المدارس التبشيرية خطر على أجيالنا ومستقبلنا.. متى أصبح المال أغلى من العرض؟![1]


[1] العدد (40)، عام 1970م، ص7.


ما لا شك فيه أن المدارس التبشيرية المنتشرة في البلاد العربية والإسلامية تكمن وراءها قوى الصليبية والاستعمار.

وهي تستهدف القضاء على الشخصية الإسلامية؛ وذلك ببذر بذور الأفكار والاتجاهات المنحرفة لتقويض الكيان الإسلامي، وإيجاد جيل بعيد عن الله، كافر بعقيدته، يسير وفق منهج رُبِّي عليه في مدارس صليبية حاقدة على الإسلام والمسلمين، ومن الغريب جداً أن الجميع في هذا البلد من كبار المسؤولين في الدولة إلى رجل الشارع يعرفون هذه الحقيقة، ويؤمنون بأن هذه المدارس التبشيرية خطر على مستقبل الأجيال.

وبالرغم من هذا الإيمان المطلق، فإننا لا نجد من يتحرك من المسؤولين لإغلاق هذه المدارس أو الحد من نشاطاتها، وبالرغم من صيحات المواطنين ونداءاتهم المتكررة، فإن هذه المدارس تكثر ويكبر حجمها وتزداد سنة بعد سنة، وبدلاً من انحصار مدها وانكماشها، فإنها أخذت تشيد المباني الضخمة التي تضاهي مدارس الدولة، ومنطقة الجابرية شاهدة على ذلك؛ حيث أنشئت بها عدة مدارس تبشيرية.

ماذا ينتظر المسؤولون بعد هذا؟ أما يعلمون أن قادة الاتجاهات الهدامة والاتجاهات اليسارية في المنطقة العربية معظمهم من خريجي المدارس التبشيرية، والحقيقة أن المرء ليختار في تفسير هذا السكوت العميق على هذه المدارس الخطرة، وإننا إذ نرفع أصواتنا بهذه النداءات المتكررة للمسؤولين نطالب بإلحاح بإغلاق هذه المدارس.

كي نأمن من جانب هذا التخطيط الخطير الذي يتهددنا في عقر دارنا.

منذ صدور العدد الأول من هذه الجريدة ونحن ننادي بأعلى صوتنا، ونطالب المسؤولين بضرورة الأخذ بالنهج الإسلامي في تربية الأجيال.

طالبنا وزارة التربية بضرورة فرض الزي المحتشم للفتيات والمدرسات، ذلك أن الحالة التي عليها الملابس الفاحشة للمدرسات والتلميذات وصلت من التردي بحيث لا تحتمل الصبر والسكوت، وإن استمر الأمر على ما هو عليه فإنه سيقودنا ولا شك إلى ضياع القيم والأخلاق، ومن ثم إلى أمور منكرة لا تحمد عقباها، ولا شك أن التلميذات اللواتي ينشأن على هذا النمط من الحياة لا يرجى منهن خير في تربية الأجيال، وإن وضعهن المزري في ألبستهن غير المحتشمة أمر محرم شرعاً ويقود إلى سخط الله.

وإننا نقول لرجالات الكويت: لو أن الحكومة قامت بفرض زيادة في رسوم الجمارك، أو استحدثت ضرائب جديدة، فماذا يا ترى هم فاعلون حين ذلك؟ لا شك أنهم سيرفعون أصواتهم حينذاك بالضجيج من الظلم الذي وقع عليهم، وينادون لعقد الاجتماعات لمطالبة المسؤولين بتخفيض وإلغاء هذه الضرائب والرسوم المفروضة، وذلك لأن مصالحهم المادية تعرضت إلى ضرر بسيط، فلماذا لا نراهم لا يهبّون بل يصمتون صمتاً عميقاً عندما تتعرض أجيالهم وبناتهم لخطر الانحراف الخلقي والضياع الفكري من جراء المناهج المستوردة والملابس العارية.

فمتى أصبح المال أغلى من العرض.. يا رجال الكويت؟!

لذلك، فإننا نهيب بالغيورين منكم بالإسراع بالاتصال بالمسؤولين من أعضاء مجلس الأمة والوزراء وغيرهم من رجال الدولة ليأخذوا بالمسلك الإسلامي في المظهر والمخبر.



Exit mobile version