أثار خالد الجندي -الداعية المصري المقرّب من السلطة- جدلا بتصريحاته عن الغلاء وارتفاع سعر الدولار في مصر، إذ قال في برنامجه عبر فضائية مصرية (خاصة) إن “الأسعار ستنخفض لأن المُسعّر هو الله”.
ودعا الجندي إلى عدم ربط الجنيه بالدولار ولا بالذهب، وإنما بالإيمان بالله، على حد قوله، مضيفًا أن “الجنيه عملة مستقلة لها سيادتها وكرامتها”.
وتعليقًا على تصريحات الجندي، قال الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف المصري سابقًا إن توظيف النصوص الدينية في غير محله، ومحاولة للخروج من الفشل الاقتصادي عبر مظلة دينية، وسعي للتخفيف من هول المصيبة، على حد وصفه.
وأضاف في حديثه لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر “يجب أن يكون العالم لسان الأمة، لا أن يكون صوتًا يدعو للقبول بالفشل، بينما يؤدي خالد الجندي دورًا مرسومًا له، لا يختلف في ذلك دور الإعلامي المصري يوسف الحسيني”.
{tweet}url=1586849655505108992&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
والخميس، انخفض الجنيه بنحو 14.5% إلى 23.1 مقابل الدولار عقب إعلان السلطات التزامها بنظام سعر صرف مرن بشكل دائم تزامنًا مع التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وأشار الصغير إلى أن تعبير “إن الله هو المسعِّر” -الذي استعمله الجندي- يعدّ توظيفًا في غير محله للنصوص الدينية، ولو رجعنا إلى هذه الأبواق الإعلامية، عام 2013، يوم أن كان الدولار يعادل 7 جنيهات لوجدنا لهم كلامًا مختلفًا، وفق قوله.
واستشهد بمقولة الشيخ محمد الغزالي “كل دعوة تحبّب الفقر إلى الناس، أو ترضيهم بالدون من المعيشة، أو تقنعهم بالهون في الحياة، أو تصبرهم على قبول البخس، والرضا بالدنية، فهي دعوة فاجرة، يراد بها التمكين للظلم الاجتماعي، وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد، وهي قبل ذلك كله كذب على الإسلام، وافتراء على الله”.
واستطرد “كلمة (الأراجيف) التي أعجبت الجندي هي ما يمارسه إعلام السلطة، والغريب في موقف خالد الجندي أن هناك من باع دينه بدنياه، أما الجندي فقد باع دينه بدنيا غيره”، على حد قوله.
وفي السياق، قال الكاتب الصحفي سليم عزوز “نحن أمام حالة من الشعوذة تتمثّل في تطويع الدين لخدمة الفشل السياسي”، حسب تعبيره.
وأضاف في حديثه لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر أن خالد الجندي يعبّر عن خطاب رسمي معتمد، وهو خطاب تضع السلطة نفسها من خلاله في مأزق.
ونوّه عزوز بالمفارقة بين شيخ الأزهر الذي لا يجد منبرًا إعلاميًا يتحدث من خلاله، مع إتاحة المجال فسيحًا أمام “المهرج الكبير” خالد الجندي وأمثاله، وفق تعبيره.
وأثار كلام الجندي الجدل عبر منصات التواصل، إذ قال بعضهم إن تصريحاته خرجت عن نطاق المعقول، حسب قولهم.
{tweet}url=1586823262238973952&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1585552866248376322&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وأظهرت بيانات (رفينيتيف) أن الجنيه المصري هبط بنحو 4% إلى 23.8 جنيه مقابل الدولار مع استئناف التداول، اليوم الأحد، بعد أن تعهدت السلطات بالتحول إلى سعر صرف مرن بموجب اتفاق للحصول على دعم من صندوق النقد الدولي.
وظلت العملة المصرية ثابتة أو سُمح لها بالهبوط تدريجيا بعد تخفيضات حادة في قيمتها، عام 2016، وانخفضت قيمة لجنيه بنحو 34% مقابل الدولار، منذ مارس/آذار الماضي.
والخميس، قال بنك (جيه. بي. مورغان) في مذكرة إنه يعتبر سعر الجنيه عادلا، ويتوقع تعديله تدريجيا إلى 23.5 للدولار بحلول نهاية العام.
وقالت المذكرة “نتوقع أن يظل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار تحت الضغط في الأيام المقبلة إلى أن يستقر، لكننا نرى أن تعديل (الخميس) كافٍ لإنهاء معظم أوجه الاختلال الخارجية”.
وتواجه مصر صعوبات في معالجة الآثار الناجمة عن الحرب الأوكرانية، التي أدت إلى نزوح سريع لاستثمارات محافظ الأوراق المالية وزيادة فاتورة استيراد السلع وانخفاض عائدات السياحة.
{tweet}url=1586697620097011713&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1586437906289160193&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1586664959085264898&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1586797078029733896&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}