في كل عام بهذا التوقيت يشمر أبناء غزة سواعدهم الطيبة في عرس فلسطيني يشهده الكبير والصغيرة لجني محصول “الزيتون”، وهم يرددون” لأزرع في الأرض شجرة زيتونِ …وهذا شعارك يا فلسطين…وعمّر أرضي أرض الزيتونا…الله يجمعنا بفي الزيتونا… يا شجرة الزيتون يا زينة الاشجار.. يا أمـــنا الحنون… يا بهجة الأنظار… بارك يا ربي شجر الزيتونا…زيتون بلادي ما أحلى حباته…ما أزكى طعمه وما أغلى زيتاته” فهي بالنسبة لهم أكبر بكثير من مجرد شجر زيتون.
موسم الخير
ومن الجميل أنه في غزة لا تلتفت الأنظار إلى مكان إلا وتجد شجرة الزيتون تقف شامخة ممتدة جزورها في أعماق تربة الأرض المباركة فهذا الجمال يتحدون به قبح الحصار وأوجاعه، فهم يجعلون من مواسم الحصاد عزيمة تزيدهم ثباتا على أرضهم، فهم يحرصون على زراعة شجر الزيتون ليس في الأراضي الزراعية للمنازل فحسب؛ بل في الجامعات والمدارس وبساحات المساجد، والكثير منها داخل حرم المسجد الأقصى المبارك، فهي الشجرة المباركة التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة”.
قيمة وطنية
وهذا العام شهد فرحة كبيرة لقطاع غزة لغزارة الإنتاج حيث يقول وكيل وزارة الزراعة د. أيمن اليازوري خلال افتتاح موسم “حصاد الزيتون” إن:” شجرة الزيتون تمثل قيمة وطنية وتراثية لشعبنا الفلسطيني، لا سيما أنها تعبر عن هويتنا وصمودنا أمام محاولات السطو على تاريخنا وتراثنا”.
ويشير، إلى أن موسم الزيتون لهذا العام هو الأفضل خلال السنوات الأخيرة بسبب غزارة الإنتاج واتساع المساحات المزروعة.
ويلفت، إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون هذا العام تقدر بنحو (43 ألف دونم) بينها (34 ألف دونم) مساحات مثمرة وهي متوسط الإنتاج لهذا العام بمعدل إنتاج طن للدونم الواحد.
ويعرب، عن أمله أن يغطي إنتاج الزيتون هذا العام احتياجات السوق المحلي، وأن يحقق اكتفاءً ذاتياً في الزيت والزيتون، كما يتمنى يتم تصدير الفائض من هذا المنتج الهام للأسواق العربية والعالمية.
محصول العائلة
والجميل في غزة أن هذا الموسم يعد من مواسم الخير التي تشترك بها معظم أفراد العائلة من الجدة التي تحرص في هذا التوقيت على ارتداء الثوب الفلسطيني المطرز، إلى أصغر حفيد.
وغالباً تصطحب معها حقيبتها التي تمتلئ بكثير من الحب الزيت والزعتر والخضروات والزيتون والشاي والخبز الطازج وغيره من الطعام الذي عادة تحمله في موسم الحصاد التي تمتد لساعات طويلة غالباً تبدأ بشروق الشمس إلى غروبها.
ويرتدي أفراد العائلة الكوفية الفلسطينية ذات العلم الفلسطيني فهو موسم وطني له دلالات كبيرة في تمسك الإنسان الفلسطيني بأرضه رغم محاولات الاحتلال الكثيرة في شجر الزيتون في الحروب المتوالية، ورغم مرارة الخسارة التي يجنها المواطن إلا أنه تمسكه بأرضه أكبر بكثير من محاولات الاحتلال الفاشلة في انتزاعها، فيعمل على إعادة زراعتها وجني محصولها.
الزيت والزيتون
وعادة يتم جني الزيتون من خلال وضع مفارش البلاستيكية أسفل كل شجرة ويتم تلقيط حبات الزيتون واسقاطها على المفارش بعد ذلك يتم جمعها وفرزها ما بين الزيتون الأسود والأخضر، ويتم تنقيتها من الشوائب وغسلها ويكون جزء منه يُعد منه الزيتون للأكل وجزء لعصرة في المعصرة.
ومن أشهر الطرق لإعداد الزيتون التي يتبعها أهل غزة هو طريقة “زيتون الجرجير” حيث يتم دق حبات الزيتون، ووضع عليه الملح والليمون والفلفل الحار ويترك لأيام قليلة حتى يكون جاهز للأكل.
أما الطريقة الأخرى لإعداد الزيتون فكانت باستخدام البيض البلدي يتم إعداد ماء وخلطه بالملح والتأكد من أن كمية الملح مناسبة من خلال استخدام بيض بلدي فحينما تطفو جزء من البيضة فهذا يدل على أن الملح مناسب فيتم وضعه على الزيتون ووضع معه قطع الليمون والفلفل الأخضر الحار، وعادة يحتاج إلى ما يقارب (15) يوماً ليكون جاهز للأكل أو أكثر بقليل.