“معركة الفرقان”.. محطة فارقة في تاريخ مقاومة الاحتلال الصهيوني

 

توافق، اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر، الذكرى الـ14 للعدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على غزة أواخر عام 2008 واستمر 23 يومًا، واستطاعت المقاومة الفلسطينية مواجهته بمعركة أطلقت عليها اسم “الفرقان“، مني فيها العدو الصهيوني بالهزيمة.

واندلعت شرارة المعركة عقب استهداف الكيان الصهيوني لمقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك ظهر الـ27 من ديسمبر 2008 التي ارتقى خلالها عشرات الشهداء.

وشنت أكثر من 80 طائرة حربية صهيونية غارات عنيفة على قطاع غزة، طالت أكثر من 100 موقع حكومي وأمني في لحظة واحدة، أدت إلى ارتقاء أكثر من 200 شهيد معظمهم من عناصر الأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم قائد الشرطة الفلسطينية اللواء توفيق جبر، وقائد جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري.

وفي 3 يناير 2009 –أي بعد 8 أيام من بدء الحرب- بدأت قوات الاحتلال دخولها البري لقطاع غزة، حيث توغلت آليات الاحتلال على تخوم القطاع في محاولة لفصل قطاع غزة لعدة أجزاء، الأمر الذي فشل بسبب المقاومة العنيفة التي كانت تدور على جبهات القتال المختلفة.

كما استهدف الطيران الحربي الصهيوني مئات المنازل والمساجد والمدارس، ما أدى لتدميرها، واستخدم الاحتلال خلال العدوان عدداً من الأسلحة المحرمة كالفسفور الأبيض.

وبعد 23 يوماً من بدء العدوان، أعلن الاحتلال مهزوماً عن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد، بعد فشله في منع إطلاق الصواريخ تجاه المغتصبات، بعد أن كان الهدف الرئيس للعدوان على القطاع هو منع إطلاق الصواريخ وإسقاط حكم حركة “حماس”.

وقالت وزارة الداخلية بغزة: استطعنا النهوض من بين الركام، وتسيير شؤون المواطنين والحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية طوال العدوان، استخدم فيها الاحتلال شتى أنواع القتل والتنكيل بشعبنا، لكنه فشل في تحقيق أهدافه ومني بالهزيمة.

فشل العدوان

تقول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ذكرى المعركة: جاء العدوان القاسي امتداداً لمحاولات القضاء على المقاومة في قطاع غزة، فوضع الاحتلال وقادته أهدافاً للعدوان أبرزها القضاء على حكم حركة “حماس” في القطاع ووقف إطلاق الصواريخ واستعادة الجندي جلعاد شاليط، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يتمكن الاحتلال تحقيق أي من أهدافه.

وأكدت “حماس”، في ذكرى المعركة، أن معركة “الفرقان” كانت محطة فارقة في تاريخ شعبنا المناضل، حيث نجحت المقاومة في مراكمة القوّة، وتعزيز القدرة على تحقيق النصر تلو النصر.

وبيّنت الحركة أن العدو راهن على إسقاط حركة “حماس”، وتدمير بنية المقاومة في غزة، واستعادة الجندي الصهيوني “شاليط” من قبضة “القسام”، موضحة أن بسالة المقاومة الفلسطينية وصمود شعبنا في وجه العدوان والإجرام الصهيوني على امتداد أيام المعركة، أثبت فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه.

حصاد المعركة

وأسفر العدوان على غزة عن استشهاد أكثر من 1400، منهم نحو 410 أطفال، و104 نساء، ونحو 100 مسنّ، وإصابة أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال.

وكان من أبرز شهداء العدوان وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام، والقيادي البارز في حركة “حماس” نزار ريان.

وأعلنت “كتائب القسام” أنها نفذت 980 هجمة صاروخية خلال أيام المعركة، شملت 345 صاروخ “قسام”، و213 صاروخ “غراد”، و422 قذيفة هاون، وشمل بنك الأهداف: قواعد ومواقع عسكرية، ومغتصبات صهيونية، وبئر السبع، وعسقلان، وأسدود.

وقتل خلال المعركة -وفق “القسام”- 49 جندياً صهيونياً، وأصيب 400 آخرون، بالإضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل الصهيونية، وتكبد اقتصاده 120 مليون شيكل، أما الاحتلال فاعترف بمقتل 13 “إسرائيليًّا” منهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين.

وبحسب مؤسسة “توثيق” (حكومية)؛ فقد هدم الاحتلال في ذلك العدوان أكثر من 4100 مسكن هدما كليًّا، و17 ألفاً جزئيًّا.

وبلغت خسائر الحرب الاقتصادية في قطاع غزة أكثر من مليار دولار أمريكي، حسب “توثيق”.

Exit mobile version