وعد بلفور.. 130 كلمة غيرّت وجه العالم خلال 105 عامًا!

لا تزال سطور رسالة “وعد بلفور” التي حملت في طياتها 130 كلمة، تمثل عنوان نكبة وتشريد لستة ملايين لاجئ فلسطيني مشردين في أنحاء العالم.

وقبل قرن وخمس سنوات، جاء “وعد بلفور”، برسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا «آرثر بلفور» بتاريخ 2 تشرين الثاني/أكتوبر 1917، إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد “ليونيل روتشيلد”، تعهد من خلالها بإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.

مثّل الوعد فاتحة للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني، وخلفّت على إثرها قرابة 7 ملايين لاجئ مشتتين في مناطق مختلفة بالعالم، يعيشون في 58 مخيم تعترف به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، قضى عدد كبير منهم جراء الصراعات التي اندلعت في عديد الدول المضيفة، تحديدا طول الطوق سوريا ولبنان.

في سوريا، كان هناك 15 مخيما وتجمعا رئيسيا يضم اللاجئين الفلسطينيين، أكبرهم مخيم اليرموك الذي كان يضم لوحدة قرابة 250 ألف فلسطيني.

وبعد اندلاع الثورة السورية، مسح من مخيمات سوريا 3 مخيمات كان اليرموك أبرزها، إذ لم يتبق فيه سوى بضع عائلات.

وأصبح قرابة مئة ألف فلسطيني في عداد المشردين داخل وخارج البلاد، وقرابة 4 آلاف شهيد، ومسح 3 من أكبر مخيمات اللجوء في سوريا، هي خلاصة ما أصاب الوضع الفلسطيني هناك حتى اللحظة، تبعا لتقديرات مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا.

وتسجل “أونروا” عدد الفلسطينيين حاليا بـ460 ألف فلسطيني من أصل 560 ألف، 95% أصبحت مساعدة الوكالة هي الدخل الرئيسي لهم، وفق مدير قسم الدارسات والتقارير في المجموعة إبراهيم العلي.

ويوضح “العلي” أن 40% من مخيم اليرموك إما جرى تدميره أو لا يصلح للسكن، و60% منه دمّر جزئيا.

أرقام مرعبة!

وحول توزيع اللاجئين الفلسطينيين المشردين خارج سوريا، يشير “العلي” إلى أن 28 ألف تبقوا في لبنان ويعانون من أزمات إغاثية وقانونية.

أما في الأردن، فبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا 18 ألف لاجئ تقريبا، وفي غزة تبقى منهم قرابة 300 من أصل ألف نزحوا للقطاع.

وفي مصر، يبينّ ضيفنا أن عددهم وصل لقرابة 3.500 من أصل 6 آلاف شخص نزحوا إليها، “وهم لا يتلقون أي دعم من أي جهة ولديهم إشكاليات قانونية في الإقامة، إذ تتعامل السلطات معهم على أنهم سائحين وليسوا لاجئين”.

ويتواجد في تركيا قرابة 10 آلاف لاجئ فلسطيني، و1400 عائلة فلسطينية نزحت للشمال السوري الذي يخضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية، وجميعها تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، خاصة وأن مساعدات “أونروا” لا تصل إليهم، كما أنهم لا يتلقون مساعدات من الجهات الأخرى بوصفهم تحت ولاية “أونروا”، تبعا للعلي.

اللاجئون في لبنان

اللاجئون في لبنان

واقع الفلسطينيين في لبنان، لم يكن بأفضل حال، فشبح الجوع يسيطر عليهم في مختلف المخيمات الفلسطينية هناك.

عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج ياسر علي، يشير إلى الظروف الاقتصادية الصعبة ألقت بظلالها على اللاجئ الفلسطيني، فقرابة 250 ألفا فلسطينيا من أصل 540 ألف لاجيء بلبنان غادروا البلد بحثا عن العمل، فيما يسيطر شبح الهجرة على بقية الموجودين، في ظل ارتفاع حالات الفقر والبطالة في المخيمات”.

ويضيف “علي” أن نسبة البطالة في المخيمات كانت 56% والفقر 65%، لكن في ضوء أحداث عام 2019، ارتفعت نسبة البطالة لتصبح 65% ووصلت نسبة الفقر 80%.

ويتابع: “أبواب الهجرة “باتت مشرعة ومفتوحة أمام الفلسطينيين”، مبينا أنّ الرقم الرسمي الوحيد الصادر عن الدولة يشير لـوجود 174 ألفًا، فيما كانت أعداد الفلسطينيين تصل لـ540 ألف.

وتبقى في لبنان قرابة 20 ألف فلسطيني نازح من سوريا، من أصل 90 ألف لاجئ فلسطيني، وفق “علي”.

وكشف عن تقارير تفيد بوجود مخطط ليصبح عدد الفلسطينيين دون المئة ألف بلبنان ليسهل توطينهم ضمن مخطط ترامب وفريقه عبر صفقة القرن، وفق قوله.

ويكمل: “التحدي الأبرز للاجئين الفلسطينيين يتمثل بوكالة “أونروا”، خاصة مع الأزمة المالية التي تعصف بها، والتي شكلت تحديًا على صعيد الملفين الصحي والتعليمي”.

ويوضح علي: “العملية التعليمية بدأت بـصفوف مكتظة وخدمات ضئيلة، كما أنه جرى تقليص دعم الصحة لـ50% بعدما كان الدعم لبعض الأمراض 90% بحسب وكالة سند.

 

Exit mobile version