شكوى للمسؤولين[1]


في كل مرة نكتب فيها للمسؤولين من أجل القضاء على ما يخدش سلامة الحياة في بلدنا المسلم الحبيب، ويعرض أمنه واستقراره للخطر، نأمل ونتوقع الاستجابة الطيبة.. ولا سيما إذا كان الموضوع يتعلق بمنع محاولات الإفساد التي يخطط لها البعض من أجل جر شباب هذا البلد المسلم إلى متاهات الفساد الخطيرة.

واليوم نرفع شكوى جديدة، وموضوعها هذه المرة: ذلك الغزو المنظم الذي يخطط له ويدعمه من لا يريد الخير للكويت ولا لمستقبل أجيالها ولا يحرص على أمنه واستقراره؛ والمتمثل بجلب تلك الفرق الماجنة وما معها من راقصات ومغنيات يستجلبن للكويت لنشر الفساد فيها، حيث صار المرء يرى على صفحات الصحف وبشكل دائم فرقاً تجيء وفرقاً تروح، والمتابع للصحف في الأسابيع الأخيرة يجد كثيراً من إعلانات الدعوة والإغراء لحضور السهرات الغنائية والراقصة الهابطة.. بل إن بعض الإعلانات المتعلقة بحفلات إحدى المغنيات اللبنانيات دعت شباب هذا الوطن لما أسمته «ختام ليالي العمر»، وذلك كما هو منشور في الصحف يوم 28 مايو 1988م.

إننا نتساءل: من الذي أحضر هذه الفرق، وآخرها فرقة «جان صقر اللبنانية» وغيرها؟ تلك الفرق، وذلك المجون الذي ذاقت لبنان الأمرين منها تنقل بشرورها وبمجونها لبلد آمن كالكويت!

كما أننا نتساءل: لماذا هذا الترويج الهائل للمغنية المدعوة ماجدة الرومي، حيث وصل سعر بطاقة دخول الحفلة في السوق السوداء إلى 50 ديناراً كويتياً!

إن المواطنين يتساءلون عن سر اجتلاب تلك الفرق في الوقت الذي يرفض شعبنا الكويتي المسلم ذلك؛ حيث إن ذلك الانفلات.. بل ذلك المجون.. أمر يوجب سخط الله سبحانه؛ لأنه مما حرمته الشريعة الإسلامية الغراء، فهل يريدون بذلك إعلان الحرب على بارئ السماوات والأرض؟ ومن المنتصر يا ترى في حرب تعلن على أوامر الله ونواهيه؟ أليس أولئك هم الأخسرون، وصدق الله العظيم، حيث قال: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) “الأنفال:25”.

كما أن الناس تتساءل أيضاً: من أين؟ وكيف حصلت تلك الفرق على سمات دخول الكويت؟ في الوقت الذي لا يستطيع كثير من الوافدين والمقيمين الحصول على بطاقة زيارة لأقاربهم، بل إن بعض الشركات المحلية تلاقي صعوبات في استقدام العمال والموظفين من البلاد العربية! أما الفرق الساقطة فإنها حصلت على إذن الدخول، كما حصلت على رخص إقامة حفلات الغناء والرقص الهابط… وهنا يكمن العجب! فمن الذي منح أولئك المفسدين سمات دخول الكويت ورخص إقامة حفلات الفساد في بلدنا المسلم؟ إن الإنسان ليبقى بحيرة من هذا الأمر، ولا سيما وأن الإشاعات تملأ الكويت اليوم حول دخول تلك الفرق ومن يقف وراءها! وهذا أمر لا يجوز أن يحصل، كما لا يجوز أن يسكت عليه وعلى ما يشبهه من الأمور التي لا يرضى عنها الله سبحانه، وهي مجلبة لسخطه وعقوبته عاجلاً في الدنيا وآجلاً في الآخرة.

ولا يفوتنا هنا أن نرفع شكوى أخرى عما يجري في برج في شارع أحمد الجابري، حيث يدير في قمته أحد المشبوهين مكاناً تمارس فيه فنون المعاصي المختلفة، وتذبح فيه الفضيلة، وذلك الرجل الماروني هو أحد الذين كان لهم دور طويل في مسلسل الإفساد في هذا البلد المسلم.

فكيف يحدث ذلك؟ ومن الذي سمح للبرج أيضاً بذلك الفساد؟

إننا نأمل استجابة المسؤولين استجابة كريمة، ونتوقع منهم أن يجتثوا جذور هذا الفساد والإفساد، وأن يمنعوا كل ما يعرّض وطننا الحبيب لما يفسد شبابه وأجياله.. ويعرضه لسخط الله سبحانه.

وصدق الله العظيم القائل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) “الحج:41”.

وقال جل من قائل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) “التوبة:71”.


[1] العدد (870)، عام 1988م، ص10.

Exit mobile version