لعنة ترمب تلاحق البرازيل.. أنصار اليميني المتطرف بولسونارو يقتحمون الكونغرس وقصر الرئاسة

في مشهد مشابه لـ6 يناير 2021 في واشنطن، اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو مبنى الكونغرس، وقصر الرئاسة، والمحكمة العليا، رافضين الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس اليساري لولا دا سيلفا.

وبعد فوضى استمرت ساعات، استعادت قوات الأمن السيطرة على المباني التي اقتحمها المتظاهرون، وأعلن وزير العدل فلافيو دينو إيقاف أكثر من 200 محتج.

وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عبر “تويتر”، أمس الأحد، بعد تفقده للمباني المتضررة التعرّف على الانقلابيين الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيُحاسبون، غداً الإثنين سنستأنف العمل في قصر بلانالتو، الديمقراطية دائماً.

فوضى ودمار

واقتحم أنصار بولسونارو مدخل الكونغرس، وحطموا نوافذ واجهة المبنى، حسبما عرضت قنوات تلفزيونية برازيلية، واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل، وقنابل الصوت لوقف أنصار الزعيم اليميني المتطرف السابق.

وبعد اقتحام الكونغرس، توجه الأنصار إلى المحكمة العليا وحطموا نوافذها ودخلوا البهو، حسب شبكة “جي 1” الإخبارية، ثم دخلوا المقر الرسمي لعمل الرئيس ولوحوا بالأعلام البرازيلية وشوهدوا في التلفزيون وهم يتحركون في الممرات والمكاتب.

ويحتج المتظاهرون على عودة اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيساً للبرازيل، بعدما فاز على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر الماضي، مشيرين إلى سرقة الانتخابات الرئاسية.

ودعا المتشددون منهم علانية إلى انقلاب عسكري لإعادة بولسونارو إلى السلطة، بينما يسعى البعض إلى بث الفوضى بالتخريب والهجمات العنيفة، على أمل إثارة رد فعل عسكري.

{tweet}url=1612160219982794752&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}

فاشيون متعصبون

ومن جهته، أعلن الرئيس لولا دا سيلفا تدخلاً أمنياً اتحادياً في العاصمة برازيليا، واصفاً مثيري الشغب بـ”فاشيين ومتعصبين”، وقال: إنهم سيعاقبون “بقوة القانون الكاملة”، وأضاف في خطاب ألقاه أن التدخل الاتحادي في برازيليا سيستمر حتى 31 يناير الجاري.

التشابه مع أحداث واشنطن

تذكر الصور والمشاهد في البرازيل باقتحام مبنى الكونغرس في واشنطن في 6 يناير 2021، وأدى الشغب إلى تأخير موافقة الكونغرس على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما دعا القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى الدعوة لعزل ترمب.

وتسبب الاقتحام، في مقتل 3 متظاهرين وامرأة بطلق ناري في الاشتباكات مع رجال الأمن، وضابط شرطة بالكونغرس، واعتقال 52 من مقتحمي المبنى.

وفي 13 أكتوبر الماضي، صوتت لجنة التحقيق في مجلس النواب الأمريكي في الهجوم لصالح استدعاء الرئيس السابق دونالد ترمب للتحقيق، وهو إجراء قد يؤدي في النهاية إلى سجنه إذا لم يمتثل.

{tweet}url=1612161455280857089&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}

تنديد وإدانة دولية

وبعد الاقتحام، أدانت عشرات الدول أعمال العنف والشغب التي شهدتها البرازيل، التي وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ”المروعة”.

وندد نواب فرنسيون من معسكر الرئيس ومن المعارضة اليسارية مساء أمس بـ”هجمات اليمين المتطرف” في البرازيل، وعبروا عن دعمهم للرئيس لولا، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “احترام المؤسسات الديموقراطية” في البرازيل.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن “إدانته المطلقة” لاقتحام مقار الكونغرس والرئاسة والمحكمة العليا في برازيليا، قائلاً: “الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكل ديمقراطي ملايين البرازيليين بعد انتخابات نزيهة وحرة”.

وعبرت الأرجنتين، والمكسيك، وتشيلي، وفنزويلا، عن رفضها للعنف في برازيليا، كما أدانت الصين، وروسيا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وكندا، الاعتداء على المؤسسات في برازيليا.

مواجهة مع أمريكا

وأشارت وكالة “رويترز” إلى أن الأحداث في البرازيل ستخلق مشكلة لواشنطن، بسبب الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي سافر إلى فلوريدا قبل يومين من انتهاء ولايته في 1 يناير الجاري.

ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الآن ضغوطاً متزايدة لإخراج بولسونارو من منفاه الاختياري في أورلاندو بفلوريدا.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي خواكين كاسترو لشبكة “سي.إن.إن”: يجب ألا يكون بولسونارو في فلوريدا، ليس للولايات المتحدة أن تكون ملجأ لهذا المستبد الذي ألهم الإرهاب في البرازيل، يجب إعادته إلى بلاده.

Exit mobile version