أنقذوا الشركات المساهمة والمؤسسات من الفشل[1]


لماذا فشلت كبرى الشركات المساهمة والمؤسسات والهيئات الصناعية والمشروعات الكبيرة في الكويت بالرغم من توفر فرص النجاح ومقوماته؟

سؤال يردده كل المواطنين بألم ومرارة، والجواب واضح لا يريد عناء في التفكير، وقد أصبح حديث هذا الفشل على كل الألسنة وفي كل المنتديات، ولم يعد خافياً على المواطنين أسباب هذا الفشل، وأن ما سأقوله من أسباب إنما هو تجسيد لشعور المواطنين والمساهمين الذين آلمهم أن تسير هذه الشركات والمصالح سيراً منحرفاً دون أن تجد خطوات الإصلاح طريقها السريع الحازم نحوها، وهذه هي أهم الأسباب:

أولاً: إن اختيار المديرين والمسؤولين لتلك المؤسسات والشركات والمصالح يتم في معظم الأحيان على أساس عاطفي، واعتبارات قلما يحسب للكفاءة والخبرة في طبيعة العمل، والإخلاص، والخلق القويم فيها أي حساب، وبذلك لا يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا لعمري ضياع محقق.

ثانياً: عدم الإخلاص عند معظم الرؤساء والمديرين والمسؤولين عن تلك الشركات والمصالح، وانشغالهم في أعمالهم الخاصة، واستغلال وتسخير تلك الشركات والمؤسسات لمصالحهم الخاصة وكسبهم منها غير المشروع.

ثالثاً: عدم تفرغ الأعضاء المنتدبين تفرغاً كاملاً لمتابعة الأعمال، بل قد يمر الأسبوع والشهر فلا يكاد يعقد اجتماع لمراجعة الأعمال.

رابعاً: إن معظم أعضاء مجالس الإدارة من كبار موظفي الدولة الذين هم بطبيعة الحال ليس لديهم الجهد والوقت الكافيان للقيام بأعمالهم في وزاراتهم، فكيف يسند إليهم عضوية مجالس إدارة تلك الشركات والمؤسسات، وكثير منهم من يكون عضواً في أكثر من مجلس إدارة ومؤسسة وشركة بجانب عمله في وزارته، ولا شك أن العمل الإداري المنتج يحتاج إلى تفرغ وإخلاص.

خامساً: البذخ في المصاريف والتبذير في النفقات، وتضخم الجهاز الوظيفي الذي من الممكن الاستغناء عن أكثر من نصفه.

سادساً: وهناك مسألة مهمة تعكس آثارها على تلك المشاريع والشركات والمؤسسات، ألا وهي السلوك الشخصي للمسؤولين عن إدارة تلك المصالح.

إن السلوك الشخصي له أثره الكبير في إنجاح تلك الشركات أو إخفائها، فمثلاً إذا جئنا برجل ذي كفاءة مستقيم مخلص ذي خلق وعهدنا إليه بأي عمل فسوف يتفانى في إنجاحه، وعلى العكس إذا أسندنا إدارة تلك المصالح إلى رجل لا خلاق له.. سكير.. مقامر.. مهمل.. فكيف نتوقع نجاح العمل الذي يسند إليه؟!

هذه كلمة صريحة نقدمها بإخلاص لذوي الشأن في الكويت لينقذوا الشركات المساهمة والمؤسسات والمصالح من ضياع محقق وكوارث قد تفقد المواطنين الثقة في أي مشروع أو أي شركة صناعية ينادى للمساهمة بها.


[1] العدد (9)، عام 1970، ص27. 

Exit mobile version