مستقبل الصراع في ظل الواقع الراهن

– الصراع بين المسلمين واليهود الغاصبين مستمر ما دامت أرض فلسطين محتلة من اليهود، وسيظل الصراع قائماً يظهر حيناً ويختفي حيناً كسُنة الله في التداول، ولكن العاقبة للمتقين، والنصر للمسلمين إذا تخلص المسلمون من الوهن الذي وصفهم به النبي صلى الله عليه وسلم حينما يكثر كمّهم ويقل كيفهم: “أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن”، قالوا: وما الوهن يا رسول الله، قال: “حب الدنيا وكراهية الموت”.

فحينما يتحرر الناس من حب الدنيا وكراهية الموت توجد الطائفة المنصورة التي جاءت الأحاديث الكثيرة في أن هناك طائفة ظاهرة على الحق إلى يوم القيامة، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء –يعني إلا ما أصابهم من أذى في الطريق– حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك”، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”؛ أي كل ما حول بيت المقدس من أرض فلسطين وأرض الشام ويمكن أرض مصر.

كل من حوله –إن شاء الله– مرابطون ومجاهدون، ولكن الأقرب فالأقرب من ينطبق عليهم هذا الحديث، هم على الدين ظاهرون ولعدوهم قاهرون، إن شاء الله، وسيظلون مرابطين حتى ينتصروا على أعدائهم، ويكون كل شيء معهم حتى الحجر والشجر، يقول الحجر والشجر: “يا عبد الله، أو يا مسلم”، وهذه إشارة إلى هذا النوع، نوع تميز بالعبودية لله وبالدخول تحت راية الإسلام حتى ينادى بهذا، فلم يقل: يا فلسطيني، أو يا أردني.. بل: “يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي ورائي فتعالَ فاقتله، وإنا لهذه المعركة لمنتظرون، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ) (الروم).


العدد (1499)، ص59 – 21 صفر 1423ه – 4/5/2002م.  

Exit mobile version