6 أعوام على اغتياله.. الشهيد الزواري مهندس طائرات “الأبابيل” القسامية

 

يوافق اليوم 15 ديسمبر الذكرى الخامسة لاغتيال الطيار المهندس الزواري من تونس، أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات “الأبابيل” التابعة لـ”كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية.

وكانت حركة “حماس” قد اتهمت جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد) بالوقوف وراء عملية الاغتيال، مؤكدة أن الزواري عضو في ذراعها العسكري “كتائب عز الدين القسام”، وأحد المسؤولين عن تطوير برنامجها للطائرات المسيّرة عن بُعد.

وفي يناير 2022، اتهم القضاء التونسي “الموساد” الصهيوني بالوقوف خلف عملية اغتيال القيادي في “كتائب القسام” محمد الزواري، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها اتهام “الموساد” مباشرة بالضلوع في عملية اغتيال الزواري من أمام منزله في مدينة صفاقس (جنوب شرق) عام 2016.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد كشفت عام 2018 عن تفاصيل عملية الاغتيال، مؤكدة أن التخطيط لتنفيذها تم قبل توقيت تنفيذها بـ6 أشهر في 5 مدن عربية، ورصد لها 60 ألف دولار أمريكي.

وأشارت في حينه إلى أنه بالرغم من تمكّن منفذي عملية الاغتيال من اختراق هاتف الزواري لرصد تحركاته ثم اغتياله، فإنه لا يمكن تحديد الجهة التي تقف وراء ما وقع، ليعلن القضاء التونسي تورط “الموساد” في اغتياله.

ولد م. محمد محمود الزواري في مدينة صفاقس التونسية في 28 يناير 1967، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية “بالي”، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، ولم يتسنَّ له إكمال الدبلوم بسبب الملاحقات الأمنية، وبعد عودته لتونس أنهى تعليمه الجامعي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية، وخلال دراسته الجامعية، أشرف الزواري على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، وكان عضوًا في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.

التحق الزواري بصفوف “كتائب القسام” عام 2006م في سورية، وبعدها أصبح الركن الأساس لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار الذي كان في مراحله الأولى.

أظهر المشروع قدرات متقدِّمة وصلت حد القدرة على التصنيع والإطلاق، وحينما اندلعت معركة “الفرقان” عام 2008، كان الزواري قد أشرف على تصنيع 30 طائرة بدون طيار، لتمثل هذه المجموعة الثمرة المبكِّرة لمساعي “القسام” لتطوير طائرات بدون طيّار.

وزار المهندس الزواري غزة أكثر من 3 مرات في الفترة الواقعة ما بين عامي 2012 إلى 2013، ومكث فيها قرابة 9 أشهر، واستكمل بناء مشروع الطائرات المسيرة وتطويرها.

طائرات “أبابيل القسام”

أفضت مساعي الزواري وفريق “القسام” إلى تطوير طائرات بوظائف ومهام متعددة، كشفت المقاومة عن بعضها، منها: طائرة “أبابيل“، وهي أول طائرة لـ”كتائب القسام”، أُطلقت عام 2014، وأُنتجت 3 نماذج منها، وهي: الطائرة ذات المهام الاستطلاعية، الطائرة ذات المهام الهجومية (إلقاء)، الطائرة ذات المهام الهجومية (الانتحارية).

وبهذا سجلت “كتائب القسام” السبق العربي في صناعة الطائرات بدون طيار، ولم يقتصر الأمر على الصناعة، بل استخدمتها في تنفيذ مهمات استطلاعية وهجومية، ونفذت طائرات “القسام” في إحدى طلعاتها مهام محددة فوق مبنى وزارة الحرب الصهيونية “الكرياه” بـ”تل أبيب” التي يقاد منها العدوان على قطاع غزة خلال معركة “العصف المأكول”.

ولم يكتف الزواري بالتحليق في علمه وتصنيعه في السماء، فقرر أن يغوص في البحر ليخصص أبحاثه في تطوير غواصة يتم التحكم فيها عن بُعد، لتكون سلاحًا جديدًا في يد المقاومة، لكن شهادته حانت قبل أن يرى مشروعه الجديد النور.

وفي 15 ديسمبر 2016، استشهد المهندس الزواري بإطلاق نار استهدف سيارته أمام منزله في مدينة صفاقس على يد الغدر الصهيونية، وظن العدو أنه باغتيال الزواري سيضع حدًا لتطور قدرات “كتائب القسام” في مجال الطائرات المسيّرة، لكن خاب ظنه.

ففي 19 مايو 2021، كشفت “كتائب القسام” عن أحدث جيل من طائراتها المُسيَّرة، وأسمتها “الزواري” وفاءً لدور المهندس الشهيد في تطوير سلاح الطائرات القسامية، وعرضت صورًا جوية التقطتها الطائرة بعدما نفذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع شملت تمركز قوات الاحتلال والآليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعادت لقواعدها بسلام.

مواصلة الطريق

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ذكرى استشهاده اليوم الخميس: إن الزواري لم يجعل من المسافات عائقاً أمام واجبه في الدفاع عن القضية المركزية للعرب والمسلمين، والعمل الدؤوب على تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال الغاصب؛ فسجل جهاده بمداد من ذهب في صفحات التاريخ الناصعة، وبات ملهماً للشباب العربي والإسلامي نحو القدس و”الأقصى” وإسناد المقاومة بالخبرات.

وأضافت الحركة، في بيان لها، أن الشهيد المهندس الزواري رسخ بدوره المهم والإستراتيجي في العمل المقاوم بفلسطين أهمية ومكانة الشعوب العربية والإسلامية ودورها الثابت في نصرة أعدل القضايا والدفاع عن أعظم المقدسات، وعبّد طريقها نحو فلسطين بدمائه ليُواصلوا طريقه حتى كنس الاحتلال عن أرضها، وتطهير القدس من دنس المحتلين.

Exit mobile version