ظاهرة مقلقة.. ما أسباب تزايد “الموت المفاجئ” بين الأطباء الشباب بمصر؟

 

تتزايد في مصر ظاهرة الموت المفاجئ التي تلاحق الشباب، وبخاصة الأطباء، فيما تتعدد الأسباب ما بين طبية ونفسية ومجتمعية تتطلب الرفق بالشباب قبل فوات الأوان، بحسب خبراء تحدثوا لـ”المجتمع”.

نقابة الأطباء: وفاة طبيبين شهرياً في 2022 مقابل واحد خلال 4 أشهر في 2019

أسباب متعددة

من جانبه، يوضح وكيل وزارة الصحة المصرية الأسبق د. مصطفى جاويش، في حديث لـ”المجتمع”، أن الموت المفاجئ عند الشباب يكون غالباً لأسباب تتعلق بالدورة الدموية سواء القلبية أو المخية، وبينما تقل بكثير نسبة حدوث جلطات القلب والمخ في الولايات المتحدة الأمريكية، تزداد النسبة في مصر باطراد مزعج، ولا يمر يوم دون أن نسمع عن وفاة مفاجئة به، وفي سن صغيرة جداً.

د. مصطفى جاويش

ويضيف جاويش أن من أهم الأسباب لحدوث الجلطات: التدخين، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وسوء التغذية وقلة الحركة والرياضة، وقلة النوم والسهر الطويل، والضغوط العصبية في المنزل والعمل.

ويشير إلى أن ظاهرة وفاة شباب الأطباء المفاجئة في مصر هي جزء من مشكلة أكبر ملحوظة على مستوى العالم، تسمى علمياً “burnout”، وترجمتها الحرفية “الاحتراق”.

جاويش: النسب تزداد باطراد مزعج وفي سن صغيرة جداً وهناك 8 أسباب طبية

وتابع: بالرغم من أن ظاهرة “احتراق الأطباء” تواجه أطباء العالم كله، فإن تزايُد عدد الوفيات بين شباب الأطباء المصريين أثناء أداء عملهم أصبح ظاهرة منتشرة بسبب تعدد مشكلات الأطباء الاقتصادية والنفسية في مصر، وعلى رأسها مشكلة العمل المضاعف المجهد بسبب ضعف الأجور بين مستشفى حكومي ومستشفى خاص أو عيادة، والتعسف الإداري والعمل تحت الضغط النفسي خشية حدوث أي مضاعفات طبية قد تكون متوقعة علمياً؛ مما يعرض الطبيب إلى الحبس فوراً تبعاً للقانون الجنائي بسبب عدم الانتهاء من قانون المسؤولية الطبية.

ووفق إحصاءات نقابية رسمية، أعلنت نقابة أطباء مصر، في 23 سبتمبر الماضي، أن معدل وفاة شباب الأطباء في تزايد مستمر، حيث بلغت النسبة طبيبين شهرياً في العام 2022 مقابل 3 وفيات في مجمل عام 2018، و11 وفاة في عام 2019، و7 وفيات عام 2020، و10 وفيات عام 2021.

خضر: غياب الأمل والحاضنة الدينية والتربوية وتراكم الصدمات قتل الشباب

غياب الحاضنة الدينية والنفسية

وبحسب الرصد، تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “فيسبوك” بوفيات لشباب في مقتبل العمر في الفترات الأخيرة، وهو ما ترجعه مديرة مركز “أسرتي” للاستشارات الأسرية والاجتماعية د. منال خضر، في حديث لـ”المجتمع”، إلى الضغوط النفسية والاجتماعية، في ظل غياب صناع الأمل وداعمي النفسية وتراكم الصدمات.

وتوضح المستشارة الأسرية والاجتماعية أن تراكم الصدمات على الشباب بات يزلزل كيانه ويدفعه إلى الانحراف، أو الانتحار، أو الموت المفاجئ، في ظل انشغال البيوت المصرية بالهموم الاقتصادية وغياب الحاضنة الدينية المعتدلة أو مؤسسات الاحتواء الاجتماعي.

د. منال خضر

وتشير خضر إلى أن الإحباط وموت الأحلام يدفعان إلى أكثر من ذلك، حيث إن الشباب في العقد الأخير بمصر بات في خوف من غموض المستقبل أو التعرض للإيذاء على رأيه وأحلامه ومساره، أو عدم قدرته على الارتباط في ظل الأزمة الاقتصادية، مؤكدة أهمية الرفق بالشباب.

وبحسب آخر إحصائيات للجهاز المركزي للإحصاء (جهة حكومية)، فقد ارتفعت معدلات الوفيات بنسبة 31.3% خلال الأشهر الستة الأولى من آخر عام إحصائي وهو عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

Exit mobile version