انتخابات الكونجرس النصفية قد تأتي بأول “سيناتور” جمهوري مسلم

 

مثلما أدوا دوراً مهماً في الانتخابات الرئاسية وشارك 78% منهم فيها، يتزايد اهتمام مسلمي أمريكا بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجرى في 8 نوفمبر الجاري، حيث يتنافس مسلمون على مقاعد مجلس النواب، ولأول مرة يترشح مسلم أمريكي “سيناتور” لمجلس الشيوخ وسط توقعات بفوزه.

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذي شجع المسلمين على التصويت، كشف أن استطلاع أجراه بين مسلمي أمريكا أن 91.2% منهم أعلنوا أنهم سيشاركون في الانتخابات النصفية، وهي نسبة قريبة من نسبة مشاركتهم في انتخابات عام 2018 التي بلغت 95%.

وأتاح المجلس، عبر موقعه الإلكتروني، لأول مرة موقعاً خاصاً لتعريف المسلمين بالمرشحين ومواقفهم من القضايا المختلفة، خاصة الحريات و”الإسلاموفوبيا” وحظر التمييز وغيرها، ضمن ما سمي “بطاقة أداء مجلس النواب للكونجرس”.

أيضاً، وفر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “نموذج أسئلة” للمرشحين والمسؤولين الحكوميين، يشجع الناخبين المسلمين على طرح أسئلة على المرشحين للمناصب حول قضايا مثل الحرية الدينية، والحقوق المدنية، ومكافحة التمييز.

ولا توجد مواقف معلنة من جانب مسلمي أمريكا بشأن الحزب الذي سيجري التصويت لمرشحيه، لكن في انتخابات الرئاسة عام 2020 تم التصويت للحزب الديمقراطي والرئيس بايدن بكثافة.

وفي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2018، أظهر استطلاع لـ”كير” أن 78% من الناخبين المسلمين صوّتوا لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي، و17% منهم لصالح مرشحي الحزب الجمهوري.

وفي انتخابات الكونجرس عام 2018، ثم انتخابات نوفمبر 2020، فاز 3 مسلمين في مجلس النواب، كما تم انتخاب 5 مسلمين لعضوية مجالس الولايات.

جديد هذه الانتخابات هو ترشح أول مسلم فيها لمجلس الشيوخ، حيث كان الترشح سابقاً يقتصر على النواب فقط، بعدما قرر جراح القلب التركي العالمي الشهير محمد أوز الترشح لأول سيناتور مسلم في مجلس الشيوخ الأمريكي، حال فوزه.

ويؤكد موقع “بي بي سي” أن هذا الطبيب محمد أوز الذي يدعمه الرئيس الأمريكي السابق ترمب قد يكون أول مسلم في مجلس الشيوخ الأمريكي.

تنامي قوة المسلمين

ويمثل المسلمون، وبينهم أوز، أقلية في الحزب الجمهوري، حيث إن 13% فقط من المسلمين ينتمون إلى الحزب أو يميلون إليه، فيما أظهر مسح أجراه مركز “بيو” للأبحاث، في 6 نوفمبر 2018، أن 66% من المسلمين يميلون إلى الديمقراطيين.

كما أظهر الاستطلاع أن ثلث المسلمين ذوي الميول الجمهورية قالوا: إن الحزب لم يكن ودوداً تجاههم.

ويعيش في الولايات المتحدة نحو 3.4 ملايين مسلم، وفق استطلاعات مركز “بيو”، ورغم أنهم يمثلون نحو 1.1% فقط من سكان الولايات المتحدة، فإنهم من أهم الفئات في المجتمع الأمريكي، وبرزوا في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.

ويشير مقال منشور على موقع “ذا هيل” الأمريكي إلى تنامي القوة السياسية والثقافية للأمريكيين المسلمين في العقدين الماضيين، نتيجة لتوسيع قاعدة الناخبين والأعداد القياسية للمرشحين الذين يتنافسون على المناصب على المستويين المحلي والوطني.

ووفقاً لدراسة “كير”، في 16 مارس 2021، تقدم للمناصب العامة في عام 2020 عدد قياسي من المرشحين المسلمين بلغ 181 مرشحاً في 28 ولاية، وواشنطن العاصمة، ومن بين هؤلاء المرشحين المسلمين، فاز منهم 81 بنسبة 44%.

ونشر موقع “Salon” تقريراً للكاتبة صوفيا مكلنين بعنوان المسلمون الأمريكيون ناجحون ومتفائلون ووطنيون لكن الإسلاموفوبيا أسوأ من أي وقت مضى”، في 28 أغسطس 2022، ذكرت فيه أن المسلمين يتعرضون لمستويات عالية من “الإسلاموفوبيا” في الولايات المتحدة، التي تشير إلى أكثر من مجرد مشكلة تنميط سلبي.

وكشف تقرير حديث نجاح وتفوق مسلمي أمريكا في العديد من المجالات، وانخراطهم في الحياة الاجتماعية والعامة رغم ما يتعرضون له من حملات “الإسلاموفوبيا”، التي تستهدف وجودهم كما تستهدف أطرهم القيمية والدينية.

وفي انتخابات نوفمبر 2020، ترشح نحو 110 مسلمين لنيل مقعد في مجلس النواب الأمريكي، وفاز منهم 3 نواب في مجلس النواب، كما فاز منهم 57 نائبًا بالمجالس التشريعية بالولايات.

وقالت منظمة “كير”، و”جيت باك”، و”إم باور تشينج”، في بيان مشترك حينئذ: إن 57 مرشحًا أمريكيًا مسلمًا من أصل 110 ترشحوا لمختلف المناصب، فازوا في انتخابات مجالس الولايات.

وقال محمد ميسوري، المدير التنفيذي لمنظمة “جيت باك”، في بيان: إن زيادة تمثيل المسلمين السياسي تعد جزءاً مهماً من التصدي للتصاعد الكبير لظاهرة “الإسلاموفوبيا” في أمريكا وحول العالم.

وأوضح أن وجود ممثلين للمسلمين في المجالس النيابية يجبر المسؤولين المنتخبين ووسائل الإعلام على تضمين وجهة نظر المسلمين في السرد المتعلق بالرعاية الصحية والاقتصاد والنظام القانوني الجنائي وكل قضية أخرى تؤثر على حياة الأمريكيين.

Exit mobile version