرور سبعة عشر عاماً على مسيرة الخير والحق والإيمان، ارتأت هيئة التحرير في المجلة إجراء حوار مع رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الأخ عبدالله علي المطوع، الرجل الذي عايش المجلة منذ أول عدد صدرت فيه، وكان له فضل السبق مع إخوانه في مجلس الإدارة عام 1970م في إصدار هذه المجلة التي كانت ومنذ عددها الأول المنبر المدوي والكلمة الحرة الصادقة، تصدح بالحق في وجه الباطل، ماذا يقول رئيس الجمعية حول هذه المسيرة الخيرة لمجلة «المجتمع» عبر تاريخها؟

هذا ما سنراه في هذا الحوار:

كيف انبثقت فكرة إصدار مجلة «المجتمع»؟ ومتى كان ذلك؟

– بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم الدين، ورداً على هذا السؤال أقول:

إن فكرة إصدار مجلة إسلامية بالكويت فكرة قديمة تعود إلى أيام جمعية الإرشاد الإسلامي، وقد انبثقت الفكرة بدافع إرشاد شباب هذا المجتمع إلى ما فيه خير دنياهم ودينهم وفعلاً أصدرت جمعية الإرشاد الإسلامي آنذاك مجلة باسم «الإرشاد»، ولما توقفت الجمعية انقطع إصدار المجلة لفترة من الزمن، ثم عندما أسسنا جمعية الإصلاح الاجتماعي التي تعتبر امتداداً بأهدافها لجمعية الإرشاد السابقة فكرنا بضرورة أن تكون لهذه الجمعية مجلة إسلامية تتبنى القضايا الإسلامية وتلتزم بالإسلام عقيدة ومنهجاً، وتسير سيراً مبدئياً على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة انطلاقاً من قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) “النحل:125”.

من هم أصحاب فكرة إصدار مجلة «المجتمع»؟

– الحقيقة أن أصحاب الفكرة هم الإخوة أعضاء مجلس الإدارة، فبناء على رغبة جميع الأعضاء على أن يكون لهذه الجمعية الإسلامية صوت يعبر عن أهدافها وأنشطتها ودعوتها.. صوت يدعو الناس إلى البر والخير وعمل الخيرات والابتعاد عما يسخط الله.. وهكذا تنادى الإخوة في مجلس الإدارة جميعاً بضرورة إصدار مجلة إسلامية أسبوعية إلى أن تصبح يومية إن شاء الله، وأذكر أن أعضاء مجلس الإدارة آنذاك كانوا هم الإخوة الأفاضل: يوسف جاسم الحجي، يوسف عبدالله النفيسي، علي عبدالعزيز الخضير، حمود سليمان المضيان، يوسف غنام الرشيد، محمد علي الدخان، أحمد عبدالقادر محمد، عبدالرحمن منصور الزامل، أحمد إبراهيم المديني، مشاري محمد البداح، علي فهد الرجيب، وكنت أنا أحد الأعضاء أيضاً.

كيف حصلتم على رخصة إصدار مجلة «المجتمع»؟ ومتى كان ذلك؟

– طبعاً قبل تحصيل الرخصة سبق اتصال بالمسؤولين في ذلك الوقت، وقد تجاوب المسؤولون معنا على ضرورة إصدار مجلة تمثل أطرافاً كثيرة في البلد، فلا بد للاتجاه الإسلامي من مجلة أو جريدة تعبر عن آرائه وأهدافه، هذا وقد صدر ترخيص الوزارة المعنية، وكانت آنذاك تسمى وزارة «الإرشاد والأنباء»، وذلك بتاريخ 11 شعبان 1389هـ/ 22 أكتوبر 1969م.

وهل صدرت «المجتمع» في التاريخ نفسه؟

– لا، لقد احتاج الأمر التريث بعض الوقت، حتى يتم الإعداد اللازم لإصدار المجلة، إلى أن أقبلت سنة هجرية جديدة حملت معها صدور العدد الأول لـ “المجتمع”، وذلك بتاريخ 9 المحرم 1390هـ/ 17 مارس 1970م.

ترخيص المجلة يحدد أنها إسلامية أسبوعية، فماذا يشمل هذا الترخيص؟

– يقول الرسول |: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، من هنا فإن كلمة إسلامية الواردة في الترخيص شاملة؛ تعني أن المجلة تتبنى القضايا الإسلامية وتدافع عن المسلمين وحقوقهم وعن الأقليات الإسلامية المضطهدة في كثير من بلدان العالم، وهذا ما انتهجته «المجتمع»، وفي إطار هذه المهمة أيضاً                     لـ “المجتمع” تكافح ضد الغزو الصليبي والغزو الشيوعي والأفكار الهدامة، وهذا ما قامت به المجلة منذ 17 عاماً، وهي ولله الحمد تسير لتحقيق أهدافها وأداء رسالتها وفقاً للمفهوم الإسلامي ووفقاً للترخيص الذي حصلت عليه.

هل هناك أهداف محددة توجه سياسة «المجتمع»؟

– نعم، هناك أهداف توجه سياسة «المجتمع»، وتنطلق كلها من الالتزام بالإسلام عقيدة ومنهجاً، وتوضح للناس أحكامه ومبادئه، وتدعوهم للعمل بها بالحكمة والموعظة الحسنة؛ {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (يوسف: 108).

تكافح الرذيلة وتقاوم الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمحرمات كالمسكرات والبغاء والميسر والربا؛ قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) “آل عمران: 104”. 

ترشد الشباب إلى طريق الحق والاستقامة وتحثهم على شغل أوقات فراغهم بما يفيد وينفع.

تقدم المناهج الصالحة في كل الشؤون كالتربية والإعلام بما يعود بالخير على الصالح العام وفقاً للتشريع الإسلامي.

تحث على التمسك بالأخلاق الفاضلة وتشجع أعمال البر والخير.

تناصر الحق والعدل في ظل المُثل الإسلامية، وتعرض قضايا المجتمع وتطالب بحلها على ضوء الإسلام.

جمع الأمة على مبادئ الإسلام، ودعوتها للتمسك به عقيدة ومنهجاً وسلوكاً.

تحارب الاستعمارية والصهيونية والتبشير والإلحاد والإباحية.

تلتزم بالنقد الهادف البنَّاء، وتتجنب تجريح الأشخاص والهيئات.

معالجة مشكلات البلاد العربية والإسلامية بأسلوب حكيم، وعدم الدخول بصراع مع الحكومات أو التعرض للمسؤولين في هذه الدول.

جميع ما ينشر في المجلة يجب أن يكون منسجماً مع فكرتها الإسلامية؛ سواء كان ذلك في المقالات أو الصور أو الإعلانات، ويجب ألا تنشر المجلة كل ما يتعارض مع الإسلام؛ مثل صور النساء والصور الخليعة والمقالات الماجنة وغير ذلك.

تغطية الأخبار المحلية وخاصة الحكومية والتركيز على معالجة المشكلات المحلية.

دراسة ما يجدّ من أحداث ومعالجتها على ضوء الإسلام.

الاهتمام بأخبار العالم الإسلامي خاصة والمسلمين في كل مكان.

ما أبرز العقبات التي واجهتكم أثناء تأدية هذه الرسالة؟

– الحقيقة، هناك أمور ذات حساسية معينة وأمور أخرى لا تنشر في المجلة بالشكل الذي نرغب أن تنشر به، فأحياناً نشير إليها تلميحاً وأحياناً تصريحاً وفقاً لمقتضيات المصلحة الإسلامية العامة، ووفقاً للقوانين المرعية في الكويت، بحيث نسير بفضل الله سيراً متزناً متوازناً، وعلى الرغم من هذا فقد تعرضت المجلة في الماضي لإحالات للمحاكم لتناولها عدداً من القضايا بصراحة ووضوح، وكانت إحالتنا لمحكمة بدعوى أننا تحدثنا عن بعض الحكومات وبعض الممارسات التي لا يقرها الإسلام والإسلاميون والمسلمون جميعاً، لقد كنا نتحدث بالصراحة والوضوح، أما الطبطبة على الظهور والسكوت على أمور لا يمكن السكوت عليها، ولا يمكن الرد إلا بالوضوح من خلال استعمال الحكمة والموعظة الحسنة ما أمكن ذلك.

من هم رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على مجلة «المجتمع» خلال 17 سنة؟

– تعاقب على رئاسة تحرير المجلة ثلاثة من الإخوة الأفاضل، هم:

1- الأستاذ مشاري محمد البداح، وقد تولى رئاسة تحرير «المجتمع» منذ صدورها في 17 مارس 1970م، واستمر في ذلك حتى نهاية عام 1975م، حيث تفرغ الأخ مشاري لأعمال أخرى.

2- الأستاذ بدر سليمان القصار، حيث تولى رئاسة تحرير «المجتمع» بدءاً من 7 يناير 1976م، واستمر على ذلك ما يقارب أربع سنوات، حيث تفرغ بعدها لإتمام دراساته العليا في الخارج.

3- الأستاذ إسماعيل الشطي (رئيس التحرير الحالي)، وقد تسلم زمام المجلة في أكتوبر 1979م وما زال يشرف عليها ويديرها حتى الآن.

هؤلاء ثلاثة من الإخوة الأفاضل الذين ترأسوا مجلة «المجتمع»، وكان يساعدهم ويعينهم كثير من إخوانهم المتطوعين، جزاهم الله خيراً جميعاً.

هل كان رؤساء التحرير الثلاثة أعضاء في مجلس إدارة الجمعية؟

– نعم، جميع الإخوة رؤساء التحرير أعضاء في مجلس الإدارة ليشرف مجلس الإدارة من خلالهم على ما تنشره المجلة، وليحاسب رؤساء التحرير إذا أخطؤوا، وفعلاً حصلت أخطاء لا نبرّئ أنفسنا منها، ولكن تم تصحيح كل خطأ في حينه.

هل هناك سياسة ما يضعها مجلس إدارة جمعية الإصلاح وتدفع لرئيس التحرير للعمل من خلالها؟

– إن رئيس التحرير -دون شك- ملزم بسياسة مجلس إدارة الجمعية، ومطلوب منه تنفيذ ما يتعلق بتلك السياسة.

من أهم أبرز كتَّاب «المجتمع» طيلة سبعة عشر عاماً؟

– الكتَّاب الذين رفدوا «المجتمع» بمقالاتهم كثيرون، وهم من جميع أقطار العالم العربي والإسلامي، أولئك هم حملة الفكر الإسلامي الذين ساهمت كتاباتهم في إيجاد هذه الصحوة الإسلامية المباركة، ومن هؤلاء الكتَّاب والعلماء من قضى نحبه كالعلاَّمة الكويتي الشيخ عبدالله النوري، رحمه الله، والداعية الكبير المرحوم عمر التلمساني من مصر، والمفكر الإسلامي الكبير أبو الأعلى المودودي من باكستان، والاقتصادي الإسلامي الكبير المرحوم عيسى عبده من مصر.

وما زالت مقالات علماء الأمة تصلنا من مختلف أقطار العالم الإسلامي كمقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ أبي الحسن الندوي، والشيخ محمود الصواف، ود. يوسف القرضاوي.. وغيرهم، كذلك تنشر «المجتمع» بين الحين والآخر مقالات متنوعة لشخصيات إسلامية بارزة، مثل الإخوة الأفاضل: يوسف جاسم الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وأحمد بزيغ الياسين، رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي، والشيخ عبدالله العقيل، والمستشار سالم البهنساوي، وأ. أنور الجندي، ود. عبدالله رشوان، ود. علي جريشة، وأ. فتحي يكن، وأ. راشد الغنوشي، والشيخ عبدالسلام ياسين.. وطبعاً هناك كتَّاب كثيرون كتبوا في «المجتمع» وقد لا تسعف الذاكرة في هذه العجالة من ذكر أسمائهم جميعاً، وأنا أعتذر لكل من لم أذكر أسماءهم، ونأمل من سائر إخواننا الكرام حملة القلم الإسلامي أن يستمروا في تغطية حاجات شبابنا وأجيالنا القادمة بفكرهم النير وتوجيههم القويم.

من هم برأيك قراء «المجتمع»؟ وإلى أي شريحة في المجتمع ينتمون؟

– كل المجلات في العالم وليس «المجتمع» وحدها قراؤها من الشباب والمثقفين، وتنفرد «المجتمع» بأن كثيراً من قرائها من الشباب المثقف لمواكبتها لأخبار نشاطات الصحوة الإسلامية والدفاع عن حقوق المسلمين في كل مكان، فمن فضل العزيز الحكيم في الحقبة الأخيرة أن الصحوة الإسلامية تجذب الشباب وتدعوهم لتلقف وقراءة كل شيء يبحث في القضايا والمواضيع الإسلامية؛ على سبيل المثال، كان الكتاب الإسلامي أثناء الحرب العالمية الأخيرة وبعد الحرب ليس له وجود، أما الآن فتجد المكتبات ولله الحمد مليئة بالكتاب الإسلامي، والكتاب الإسلامي أنجح من أي كتاب يعرض في الأسواق لشدة الإقبال عليه من جمهور الشباب المتدين، والحمد لله هذه بشائر تبشر بخير، والوعي الإسلامي منتشر في البلاد الإسلامية بشكل عام، وإن شاء الله بالرغم مما تلاقيه هذه الصحوة من عنت في بعض الأقطار ومحاولة تحجيم في أقطار أخرى ومن مضايقات، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

هل تعتقد أن المجلة بعد 17 سنة من صدورها حققت أهدافها المرسومة؟

– الحقيقة، أن أهداف المجلة متجددة وفقاً لمقتضيات المصلحة والحاجة، فهي حققت قسماً كبيراً من أهدافها، ولكن الأهداف متجددة وفقاً للمتطلبات ووفقاً للأحداث، والمجلة مستمرة في تحقيق أهدافها إن شاء الله.

ذكرتم، في البداية، أنكم أصدرتم مجلة «المجتمع» أسبوعية على أمل أن تصبح يومية في المستقبل ومرت 17 سنة وما زالت أسبوعية؟

– الحقيقة أن القوانين الموجودة في وزارة الإعلام تحول دون أن تصدر صحيفة يومية في الوقت الحاضر، وقد طالبنا بتحويل مجلتنا إلى يومية والمطالبة موجودة لدى الجهات المسؤولة ونأمل أن نحصل على ترخيص بذلك في المستقبل إن شاء الله، حتى نقوم بتغطية تامة لكل ما يهم المسلمين في العالم.

يلاحظ قرَّاء «المجتمع» أن هناك فترة زمنية طويلة بين المقالات التي تنشر في المجلة باسمكم، فلماذا لا يكون لكم باب أسبوعي أو حتى زاوية؟

– الحقيقة، لا يمر كثير من أعداد «المجتمع» ليس لي فيه بعض الكلمات لا سيما زاوية «باختصار» وغيرها، وأحياناً أشترك في كتابة الافتتاحية وموضوعات أخرى، ولكن لا تظهر باسمي لأنني جزء من هذه المجلة، وبالأحرى لأن المجلة جزء من نشاط الجمعية التي أنا أحد أفرادها والجميع مشترك فيها، وليس هناك ضرورة لإبراز الاسم بقدر ما هو ضرورة للنصح والموضوعية والكلمة الطيبة، فالمقصود من ذلك هو إن شاء الله تحقيق الهدف وتحقيق الغاية والله سبحانه وتعالى هو الموفق.

شملت الصحوة الإسلامية المرأة في هذا العصر، وفي الكويت فتيات مسلمات بحاجة إلى ثقافة وتوعية خاصة، فهل تفكرون بإصدار ملحق خاص بالمرأة؟

– لا شك أن التفكير موجود، وإن شاء الله سنتمكن في المستقبل القريب من إصدار ملحق للمرأة والطفل أيضاً لما لذلك من فائدة كبيرة بإذن الله، فالمرأة بحاجة إلى ملحق يهتم بشؤونها بشكل خاص، والأطفال بحاجة إلى ملحق يبث في أذهانهم المُثل والأخلاق والمبادئ الإسلامية على اعتبار أنهم جيل المستقبل وركائزه الأساسية.

هناك من يتهم المجلة بأنها تهتم بقضية أفغانستان أكثر من قضية فلسطين، فكيف تردون على من يقول ذلك؟

– الحقيقة، هذا القول لا يقوله إلا متجنٍّ، والقضايا الإسلامية مثل قضية أفغانستان، وقضية فلسطين، وقضايا أخرى يعانيها المسلمون كمشكلة المسلمين في قبرص وبلغاريا، وفي كل مكان من أقطار العالم هي ضمن اهتماماتنا، وليس هناك تفرقة لدينا بين قضية إسلامية وأخرى؛ لأن جسم الأمة الإسلامية جسم واحد يتعرض لهجمات شرسة من أعداء الإسلام في عدة أماكن، وهدف المجلة الدفاع عن الأمة الإسلامية ككل، والتضامن مع المنكوبين والمضطهدين من أبنائها، على اعتبار أن هذا أمر يفرضه ديننا الحنيف، يقول الرسول |: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً».

بعض الصحف الصادرة في العالم الإسلامي تنهج نهجاً مادياً؛ مما ينعكس سلباً على الأمة الإسلامية، هل من نصيحة توجهونها لهذه الصحف؟

– أرجو من الصحف المحلية والصحف في البلاد العربية والإسلامية أن ترتفع جميعاً لمستوى المسؤولية، وتترك فيما تكتب فيها بعض الأقلام من سفاسف الأمور، وتترك فيما تنشر الإثارات واستعمال المرأة كوسيلة لإثارة غرائز الشباب، وعلى هذه الصحف أن تصحح المسار ابتغاء مرضاة الله، ولكن إذا كان الهدف هو الكسب المادي بأي شكل من الأشكال فمع الأسف ستكون صحافتنا متخلفة، وستصبح كالخنجر الذي يوجه لصدر الأمة، وما أكثر الصحف والمجلات المنتشرة في عالمنا العربي والإسلامي التي يجب أن ينتهي وجودها؛ لما لها من اتجاه يصادم العقيدة الإسلامية، ويعين أعداء الإسلام على تحقيق أهدافهم في ضياع القيم وضياع الأخلاق، والتطفل هنا وهناك على موائد الغير وعلى موائد الغرب والشرق التي لا تريد الخير لهذه الأمة، فنصيحتي للزملاء والإخوان في الصحف المنتشرة في البلاد العربية والإسلامية أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية في معالجة القضايا المطروحة بالمعالجة الطيبة والابتعاد عن تبني الأفكار الهدامة والمبادئ الضارة، هذا ما أرغب أن أوجهه كنصيحة للإخوان العاملين في الصحف الأخرى في هذه المناسبة الطيبة؛ وهي مرور 17 عاماً على صدور هذه المجلة.

هل لكم من كلمة توجيهية لقرَّاء «المجتمع»؟

– نعم، إنني أولاً باسم مجلس إدارة الجمعية، أشكر إخواننا القراء في كل مكان على تعاونهم ونصائحهم، وأعتذر إليهم عما حصل من أخطاء في السابق ومن تقصير، وأرجو أن يذكرنا الإخوان دائماً وأن ينصحوا إذا وجدوا ما يوجب النصح والتوجيه؛ لأن هذه المجلة مجلة الجميع، والصدر رحب إن شاء الله ومفتوح لتقبل جميع الملاحظات والتوجيهات، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يبارك جهودنا، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً لتحقيق الأهداف، والمضي فيما يرضيه سبحانه جل جلاله، ونأمل من إخواننا الكتَّاب والمحررين أيضاً أن يلتزموا بخط المجلة في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وإرشاد الناس إلى طريق الحق والخير والدفاع عن القضايا الإسلامية وفضح المخططات المعادية التي تحاول النيل من عقيدة هذه الأمة، والتصدي بكل حكمة وبكل حزم لكل من تسول له نفسه المساس بقيم الإسلام والتوجه الإسلامي والنيل من هذه الصحوة الإسلامية، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعاً لما يحب ويرضاه، وأن يجعلنا هداة مهتدين نعمل بإخلاص لإعلاء كلمته.

«المجتمع»: جزاكم الله خيراً، وندعو الله أن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والله الموفق.


[1] العدد (809)، عام 1987م، ص10.

Exit mobile version