ما دلالات سيطرة “القسام” على مسيّرة صهيونية؟

 

في صفعة جديدة مدوية للكيان الصهيوني، نجحت “كتائب القسام“، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في السيطرة على حوامة صهيونية مسيّرة كانت في مهمة خاصة داخل قطاع غزّة، وحصلت منها على معلومات حساسة تخص الكيان المحتل.

ونشرت “القسام”، تحت بند “سُمح بالنشر”، أنها سيطرت على حوامة صهيونية خلال العدوان الأخير قبل أيام، وحصلت منها على معلومات حساسة تخص قوات العدو.

وقالت “كتائب القسام”، في بيان مقتضب: إنها “سيطرت على الحوامة الصهيونية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة فجر الجمعة الماضي 27 يناير 2023”.

وأضافت أن “مهندسينا تمكنوا من التعامل معها واستخراج معلوماتٍ مهمة وحساسة تخص قوات العدو”.

الصواف: نقطة جديدة تسجلها إضافة إلى النقاط الأخرى التي تحتفظ بها “القسام” لحين الكشف عنها

ولم توضح الكتائب، في بيانها، ما المعلومات التي حصلت عليها.

بينما اعترف جيش الاحتلال بسقوط الحوامة بعد إعلان “القسام”، قائلاً: إن “حوامة مسيرة له سقطت داخل قطاع غزة خلال نشاط عملياتي قبل أيام”.

ووصف محللون وخبراء أمنيون وإعلاميون سيطرة “القسام” على حوامة تابعة لجيش الاحتلال بالتطور النوعي لأبطال الكتائب وتشكل ضربة عسكرية وأمنية وتقنية.

صراع الأدمغة

وقال الكاتب الصحفي الفلسطيني مصطفى الصواف، في سلسلة تغريدات له عبر حسابه بـ”تويتر”: إن “القسام” تسجل نقطة تلو النقطة على الاحتلال بالسيطرة على طائرته المسيرة من خلال تعامل مهندسي “القسام” مع الطائرة وإنزالها على الأرض والسيطرة عليها وتفكيك شفرات أجهزتها والحصول على المعلومات التي حوتها، نقطة جديدة تسجلها إضافة إلى النقاط الأخرى التي تحتفظ بها “القسام” لحين الكشف عنها.

وأضاف: اللافت للنظر أن الطائرة تمت السيطرة عليها، وأن الاحتلال وعبر إعلامه لم يتطرق إلى الطائرة المسيرة طوال الأيام الثلاثة الماضية، ولكنه تحدث عن فقدانه للمسيرة بعد أن كشفت “القسام” عنها وحصولها على ما حوته من معلومات.

العقاد: سيطرة “القسام” على الطائرة المسيرة تضعنا في تطور المعركة الأعقد والأهم التي لم تتوقف ساعة

وأشار إلى أن صراع الأدمغة قائم بين “القسام” والاحتلال، وكشف “القسام” كان بعد أن أكمل أخذ المعلومات وتحليلها للاستفادة منها ولمعرفة ما يخطط له الاحتلال.

وختم بقوله: إلى الأمام يا “كتائب القسام”، وإلى مزيد من النقاط الحساسة التي تسجل على العدو وأجهزته المختلفة تحضيراً للقادم والحامل للخير لشعبنا الفلسطيني.

“السايبر” معركة الوجود

وقال الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية المعاصرة عبدالله العقاد، عبر حسابه على “تويتر”: “السايبر معركة الوجود”، معتبراً أن ما كشفته “القسام” بخصوص السيطرة على الطائرة المسيرة وتحليل المعلومات المهمة والحساسة التي تخص قواته يضعنا في تطور المعركة الأعقد والأهم التي لم تتوقف ساعة.

وأضاف: كيف لا؟ وهي صراع المعلومة، والمعلومة في الحروب الهجينة هي عصب المعركة، وعليها تتحدد معرفة نوايا العدو، وقراءة سلوكه جيداً.

وتابع: هذا يجعلك تحتاط أو تحبط أو تسيطر أو مواجهتها.. وما إخفاق خطة كوخافي (تنوفاه) عنا ببعيد!

وختم بقوله: وفي معركة أنت تستبق المعلومة تبقى الفاعل، والفاعل مرفوع في معركة الوجود.

الشقرة: المقاومة الفلسطينية تتقدم بجدارة المشهد الوطني وتضرب مقدرات الاحتلال في كل مكان

ضربة عسكرية

من جانبه، رأى الخبير الأمني والكاتب السياسي رامي الشقرة أن المقاومة الفلسطينية تتقدم بجدارة المشهد الوطني وتضرب مقدرات الاحتلال في كل مكان وتعبر عن وحدة جبهاتها في الساحة الفلسطينية، فضربات العرين تساندها كتيبة جنين، وهجمات المقدسيين تؤازرها المعارك الصامتة في غزة.

وقال الشقرة: رسالة “القسام” أنها في الميدان معكم، وأنها تظهر تنوع أدوات المعركة لترسل برسالة اطمئنان لشعبها أنها درع وسيف لحمايتهم مع مكونات المقاومة وتشكيلاتها المتنوعة.

أما الخبير في الشؤون العسكرية أمين حطيط، اعتبر أن سيطرة المقاومة على الحوامة الصهيونية سالمة، وحصلت على ما تخزنه من معلومات، بمثابة إحراج للاحتلال، وجعلته ملزمًا بالاعتراف بفقدان حوامة عسكرية.

ورأى حطيط أن الحوامات العسكرية أداة إستراتيجية للكيان الصهيوني في إدارة المعركة مع غزة، وأن سيطرة المقاومة على الحوامة الصهيونية تشكل ضربة عسكرية وأمنية وتقنية.

وأكد أن المعلومات الحساسة في الحوامة تساعد المقاومة على كشف خطط الاحتلال وكيفية متابعته للأحداث في غزة.

وكانت “كتائب القسّام” كشفت، في أكتوبر الماضي، عن “وحدة السايبر السرية” التي تأسست للعمل ضد الاحتلال منذ 8 أعوام.

وانطلقت الوحدة عقب انتهاء معركة “العصف المأكول” عام 2014، وتتكون من مجموعة من المهندسين والمبرمجين في مجال الحرب السيبرانية، التي توظف لدعم مشروع المقاومة، واستباق المخططات الحربية “الإسرائيلية” في قطاع غزة.

وفجر الجمعة الماضي، شن الجيش الصهيوني غارات على قطاع غزة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع تجاه الأراضي المحتلة.

وعادة ما يستخدم جيش الاحتلال هذا النوع من الحوامات، لجمع المعلومات الاستخبارية واستخدامات عسكرية أخرى، وفق “الأناضول”.

Exit mobile version